ول فَرل: أفلام الكوميديا السياسية الأكثر تميّزاً

شبكة أخبار الإمارات ENN

محمد رُضا

لا أحد يقول إن فيلم الكوميدي ول فَرِل الجديد «بيت أبي 2» تحفة سينمائية، أو فيلم جيد بحدود. في الواقع هو من تلك الكوميديات سريعة التلف التي تحفل بالمصادفات والمشاهد المسلوقة نصف سلق. لكن المشاهد لا يمكن له إلا أن يضحك على مجموع أبطاله الرئيسيين في أكثر من مشهد موزّع بين هذا الممثل وندّه مل جيبسون ومارك وولبرج.
ول فَرِل يعرف ذلك ويعترف به لكنه يدافع عنه كما يتوقع المرء من الممثل الدفاع عن أي دور يقدّمه طالما أنه في الأساس توجه إلى الجمهور وليس إلى النخبة المثقفة.
وهو تعود على ذلك منذ عقود عندما بدأ نجمه يلمع في سماء الكوميديا تلفزيونياً وسينمائياً.
عرف الكوميديا منذ أن كان صغيراً كما قال عن نفسه قبل أربع سنوات لمجلة «رولينج ستون» في مقابلة صحح فيها معلومات عديدة عن نشأته وأسباب ميوله للفكاهة فقال إنه اكتشف رغبته في الضحك وإثارة الضحك عندما كان لا يزال في الثانية عشرة من العمر عندما تطلق والداه. تعليقه على ذلك هو أنه سيتمكن الآن من قضاء عطل مزدوجة في وقت واحد. عطلتا «كريسماس»، عطلتا رأس السنة وهكذا.
ولد باسم جون وليام فرِل قبل خمسين سنة في ولاية كاليفورنيا وفي عروقه دماء ألمانية وإيرلندية، بعد طلاق والديه أكمل دراسته في الكلية حيث أخذ يكتب ويمثل مسرحيات كوميدية، وتبعاً لنصيحة والدته انتقل من البلدة الصغيرة في ولاية كاليفورنيا إلى هوليوود ذاتها حيث التحق ببرنامج «سترداي نايت لايف» (Saturday Night Live) التي كانت أنجبت عدداً كبيراً من الكوميديين اللامعين الآخرين توجهوا جميعاً إلى السينما بنجاح ومن بينهم دان أكرويد، ودانا كارفي وتشيفي تشايز وجيم بالوتشي وجوان كوزاك وبيلي كريستال وبل موراي.
وبعد عامين من ذلك التاريخ بدأ ول تحقيق النجاح في السينما عبر الاشتراك مع ممثلين كوميديين آخرين قبل الاستقلال بنفسه كبطولة مطلقة من العام 2006 عندما لعب بطولة «أغرب من الخيال». ومن ذلك الفيلم دلف لبطولة 58 فيلماً آخر لا يعدو «بيت أبي 2» سوى آخرها بينما هناك فيلمان جديدان له دخلا مرحلة بعد التصوير وأربعة سيناريوهات معروضة عليه.
النقد مدحاً
* ووجه «بيت أبي 2» بنقد حاد منذ بدء عروضه قبل شهرين، لكنه حقق النجاح المتوقع إلى حد. أيهما أهم بالنسبة إليك: النقد أو إقبال الجمهور؟
– لا داعي للتفكير طويلاً لكي أعطيك جواباً على هذا السؤال. الجمهور طبعاً.
* لماذا؟ ألا يجوز الاثنان؟
– ليس بسهولة، الأفلام التي تعجب النقاد ليست هي الأفلام التي تعجب الجمهور، برهنت التجربة على ذلك منذ سنوات بعيدة جداً، طبعاً أرى أن هناك العديد من الأفلام التي نجحت تجارياً ونجحت نقدياً، لكن هناك أكثر منها لم ينجح نقدياً لكنه عرف انتشاراً كبيراً بين الناس وحقق أرقاماً قياسية، الناس لا يمكن لومهم إذا ما توجهوا إلى فيلم يعتبره النقاد سخيفاً ولا إلى صانعي هذه الأفلام لأن العلاقة الأساسية هي علاقة عرض وطلب بين الطرفين لا يدخل النقاد في نظامها.
