حصلت شركة أوكسيتك على إذنٍ من وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية لإطلاق ملايين من ذكور البعوض المعدل وراثيًا أسبوعيًا على مدار العامين المقبلين في فلوريدا وتكساس. وتسمى هذه الفصيلة من البعوض الزاعجة المصرية والتي تنقل أنثاها أمراضًا عديدة مثل حمى الضنك والحمى الصفراء وفيروس زيكا. وعندما تتزاوج الذكور المعدلة وراثيًا مع الإناث البرية ينتج نسلًا تموت إناثه سريعًا، ويرى العلماء أن تنفيذ هذه الفكرة على نطاقٍ واسع سيساعد في خفض أعداد هذه الفصيلة. لكن علماء الوراثة والأخلاقيات الحيوية يتخوفون من إساءة استخدام البعوض المعدل وراثيًا.

مكافحة انتشار الأمراض

توجد أمثلة عديدة لاستخدامات الهندسة الوراثية، منها الشعاب المرجانية التي تتحمل ارتفاع درجة حرارة مياه البحار، وأشجار الكستناء الأمريكية التي تقاوم الآفات، والبعوض الذي لا يستطيع نقل الأمراض أو ينتج نسل يموت سريعًا ما يساعد في حماية مئات الملايين من البشر من الأمراض التي ينقلها البعوض.

وعلى الرغم من أن شركة أوكسيتك حصلت على إذن من وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة الأمريكية لنشر البعوض المعدل وراثيًا في تكساس وفلوريد، لكنها ما زالت تنتظر الحصول على موافقة الولايتين. وكان ولاية فلوريدا قد ألغت خطةً مماثلة في العام 2018 بعد أن أظهر استفتاء رفض سكان الولاية للخطة، واختبرت الشركة البعوض الذي عدلته وراثيًا في البرازيل وجزر الكايمان وماليزيا وبنما.

تقييم المخاطر والفوائد

يركز أسلوب تقييم المخاطر الحالي على مجموعة محدودة من المعايير الحيوية، مثل قدرة البعوض المعدل وراثيًا على نشر الأمراض أو احتمال تسبب بروتينات البعوض الجديدة في حساسية لدى البشر، لكنه يتجاهل اعتبارات حيوية وأخلاقية واجتماعية أخرى.

وللتغلب على هذه العيوب أجرى معهد الاستدامة والطاقة والبيئة في جامعة إلينوى أوربانا تشامبين دراسةً نقدية على البعوض المعدل وراثيًا. وشارك في الدراسة 35 باحث من مؤسسات أكاديمية وحكومية ومنظمات أخرى غير هادفة للربح من جميع أنحاء العالم، ولدى هؤلاء الباحثين خبرة واسعة في مجال بيولوجيا البعوض والدور المجتمعي وتقييم المخاطر.

وأوصت الدراسة بالحاجة الملحة لجعل الإجراءات التنظيمية أكثر شفافية وشمولًا وحمايتها من تضارب المصالح. ووضعت خطوات يجب اتباعها لجعل عملية تقييم المخاطر أكثر دقة وشفافية، ومنها تسجيل بيانات تجارب البعوض المعدل وراثيًا في قاعدة بيانات شفافة مفتوحة لمن يريد دراستها ثم عرض النتائج على باحثين مستقلين لتجنب تضارب المصالح.