أطلق الأمير سلمان بن سلطان، أمير منطقة المدينة المنورة، مساء الاثنين، مشروع «درب الهجرة النبوية»، وتجربة «على خُطاه» التي تُحاكي الدرب التاريخي الذي سلكه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وذلك في حفل حضره الأمير سعود بن مشعل، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، وعدد من المشايخ والمسؤولين، بجوار جبل أحد.
وعدّ المشروع شاهداً حيّاً على ما تُوليه القيادة السعودية من اهتمام بتلك المواقع، حيث يُمثِّل رؤية متكاملة تتناغم مع مستهدفات «رؤية المملكة 2030» للعناية بها، والإسهام في تعريف الأجيال بقِيَمِ النبي، ومنهجه خلال هجرته، مضيفاً أنه يتيح للزوّار فرصة تتبع خطواته، وزيارة المواقع المرتبطة برحلته العظيمة.
ونوّه أمير المدينة، بأن «درب الهجرة» ضمن مشروعات تأهيل وتفعيل مواقع التاريخ الإسلامي، التي تُنفذها مختلف الجهات الحكومية، لتعكس جزءاً من رسالة المملكة الإنسانية التي تستند فيها إلى تعاليم الدين، والثقافة العربية العريقة، والقيم الإنسانية، موضحاً أنه يُسهِم في تقديم تجربة استثنائية لضيوف الرحمن، تجمع الأثر الإيماني العميق للهجرة، وتعكس جانباً من الثقافة الأصيلة التي تميز الشعب السعودي.
وأشاد بما تشهده المدينة، وأنحاء السعودية كافة، من حراكٍ فاعل نتيجة دعم القيادة في مختلف المجالات، ومن بينها العناية بالمواقع التاريخية، مُثنياً على جهود مختلف الجهات المعنية لإنجاح المشروع، وكل مَن أسهم في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، يتماشى مع مكانة السعودية بوصفها قلب العالم الإسلامي، وراعية مقدساته.
وشاهد الحضور عرضاً مرئياً عن المشروع، الذي يتضمن تطوير 41 معلماً تاريخيّاً على امتداد 470 كيلومتراً في المسار الرابط بين مكة والمدينة المنورة، ويستعرض 5 مواضع تثري جوانب من قصص الهجرة عبر عروض تفاعلية، إضافة إلى منطقة «متحف الهجرة».
بدوره، قال المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه، إن هذه التجربة التي جرى الإعداد لها مبكراً تستهدف إبراز تاريخ السعودية وحضاراتها العريقة التي تحظى باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، مبيناً أنه جرى وفق توجيهاتهما، تهيئة المواقع التاريخية والتراثية، وتطويرها وفقاً لأعلى المعايير العالمية.
وعدّ آل الشيخ تعزيز وترسيخ هذا الإرث الحضاري الإسلامي ضمن سلسلة الإنجازات التي تفخر بها البلاد، موضحاً أن مشروع «على خُطاه» سيُدشَّن خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ويستمر 6 أشهر، وتم تحديد أهم المواقع فيه بالعودة إلى المصادر التاريخية المعتمدة، بالتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة، ومؤكداً أن هذه التجربة ستكون محط الأنظار.
إلى ذلك، شهد الأمير سلمان بن سلطان توقيع اتفاقية المشروع بين هيئات «الترفيه» و«تطوير منطقة المدينة المنورة» و«السياحة»، وبرنامجَيْ «خدمة ضيوف الرحمن» و«جودة الحياة»، وشركة «صِلة».
الشرق الأوسط