10.6 مليون «عيدية» اليتامى والمحتاجين وجمع زكاة الفطر عبر الرسائل القصيرة

يسعى من موقعه الحيوي إلى الارتقاء بالمنظومة الخيرية والتطوعية، مُشاركاً في طرح مبادرات وبرامج تنتشل المساكين والمحتاجين من هاوية الحرمان، لإيمانه بقيمة المناشط الإنسانية في ضمان توازن المجتمع وتماسكه، إنه المدير العام لجمعية بيت الخير عابدين طاهر العوضي.
أوضح في حواره مع «الرؤية» أن الجمعية خصصت لعيد الفطر المبارك مشروعين رئيسين يتمثلان في «العيدية» و«كسوة العيد»، ذاكراً أنها تحرص على تمتع الأسر المسكينة والمحتاجة واليتامى بمناسبة العيد كسائر العائلات.
وتعتبر العيدية هدية نقدية يقدمها المحسنون مع اقتراب العيد ليتمكن أفراد وأبناء الأسر المحتاجة من شراء احتياجاتهم، وبلغ حجم الإنفاق على مشروع العيدية العام الجاري 10.6 مليون درهم.
وأما بالنسبة لكسوة العيد فوزعت الجمعية الملابس على 18300 شخص بقيمة إجمالية بلغت 5.7 مليون درهم، منها ما يزيد قليلاً على مبلغ مليون درهم للإناث، وفق ما أفصح عنه العوضي.
وأفاد بأن زكاة الفطر تُجمع عبر مواقع الجمعية وفروعها ومراكزها المختلفة بكوبونات عدة، إذ تُقدر قيمة الواحد منها للفرد بـ20 درهماً، مُضيفاً أنها أدخلت العام الجاري نظام التبرع عبر الرسائل النصية بالهاتف على الرقم 2313، وذلك بالاتفاق مع «اتصالات».
وقدّر حجم الإنفاق على رعاية الأيتام في رمضان الجاري
بـ 4.7 مليون درهم، إذ تنظم لهم الجمعية مناشط ترفيهية ومجتمعية وتثقيفية في شتى المناسبات والأعياد.
وتكفل الجمعية اليتيم الذكر حتى يدخل سوق العمل، واليتيمة الأنثى حتى تتزوج أو تستقل مادياً.
وأردف العوضي أن حجم الصرف على مشروع رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بلغ 802 ألف درهم رمضان الجاري، مشيراً إلى أنهم استفادوا من المساعدات الطبية ومشروع العيدية وكسوة العيد.
وأبان العوضي أن مبادرات «بيت الخير» تشمل 5500 أسرة تتقاضى ستة ملايين درهم شهرياً، فضلاً عن 18000 أسرة تتقاضى مساعدات طارئة أو مقطوعة.
وتالياً نص الحوار:
÷ ما المشاريع المزمع تنفيذها في عيد الفطر المبارك؟
– نخطط في عيد الفطر المبارك لتنفيذ مشروعين رئيسين يتمثلان في «العيدية» و«كسوة العيد»، ونعتبرهما المشروعين الأساسيين في الفترة ذاتها سنوياً، إذ نحرص على أن تتمتع الأسر المسكينة والمحتاجة واليتامى بمناسبة العيد كسائر العائلات، وهو ما أوجبه علينا ديننا الحنيف الإسلام، وأمر به رسولنا الكريم، وهو أيضاً ما تمليه علينا ضمائرنا ومسؤوليتنا المجتمعية.
ومن أهداف الجمعية التي تسعى إلى تنظيمها كذلك، المناشط الترفيهية للأيتام حتى نُدخل بهجة العيد إلى نفوسهم.
÷ ما شكل العيدية، وكم بلغ حجم الإنفاق على المشروع؟
– العيدية هدية نقدية يقدمها المحسنون مع اقتراب العيد ليتمكن أفراد وأبناء الأسر المحتاجة من شراء احتياجاتهم، وبلغ حجم الإنفاق على مشروع العيدية العام الجاري 10.6 مليون درهم.
وأما بالنسبة لكسوة العيد فوزعت الجمعية كسوة الملابس على 18300 شخص بقيمة إجمالية بلغت 5.7 مليون درهم، منها ما يزيد قليلاً على مبلغ مليون درهم للإناث.
وتأتي هذه الكسوة من ريع بيع الملابس المستعملة، والتي تُجمّع في برنامج «قديمكم جديدهم»، باستخدام 1000 حاوية موزعة على إمارات الدولة، ونجمع فصلياً كل ما يتبرع به «أهل الخير» من ملابس قديمة يضعونها في الحاويات، ونتولى بيعها بالطن، ثم نأخذ ما نتج عن البيع من مال ونتعاقد مع محال لبيع الألبسة وخياطتها، مستهدفين منح فرصة للفقراء حتى يستفيدوا من الملابس دون الشعور بالنقص، ونتفادى التسبب في إحساسهم بالإحراج وكسر الذات، فالعديد منهم تتملكه عزة النفس.
÷ ما سبل تعاملكم مع زكاة الفطر والقنوات والوسائل المعتمدة لجمعها، وكم عدد الأفراد المستفيدين منها؟
– نجمع زكاة الفطر عبر مواقعنا وفروعنا ومراكزنا المختلفة بكوبونات عدة، إذ تُقدر قيمة الواحد منها للفرد بـ20 درهماً، وأدخلنا العام الجاري نظام التبرع عبر الرسائل النصية بالهاتف على الرقم 2313، وذلك بالاتفاق مع شركة اتصالات.
وعلى المتبرع أن يضغط هذا الرقم ليقتطع من رصيده 20 درهماً كزكاة فطر، ويمكنه أن يُرسل عدداً من الرسائل حسب الأفراد الذين سيتبرع إليهم.
وبدأت الجمعية توزيع عبوات من الأرز، بوزن عشرة كيلوغرامات وإجمالي 115 ألف عبوة، على المستحقين داخل الدولة في موعدها، فضلاً عن توزيع مليون درهم نقداً على الحالات الأحوج من المسجلين في «بيت الخير».
÷ هل من مشاريع مُستقبلية لتشغيل الأسر الفقيرة، وتيسير كسب القوت عليها؟
– المشاريع مستمرة، وأبرمنا اتفاقيات عدة لتدريب الأفراد القادرين وتأهيلهم لدخول سوق العمل، وهناك مشروع جديد جار العمل على إطلاقه قريباً، ونعتزم الإعلان عن تفاصيله بعد العيد.