* لكن شخصياً، هل يزعجك هجوم النقاد على فيلم لك؟
– بتاتاً، بعض ما يكتب عني أعتبره مدحاً، بعضه الآخر يضحكني.
* هل «بيت أبي 2» فيلم جيد؟
– ليس بمقياسك مثلاً، لكن بمقياسي ومقياس من عمل فيه نعم ولو أنني لست غافلاً عن عيوب فنية وربما كتابية، لكن ذلك لا يشكل مشكلة من أي نوع.
لكنك مثلت أفلاماً جيدة سواء ضمن نوعها الكوميدي أو بالمطلق، * هل رد فعلك حيال استحسان النقاد كان إيجابياً ولو إلى حد؟
– نعم أهتم كثيراً بكل فيلم أشترك فيه لأنه يمثلني أمام الناس وأمام الإعلام والنقاد جزء من الإعلام، وعندما تقول إني ظهرت في أفلام جيدة نالت استحسان النقاد فإن ذلك يسرني كثيراً بلا شك، بعض الأفلام عليها أن تستحوذ على إعجاب النقاد لكي تحقق النجاح الجماهيري وهي من النوع الجاد قليلاً أو الذي يختلف عن الكوميديا في شكلها المباشر.
* أحد هذه الأفلام التي تتحدث عنها «الحملة» كان كوميديا مع رسالة سياسية. هل كنت تبحث عن سيناريو من هذا النوع؟
– نعم. كنت جائعاً لسيناريو من هذا النوع. المرّات السابقة التي لعبت فيها أدواراً سياسية كانت في إطار برنامج «سترداي نايت لايف»، وكما تعلم هو برنامج ساخر من الشخصيات والأحداث التي تتناقلها الأخبار المحلية لجانب استعراضات كوميدية قصيرة أخرى، لكن هذه الكوميديا في فيلم سينمائي حين يتوفر يضعني أمام شيء آخر أكبر حجماً تنتظره بفارغ الصبر خصوصاً إذا ما كان الموضوع دسماً في هذا النطاق، شيء ما في الكوميديا السياسية يجعل الأفلام أكثر تميّزاً من الحلقات التلفزيونية.
* هل الكوميديا أصعب أداء من الدراما كما يقولون؟
– بالنسبة للممثل غير الكوميدي نعم على ما أعتقد. بالنسبة للكاتب أو المخرج الذي لم يصنع فيلماً كوميدياً من قبل هو أيضاً أمر صعب. هو أمر سهل بالنسبة للمتمرس في الكوميديا رغم ذلك هناك مرّات يواجه الممثل مشهداً لا يستطيع أن يتميّز فيه أو ينبري له كما يجب. تتعقد الأمور على هذا النحو.
* متى واجهك هذا الموقف آخر مرّة؟
– في «الحملة» مثلاً. كان هناك المشهد الذي أمثل فيه المشهد الذي ألكم فيه بالخطأ طفلاً رضيعاً. طبعاً لم تكن لكمة واقعية والدجيتال تدخل ليجعلها تبدو واقعية لكني لم أكن مرتاحاً خلالها. تصوير هذا المشهد كان صعباً عليّ وأعدناه أربع مرات وكان علينا أن نكون حذرين تماماً لأن الطفل لا يمكن أن يكون على علم بأنه تمثيل.
لا بد أن المؤثرات تدخلت بكثافة.
– بالتأكيد. صورنا يدي وهي تقترب من رأس الطفل ثم قام رجال المؤثرات بالباقي.
* لماذا على الكوميديا في هذه الأيام أن تحشد مشاهد من هذا النوع أو مشاهد فيها نكات تراها فئة من المشاهدين بأنها مبتذلة؟
– للأسف كثيرة هي المناسبات التي تدخلت فيها لحذف مشاهد مسيئة وغير حساسة. مشاهد يمكن لها أن تؤذي المشاعر وإذا ما فعلت ذلك أصاب العطب الفيلم بالكامل، وكما ذكرت ترددت كثيراً حين أردت تأدية هذا المشهد ولولا أنه ضروري في الحبكة بكاملها لما قمت به.
