نيل سيثي: أفلام اللاجئين دليل على إنسانية الشارقة

شبكة أخبار الإمارات ENN

حوار: أمل سرور

حينما أتى نيل سيثي إلى الشارقة، لم يكن«ماوكلي» اليتيم وحيداً وسط أدغال الهند، عندما عثر عليه الفهد «باتجيرا» لتتبناه الذئبة «أكيلا» وترعاه، لتعوّضه عن حنان أمه الحقيقية حتى أصبح يافعاً.
ولم تكن أعين النمر الشرس «شيرخان» الذي افترس والد الصغير، لأنه تمكن من حرق وجهه بالنار، فأسقطه الشرير قتيلاً، تتربص باليتيم لتنال منه كما نالت من أبيه.
هنا، كان الطفل الأمريكي الهندي الأصل نيل سيثي الذي جسّد شخصية «ماوكلي» فتى الغابة في الفيلم الشهير «كتاب الأدغال»، يمشي واثق الخطوة ملكاً على السجادة الحمراء للمهرجان، ليحل ضيفاً انتظره الكبار قبل الصغار، ويحظى بتكريم من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة.
نجح «فتى الأدغال» الذي دخل عامه ال 14 في أن يكون نجماً سينمائياً من الطراز الأول، بل استطاع أن يكون محط أنظار زائري المهرجان، وظهر هذا جلياً في هرولة الكبار قبل الصغار إلى التقاط الصور معه.
نيل سيثي، أو «ماوكلي» كما أطلق عليه المخرج جان فافريو في فيلم «كتاب الأدغال»، اعتبره الجميع إضافة وطفرة حقيقية في عالم السينما، بينما وصف نفسه في حوار مع «الخليج» بأنه في بداية مشواره الذي ينوي أن يبذل فيه قصارى جهده. وذكر أن نجاح فيلم «كتاب الأدغال» وضعه في مأزق حقيقي وهو في مقتبل عمره في السينما، إذ إنه ينوي أن يدقق في اختياراته وينتقي أدواره جيداً، وأن عليه أن يخلع عباءة أفلام «الأنيميشن»، ليدخل بقوة إلى عوالم الفن السابع.
عندما سألت «فتى الأدغال» عن تكريمه في المهرجان، أجاب بوعي يحسد عليه: سعيد وفخور أنني على أرض تلك الإمارة التي قرأت عنها وعن حاكمها كثيراً، فهو المثقف المستنير الذي يحمل مشروعاً ثقافياً مميزاً، هكذا قرأت عنه، وتأكد لي هذا الشعور عندما صافحت سموه، ورأيت المجهود الجبار الذي بُذل في تنظيم المهرجان المبهر الذي يحتفي بالطفل، ويهدف إلى تثقيفه فنياً والرقي بذوقه وإدراكه للفن السابع.
وأكد أنه انبهر بالأفلام التي يحتضنها المهرجان، خاصة المتعلقة بقضايا اللاجئين، وقال: اختياره لهذه القضايا يؤكد فخري واعتزازي بالمشاركة في مهرجان على أرض الشارقة التي تدعم وتفخر وتحتفي بالإنسان، وتتعامل بإنسانية.
ونعود بالذاكرة مع «ماوكلي» لكواليس وبعض من تفاصيل فيلمه «كتاب الأدغال» ليفاجئنا بالقول: المخرج العبقري جان فافريو بذل مجهوداً جباراً لتدريبي على الخفة والركض والحركة، والحقيقة أنني ساعدته كثيراً، خاصة أنني من هواة الرياضة، ولعب كرة القدم والسلة، وكان يطلق علي الرشيق دوماً.
وعن إحساسه بالخوف من الحيوانات المفترسة التي كانت تحيط به، رغم أنها ليست حقيقية، اعترف سيثي بأن المؤثرات البصرية والسمعية كانت كفيلة بأن تدخل الرهبة والخوف في قلبه، وأن هناك مشاهد في الفيلم كاد أن يخرج قلبه فيها.
وأكمل: تلك المؤثرات كانت أكثر ما لفت الانتباه في هذا الفيلم، خصوصاً الحيوانات التي بدت حقيقية وتتحرك وتتحدث بشكل طبيعي، إذ تفوقت تقنيات «الجرافيك»، إلى جانب المؤثرات الصوتية التي انقسمت إلى أداء صوتي قدّمه نخبة من نجوم التمثيل، من بينهم بن كينجسلي الذي أدى دور الفهد الأسود «باجيرا» وإدريس إلبا في دور النمر الشرس «شرخان»، وسكارليت جوهانسون، التي لعبت دور الأفعى «كا»، والدب بالو الذي لعب دوره «بيل موراي»، إضافة إلى الأغاني والموسيقى التصويرية التي كانت بمثابة «سيمفونية من البرية»، التي تعتبر أحد عوامل نجاح الفيلم.
سيثي ليس قلقاً على الإطلاق من ربط اسمه لفترة طويلة في أذهان الجمهور بفيلم «كتاب الأدغال»، بل سيظل يدين له ولكل العاملين به بلا استثناء بنجاحه ونجوميته، ولن ينسى طوال حياته ومشواره أن هذا الفيلم الذي تولّت إنتاجه شركة «والت ديزني» حقق أعلى إيرادات في شباك التذاكر، إذ بلغت 103 ملايين دولار في أول أسبوع من عرضه.

شاهد أيضاً