ناقشت المؤتمرات والجلسات الاستراتيجية وورش العمل في اليوم الثاني من أعمال القمة الشرطية العالمية، التي انطلقت فعالياتها في مركز دبي التجاري العالمي، والتي تستمر حتى يوم الخميس الموافق 15 مايو، 4 محاور رئيسة، تمثلت في مكافحة المخدرات، والعمليات الشرطية، وأمن الطيران، والأمن والاحتيال السيبراني.
وتقام القمة تحت شعار “تصميم المستقبل القادم من العمل الشرطي” حيث تُركز هذا العام على استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، والجرائم العابرة للحدود، ودمج استراتيجيات الأمن بين القطاعين العام والخاص. ويغطي برنامج القمة 12 محوراً شرطياً رئيسياً، ضمن أربعة مؤتمرات متخصصة، تتناول قضايا عدة، منها الجريمة السيبرانية، وأمن الحدود، ومكافحة المخدرات، وسلامة الطرق، والاتجار بالبشر.
الوعي بالأمن السيبراني
وفي محور “الأمن السيبراني، قال سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة في محور الأمن السيبراني “أحد المبادرات الرئيسية التي نعمل عليها هي مبادرة “النبض السيبراني”، التي تركز على نشر الوعي بالأمن السيبراني في جميع أنحاء المجتمع. في دولة الإمارات، تم إعلان عام 2025 “عام المجتمع” عام مخصص للمجتمع. وتهدف هذه المبادرة إلى جعل مجتمعنا خط الدفاع الأول، من خلال العمل جنبًا إلى جنب مع أفراد المجتمع لبناء قوة سيبرانية قوية وتعزيز ثقافة الأمن السيبراني.”
وأضاف “بالنسبة لنا، يظل العنصر البشري هو الأولوية القصوى. نحن ملتزمون بتعزيز قدرات الأفراد من خلال إعادة تأهيلهم وتطوير مهاراتهم، وخاصة بين المتخصصين التقنيين والجيل الشاب. ستواصل التكنولوجيا تطورها، وهذا يقودنا نحو الثورة الصناعية الخامسة، وما بعدها. فالتكنولوجيا ستظل دائمًا قيمة مضافة لنا جميعًا، إذا استخدمناها بالطريقة الصحيحة. ولكن يجب أن نعترف أيضًا بوجود جهات تسعى لإساءة استخدام هذه التكنولوجيا لأغراض ضارة. ولهذا السبب، نعمل في جميع أنحاء الدولة بشكل استباقي لرصد العديد من هذه الهجمات، ونتعامل معها بشكل تفاعلي من خلال سرعة الاستجابة والمتابعة، من أجل القضاء على تلك البُنى التحتية الضارة.”
تأمين الفعاليات
وفي جلسة بعنوان “النظام العام والسيطرة على الحشود: الأمن القائم على الاستخبارات للفعاليات الدولية، تطرقت الجلسة إلى ضرورة التكامل في منظومة العمل بين العمل الاستخباراتي والتخطيط والعمليات، والدور الحيوي للاستخبارات في الحد من التهديدات الأمنية، وضمان السلامة العامة، وتمكين تنفيذ الفعاليات بسلامة وأمان. وتحدث في الجلسة كل من أنطونين فلامنت، رئيس هيئة الأركان في وزارة داخلية فرنسا، وفرانز روف، المدير العام للأمن العام في النمسا، و تارون جوبا، مفوض عام في الشرطة الهندية، واللواء عبد الله الغيثي، مساعد القائد العام لشؤون العمليات في شرطة دبي، والدكتور ديفيد روبنز، المدير التنفيذي في معهد إدارة المخاطر الاستراتيجية بالمملكة المتحدة، وكاثي لانير، رئيس شرطة سابقاً في واشنطن، ونوين بهاردواج، الرئيس التنفيذي لمجموعة شركة تريسكون لتنظيم الفعاليات.
المخدرات المخلقة
وفي جلسة حملت عنوان “مكافحة الاتجار العالمي بالمخدرات من خلال الاستفادة من الإحصاءات لتعزيز كفاءة إنفاذ قوانين مكافحة المخدرات” وذلك ضمن محور مكافحة المخدرات، افتتحت الجلسة بمقطع وثائقي قصير تناول موضوع مكافحة المخدرات، ويسلط الضوء على الركائز الأساسية، والمتمثلة بالوقاية والعلاج والكشف المبكر وأهمية التعاون مع جميع الدول لوضع سياسات دولية.
وتتناول الجلسة كيف تسهم الأساليب القائمة على الأدلة في تعزيز عملية اتخاذ القرار، وتقوية التعاون الدولي، وتحسين فعالية عمليات مكافحة المخدرات في ظل مشهد عالمي دائم التغير.
وفي كلمة ألقتها أنجيلا مي، رئيس فرع الأبحاث وتحليل الاتجاهات في مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، أكدت أن تهريب المخدرات هو قضية عالمية لا يمكن لدولة واحدة مواجهتها بمفردها، مشيرة إلى جمعهم بيانات من جميع أنحاء العالم لفهم أسواق المخدرات واتجاهات التهريب. وأضافت “في كل عام بتاريخ 6 يونيو، نصدر تقريرًا شاملاً يجمع بيانات من مختلف دول العالم، بما في ذلك بيانات عن مليوني عملية ضبط للمخدرات. إن سوق المخدرات غير المشروعة يقوم على العرض والطلب. هناك أكثر من 100 مليون شخص يتعاطون المخدرات، وتقريرنا القادم سيُظهر ارتفاعاً أكبر خاصة في استخدام القنب. كما أن مخدر الكوكايين يشهد مستويات غير مسبوقة من الإنتاج والتهريب، سواء عبر البحر أو البر. وتظهر ممرات تهريب جديدة عبر جنوب آسيا وأفريقيا، وتفتح مسارات نحو وجهات جديدة.”