* من قراءة ملخص لسيرة حياتك تبين لي أنك ولدت كوميدياً إذا صح التعبير؟
– أذكر أن ميولي وأنا صغير كانت كوميدية، سارت فعلاً في هذا الاتجاه لكني أذكر بعض الاهتمام الأول بالتمثيل حين طلب مني كتابة مسرحيات قصيرة، وبعض كتاباتي جعلت الأساتذة يضحكون فعلاً، ربما هذا ما شجعني لمواصلة العمل على أن أتحوّل إلى الكوميديا، اعتقادي أني سأنجح في هذا المضمار.
قرأت أنك كنت ماهراً في تقليد الأصوات كذلك.
– أعتقد أنني كنت ماهراً في ذلك. كنت أقلد أصوات الآخرين بنجاح وأحب أن ألعب مع الطلاب دور المدير عبر الميكروفون فأطلب منهم تنفيذ شيء فينصاعون للأمر معتقدين أن مدير المدرسة هو الذي يتحدث إليهم فعلاً.
* ماذا تعني المنافسة بالنسبة إليك؟ أسأل لا بسبب فيلم «الوعد» الذي تتنافس فيه مع سواك في الانتخابات الأمريكية، بل بشكل عام.
– أعتقد أن الانتخابات الأمريكية أساساً هي استعراض (شو) كبير ووحيد من نوعه في العالم وهو مدعاة للسخرية ومناسب للخروج خلاله بالكثير من النكات وهذا ما يفعله كل يوم مقدمو برامج «التوك شو»، إنه مادة ثرية. ما تعنيه المنافسة بالنسبة لي هو أنها حالة من السباق نحو إنجاز ربما أصغر مما ندرك لاحقاً وأنا تعودت عليه، حين كنت في الكليّة رشّحت نفسي لمنصب مجلس الكليّة الاستشاري وفي الحقيقة فزت، لكني لا أذكر أنني حضرت أي اجتماع، كنت أريد المنصب فقط لكني لم أرد أن أعمل..(يضحك).
*هل تخشى المنافسة اليوم أكثر مما كنت تخشاها عندما كنت صغيراً؟
– لم أقل إني كنت أخشى المنافسة وبالقطع لا أخشاها اليوم، إنها حق لكل واحد وبل ضرورة لما هو أفضل، آخذ في عين الاعتبار ما عندي من أفكار وأساليب تعبير وأحاول أن أضيف عليها، لذلك إذا ما كانت هناك منافسة فهي بيني وبين نفسي ولا أقول ذلك لأنه ليس هناك ممثلون كوميديون رائعون آخرون.
* هل تجد نفسك في السياسة؟
– الحقيقة أنني أبقي نفسي ملمّاً، أتابع وأعرف ما يجري، لكني لست من النوع الذي ينشط في أي اتجاه، لا أجد في السياسة أي عامل جاذب بالنسبة لي لذلك أصرف اهتمامي الأول على مهنتي، هذا يشغلني كثيراً و يكفيني وزيادة.
لكنك تتابع بالطبع ما يجري حولنا.
– نعم، ولدي أفكاري الخاصة التي لا أناقشها مع أحد ليس من باب الكتمان بل لأن لكل شيء سبباً آخر قبله والنتيجة ستلد أسباباً أخرى، إنها حالة متوالية لا نهاية لها.
* لاحظت أنك ومنذ بضع سنوات أخذت تقوم بالإنتاج، ما هو الدافع لذلك؟
– أنا مثل سواي من الممثلين الذين ينتجون أفلامهم هذه الأيام نسعى لشيء واحد وهو السيطرة على المشروع بحسب رؤية كل منا له، لا أتدخل في الإخراج لكني أفعل فقط إذا ما وجدت أن المخرج يريد الذهاب بالفيلم إلى نطاق آخر هو غير ما في بالي أو بال الاستوديو. أنا هنا لأحمي المشروع وليس لتفكيكه.
* أحد أفلامك المقبلة هو «هولمز وواتسون»، هل هو دراما عن أشهر تحريي الأدب البوليسي؟
– هو بالتأكيد عنه لكنه ليس فيلماً بوليسياً بل معالجة كوميدية للثنائي: التحري والطبيب واتسون. الفكرة بدت لي رائعة فشاركت بإنتاجها من البداية.
* هل كان السيناريو معروضاً عليك في البداية؟
– نعم. كمشروع تمثيل فقط، لكني قررت القيام بإنتاجه طبعاً مع آخرين لكي أضمن كما قلت خروجه كما ينبغي.

شاهد أيضاً