في إطار حرصه على تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح على الأدب العالمي، نظم مجلس شما محمد للفكر والمعرفة ندوة افتراضية ناقش خلالها رواية “حياة كاملة” للكاتب النمساوي روبرت زيتلر، والتي ترجمتها إلى اللغة العربية ليندا حسين، وذلك بحضور سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان وعدد من عضوات المجلس، ضمن منشط “ندوة الكتاب”.
وقد أعربت سمو الشيخة الدكتورة شما بنت محمد عن سعادتها بمناقشة عمل أدبي يحمل خصوصية فكرية وإنسانية عميقة، مشيرة إلى أن الرواية لا تعتمد على صراعات درامية صاخبة، ولا على تعقيدات سردية، بل تأخذ القارئ في رحلة هادئة ومتماسكة، أشبه بنهر عذب يمضي في سكون، لكنه يحمل في مجراه الحياة بكل تفاصيلها وتناقضاتها.
وأضافت سموها: “الشخصية المحورية في الرواية تمثل الإنسان البسيط الذي يعيش على هامش الحياة، لكنه عند رحيله يترك أثراً عميقاً في من حوله، وهو ما يعكس حقيقة أن عمق التأثير لا يقاس بالضجيج بل بجوهر الحضور الإنساني”. ووصفت الرواية بأنها تجربة وجودية متكاملة نعيشها مع البطل “إيجر”، نتشارك خلالها مشاعر الفقد، والحب، والحرب، والخوف، والدهشة، والعمل، والألم، والأمل.
كما تطرقت سموها إلى أسلوب الكاتب، مشيدة بلغته البسيطة الرشيقة، وبالرؤى الفلسفية التي تنساب من بين السطور كقطع الثلج في فضاء ساكن، تتطلب من القارئ تأملاً عميقاً لفكّ معانيها، مما يمنح تجربة القراءة بعداً وجودياً يتجاوز حدود الحكاية.
وخلال مداخلتها، طرحت سمو الشيخة شما تساؤلات جوهرية أثارتها الرواية، من بينها: هل تكمن اكتمال الحياة في إنجازاتنا المادية؟ أم في وعينا وتجربتنا لمعناها؟ وهل الألم ضرورة لكشف الذات؟ ولماذا نصل غالباً إلى التحول في لحظات الخسارة والانكسار؟
وشهدت الندوة تفاعلاً ثرياً من عضوات المجلس، حيث عبّرن عن تأثرهن العميق بمضامين الرواية، مؤكدات أنها تفتح آفاقاً جديدة للتأمل في الذات والوجود، وتقدّم نموذجاً مختلفاً للرواية الإنسانية التي لا تفرض مشاعرها على القارئ، بل تدفعه للغوص في أعماقه.
وجاء تأكيد العضوات خلال الندوة بأن الرواية ودلالاتها العميقة؛ ما هي إلا قصة حياة نعيش فيها مع تجربة إنسانية عميقة كاملة بكل مشاعرها البسيطة والجميلة، كما أنها تنقل القارئ إلى عالم من التأمل والتدبر حول معنى الحياة الكاملة، ودور الألم في كشف غطاء الذات، وضرورة مواجهة لحظات الخسارة والغرق في المعاناة لتحقيق التحول والاكتشاف الجديد للذات.