ندد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ورئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، الأربعاء، بالوضع “غير المقبول” في أوكرانيا، في وقت توافقت موسكو مع واشنطن ودول أوروبية على مواصلة المحادثات لحل الأزمة بشبه جزيرة القرم.
وقال البيت الأبيض بعد اتصال هاتفي بين أوباما وكاميرون، إن الزعيمين “أعربا عن قلقهما العميق حيال الانتهاكات التي قامت بها روسيا لسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا، وأشار كلاهما إلى أن الظروف الراهنة غير مقبولة”.
وفي حين أضاف بيان البيت الابيض أن “روسيا بدأت تدفع ثمن أعمالها مثل تراجع ثقة المستثمرين”، أكدت الحكومة البريطانية أن الحلفين اتفقا على أن “تواصل الأسرة الدولية العمل بشكل وثيق على نزع فتيل التوترات واقناع روسيا بذلك”.
ومع ذلك، قال متحدث باسم كاميرون إن السلطات الروسية “لم تسحب قواتها بعد إلى قواعدها، رافضة الاعتراف بالحكومة الانتقالية في كييف في حين ما زال الوضع على الأرض متوترا جدا”.
وفي باريس، أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، أن اتفاقا تم التوصل إليه الأربعاء لمواصلة “المشاورات الكثيفة” حول الأزمة في أوكرانيا، خصوصا بين الولايات المتحدة وروسيا.
وصرح كيري إثر مشاورات اجراها مع نظرائه الروسي والفرنسي والألماني والبريطاني ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي “لقد بدأنا اليوم عملية، ونأمل في لأن تقود إلى نزع فتيل التصعيد” في اوكرانيا.
وأضاف “لم يكن لدي أي طموح” للقاء يجمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الأوكراني، أندريه ديشتشيتسا، وذلك بعد أن فشلت محاولة جمع الرجلين في مبنى وزارة الخارجية الفرنسية.
وتكثف الدول الغربية ضغوطها على روسيا لـ”تخفيف التصعيد” في الأزمة الأوكرانية، وذلك قبل انعقاد قمة أوروبية استثنائية الخميس في بروكسل، حيث تعهدت بفرض عقوبات في حال لم تبد موسكو ليونة إزاء الأزمة.
وفي هذا السياق، أكد كيري، الذي يلتقي لافروف مجددا الخميس في روما على هامش اجتماع حول ليبيا، أن إمكانية فرض عقوبات على موسكو بسبب تحركاتها في أوكرانيا لا تزال قائمة.
في المقابل، أعلن لافروف أن المباحثات الرامية لإيجاد حل للأزمة “ستتواصل”، وقال في تصريح مقتضب للصحافيين “أجرينا يوما طويلا من المشاورات حول أوكرانيا. نحن جميعا قلقون حيال ما يحصل هناك”.
توتر في دونيتسك وحرب أعصاب بالقرم
وفي موازاة الجهود الدبلوماسية، استمر التوتر في أوكرانيا حيث أصيب الأربعاء 12 شخصا عندما استعاد محتجون موالون لروسيا مبنى الحكومة المحلية في مدينة دونيتسك شرق البلاد.
وشوهد عدد من المتظاهرين وقد سال الدم من وجوههم، بعد أن اقتحموا صفوف الشرطة لاستعادة المبنى الذي تم طردهم منه صباح الاربعاء في المدينة التي تعتبر معقلا للرئيس الأوكراني المعزول فيكتور يانوكوفيتش.
وهتف بعض المتظاهرين “الفاشية لن تمر”، عند اقتحامهم للمبنى واحتلال الطوابق الثلاثة الأولى منه. وكانت قوات موالية لروسيا استولت على المبنى الاثنين ورفعت عليه العلم الروسي.
وفي القرم، تستمر حرب الأعصاب بين الجنود الأوكرانيين وعناصر من قوات الأمن الروسية في القواعد والمطارات العسكرية، منذ انتشار آلاف المسلحين في 28 فبراير يشير إليهم السكان والصحفيون المنتشرون في المكان بأنهم جنود روس.
وتقول الحكومة الأوكرانية إن 16 ألف جندي روسي، وصل خمسة آلاف منهم على الأقل في الأيام الأخيرة، يسيطرون على القرم حيث يطوقون معظم المواقع الاستراتيجية والثكنات العسكرية.