÷ كيف جهزتم الأيتام لعيد الفطر وكم يتيماً يستفيد من الصدقات؟
– وضعت «بيت الخير» كفالة الأيتام ورعايتهم في صلب مشاريعها، وأطلقت العديد من البرامج والمشاريع التي تهدف إلى توفير الرعاية والكفالة للأيتام من مواطني الدولة ممن فقدوا آباءهم ولم يبلغوا سن الرشد، مع ثبوت حاجتهم الفعلية للمساعدة.
ويتمثل أهم هذه البرامج في «كفالة اليتيم»، إذ ترعى الجمعية ما يقارب 2000 يتيم، يتبعون نحو 528 أسرة، ويكفلهم 1043 كافلاً.
ويتلقى الأيتام عبر الجمعية وبرامجها، مساعدات نقدية شهرية تضاف إلى مساعدات أسرهم ليتولى القيمون على مصاريفهم، تلبية احتياجاتهم وتوفير متطلباتهم، وتحرص الجمعية على تنظيم مناشط ترفيهية وثقافية واجتماعية أثناء العام، وفي المناسبات الرسمية المعروفة في الدولة، كالأعياد والنصف من شعبان واليوم الوطني وشهر رمضان المبارك.
وتقدم الجمعية لليتامى عيدية وكسوة في العيد، وتمنحهم مساعدات مدرسية متنوعة، تعينهم على إكمال فصول دراسهم، وتضمن لهم الظروف الملائمة لمتابعة تحصيلهم العلمي، عبر برنامج «الطالب».
ونعقد أيضاً الدورات التدريبية والرياضية، وبرامج التقوية التعليمية للضعاف دراسياً.
ومن جهة أخرى، تكفل الجمعية اليتيم الذكر حتى يدخل سوق العمل، واليتيمة الأنثى حتى تتزوج أو تستقل مادياً، ولدينا صندوق مالي مخصص للأيتام، يوفر الدعم المستمر لليتيم، في حال توقف الكافل عن دعمه، حتى يكفله غيره.
وبلغ حجم الإنفاق على رعاية الأيتام في رمضان العام الجاري مبلغ 4.7 مليون درهم.
÷ كيف ينتفع ذوو الاحتياجات الخاصة من المساعدات المالية؟
– ترعى الجمعية 75 أسرة من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويصل عدد المعاقين إلى 80 فرداً، ونضمن لهم الرعاية بطرق عدة، وتُجرى بمساعدة الأسرة التي يعيشون فيها عامة.
وتمنح الجمعية معونات إضافية تتناول احتياجات المعاقين الطبية، ومنها بشكل خاص الكراسي الطبية والعلاج والتأهيل الطبي وغيرها من المستلزمات التي تساعدهم وتُسير لهم قضاء أمورهم.
وبلغ حجم الصرف على مشروع رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة 802 ألف درهم رمضان الجاري، كما استفادوا من مشروع العيدية وكسوة العيد، أسوة بغيرهم، وحتى يشعروا بفرحة المُناسبة.
÷ تركزون في مبادراتكم على الأسر المتعففة، فما البرامج المُخصصة لهذه الفئة؟
– تُعد الأسر المتعففة أوسع فئة مُستهدفة في عملنا الخيري، وهي الأسر محدودة الدخل، أو التي تمر بظرف أو عائق يمنعها من العيش في ظروف اقتصادية اعتيادية كعامة الناس.
وتشمل أيضاً الأسر المتضررة من عجز العائل صحياً أو غيابه، أو وقوعه في مشكلة ترتبط بوثائقه الشخصية وتحول بينه وبين الفرص المهنية المتاحة لغيره، ما يضعه وعائلته في ظروف مادية صعبة جداً، وبالطبع ما يؤثر في مناح الحياة الأسرية.
ويتكون البرنامج من مشروع المساعدات الشهرية النقدية، الذي تقدمه الجمعية عبر معونات مالية حسب موقع السكن، ومعدل استهلاك الأسرة، وعدد الأفراد فيها، ودخلها الثابت والمتغير، ووضع كل ذلك في الحسبان إلى جانب معايير أخرى.
وهناك أيضاً مشروع المواد العينية والغذائية الشهرية، المُخصص للأسر التي لا تحسن التصرف في النقد حسب منظور وتقييم «بيت الخير»، وهناك أسر تتقاضى مساعدات طارئة أو مقطوعة حسب الظرف الذي تمر به وطبيعته.
÷ كم يبلغ عدد الأسر المستهدفة إجمالاً وما حجم الإنفاق الشهري وقنواته؟
– نستهدف 5500 أسرة تتقاضى ستة ملايين درهم شهرياً، فضلاً عن 18000 أسرة تتقاضى مساعدات طارئة أو مقطوعة، وتتقاضى شهرياً مساعدات نقدية أو عينية بمعدل مليوني درهم شهرياً.
وارتفع ما استلمته في رمضان ما يقرب من 4.2 مليون درهم، إضافة إلى المير الرمضاني الذي أنفقنا عليه العام الجاري 12.5 مليون درهم استفادت منه جميع هذه الأسر تقريباً.
ويعد المير الرمضاني من الأشياء الأساسية التي يجب توزيعها على الأسر في شهر رمضان المبارك، ويضم مجموعة من المواد الغذائية كالزيت والأرز والسكر وغيره من المواد الغذائية الأساسية.
÷ كيف تلمسون تجاوب الجمهور مع آلية التبرع عبر ماكينة الدفع الإلكترونية؟ وهل وجدتم أنها أفضل من الآلية القديمة بتوجه الشخص إلى موظف البنك والإيداع في حساب الجمعية؟
– لاحظنا أن التجاوب جيد، ولكنا في جمعية «بيت الخير» نحرص على عدم اعتماد نظام واحد لجمع التبرعات والصدقات، فلا تزال طرق التبرع التقليدية والمباشرة فعالة للغاية، وهو ما لا يمكن إنكاره.
وتكمن مهمتنا الرئيسة في الوصول إلى المتبرع بجميع الطرق والوسائل الممكنة، وأدخلنا أخيراً التبرع عبر بطاقات الائتمان، والتبرع بالرسائل النصية sms.