وأكدت أن المخدرات المخلقة تشهد أسواقها توسعاً باتجاه الشرق الأوسط وآسيا، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً، نظراً لرخص ثمنها وسهولة تصنيعها وتغيير موادها، خاصة وأنها لا تعتمد على زراعة النباتات مثل المخدرات التقليدية.
وقالت إن من أكبر التحديات التي يواجهها العالم هو عدم الاستقرار السياسي الذي يخلق بيئة خصبة لإنتاج المخدرات. داعية إلى توحيد الجهود بين الدول في العالم وإجراء استطلاعات لتقدير عدد المتعاطين والمواد التي يتعاطونها، ليتمكنوا من الكشف عن أي مواد مخدرة تظهر، والاستجابة فوراً لوضعها تحت السيطرة. كما دعن إلى توحيد الجهود بين وكالات إنفاذ القانون لتفكيك شبكات تهريب المخدرات العابرة للحدود.”
من جانبه، قال العميد خالد بن مويزة، نائب مديرالإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي، في كلمة اففتح فيها الجلسة، “إن هذه المنصة العالمية وهذا الحضور العالمي الرفيع يعكس التزامنا بالنهج الميداني والقائي معاً، ونهدف من خلال هذه النقاشات والمُباحثات إلى ردم الفجوة بين الجوانب العملية والنظرية في آليات وأطر مكافحة الجريمة. إيماناً منا بأن تعزيز سبل التواصل وتسريع الاستجابة في التعاون بين الاجهزة الأمنية والشرطية على مستوى العالم، أضبح ركيزة أساسية لنتمكن معاً من مكافحة جريمة عابرة للحدود، تتطلب تكثيف الجهود وتعزيز العلاقات للحد منها ومكافحتها.”
تعزيز أمن الطيران
وفي جلسة بعنوان “مكافحة الإرهاب والتهديدات الناشئة في أمن الطيران”، سلط بيتر نيلسون، مفوض الشرطة في “الإيروبول”، الضوء على مجموعة واسعة من التهديدات التي تواجه مجتمع المطارات، بما في ذلك التهديدات الداخلية، والهجمات الإرهابية، والمخاطر المتزايدة من الطائرات بدون طيار (الدرونز)، وغيرها من التهديدات مثل أعمال التخريب، والأنشطة الإجرامية منخفضة المستوى، واستخدام الليزر الأخضر لتعطيل الطيارين. وبشأن وللتعامل مع هذه التهديدات، قال المفوض ” نؤمن بأن بناء مجتمع قوي ومرن أمر أساسي لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني في قطاع الطيران بشكل فعال. ومع وجود أكثر من 400 مطار تجاري في أنحاء أوروبا، فإن التعاون لا يُعد مجرد ميزة، بل ضرورة، ومن المهم رفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني بين جميع موظفي المطار، بدءًا من مناولي الأمتعة ووصولاً إلى مراقبي الحركة الجوية، مع التأكد من وجود لوائح وإجراءات واضحة ومحددة يتم اتباعها باستمرار.”
وأكد أنه من الضروري تحديد الأدوار والمسؤوليات بوضوح لكل مطار فيما يتعلق بالأمن السيبراني. فمعرفة من المسؤول عن ماذا، خصوصًا خلال الحوادث أو الأزمات، يُسهم في تسريع الاستجابة، وتحسين التنسيق، وتقليل مخاطر تعطل العمليات.”
التصدي للجرائم السيبرانية
جمعَت الجلسة الحوارية بعنوان “مكافحة الجرائم السيبرانية عبر الحدود” خبراء عالميين في مجال الجرائم السيبرانية من مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)، ومؤسسة السلام السيبراني الهندية، وشرطة نيجيريا، لمناقشة التحديات المتزايدة للتهديدات السيبرانية العابرة للحدود. وأدارت الجلسة البروفيسورة مويارا روهسن من معهد ميدلبري للدراسات الدولية. وسلطت المناقشة الضوء على الحاجة الملحة للتعاون الدولي في التصدي للجرائم السيبرانية، مع إبراز العقبات الرئيسية مثل تعارض الاختصاص القضائي، ومخاوف من انتهاك الخصوصية، وصعوبة جمع الأدلة، والتطور المتزايد في أساليب الهجمات. وطرح المتحدثون أمثلة حقيقية عن النجاحات في التعاون العابر للحدود، مما يعزز أهمية تبني استراتيجيات موحدة على مستوى العالم لمكافحة الجريمة السيبرانية.
القمة الشرطية
وتُنظم القمة من قبل شرطة دبي، بالشراكة مع “دي إكس بي لايف”، وبدعم من منظمات دولية مثل الجمعية الدولية لرؤساء الشرطة (IACP)، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، واليوروبول.
ويشمل الحدث أيضاً معرضاً دولياً يضم أكثر من 170 جهة عارضة، من بينها سامسونغ، وشركة “دو”، و”إزري”، وشركة “إنكاس” للمركبات المدرعة، حيث تستعرض أبرز الابتكارات التي تُسهم في تطوير أمن المجتمعات. وتستمر القمة حتى 15 مايو 2025. للمزيد من المعلومات والتسجيل، يُرجى زيارة:
www.worldpolicesummit.com