سيرة ومسار
يُعتبر المدير العام لجمعية بيت الخير عابدين طاهر العوضي، أحد أقدم المتطوعين في الجمعية ومن المساهمين الأساسيين في إرساء أنظمتها الخيرية والإنسانية. وكان العوضي أول متطوع في «بيت الخير» وعمل ضمنها مدة عشرة أعوام من دون مقابل.
وعمل مساعداً للمدير العام، ثم اختير نائباً للمدير العام للجمعية للشؤون الإدارية، قبل تعيينه مديراً عاماً.
تبدو بصمته جلية بإسهاماته الخيرية والإنسانية والأبحاث والمشاركات على المستوى الداخلي والخارجي، كما مثل الجمعية في كثير من المؤتمرات داخل الدولة وخارجها.
استفادت جمعية بيت الخير من جهوده وخبراته المتراكمة.

نبذة
أسست جمعية بيت الخير عام 1989، على يد رجال أعمال في دبي، هدفت إلى تأسيس جمعية نفع عام، تختص بالعمل التطوعي والإنساني داخل دولة الإمارات. وتبنى المؤسسون معايير إدارية وفنية مبتكرة، وأطلقوا عليها اسم جمعية بيت الخير، التي أشهرت بقرار وزاري رقم 41 لعام 1989.
وترمي الجمعية إلى مُساعدة الفقراء والمساكين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصّة، وتوفر لهم المساعدات المادية والطبية والإنسانية، فضلاً عن دفعها رسوم الدراسة للطلبة المعسرين، ومدها يد العون إلى الأسر المتعففة.

الرؤية

شاهد أيضاً