إيماناً منها بأهمية تعزيز العلاقة الإيجابية بين الآباء والأطفال من خلال تعزيز المبادئ الأساسية للتفاعُل الإيجابي، وبناء بيئةٍ أُسريةٍ صحيّةٍ ومُترابطة، والتزاماً بمسؤولياتها المجتمعية التي تضع الأسرة في مقدمة أولوياتها بما يُواكب أجندة دبي الاجتماعية 33، أطلقت مُؤسسة دُبيّ لرعاية النّساء والأطفال ضمن البرنامج النوعي والفريد “الأُسرة الإيجابية” الدليل التدريبي لبرنامج الوالدية الإيجابية.
يضُم الدليل التدريبي للبرنامج 12 جلسة تشمل جلستين من الوالدية الإيجابية ونتائجها، فيما تتضمّن الجلسات الأخرى كل من التواصل والتفاعل الإيجابي مع الذات والأبناء، وتعزيز مهارات النجاح المدرسي لدى الأبناء، والاحتياجات النمائية للأطفال في مرحلة الطفولة، والاحتياجات النمائية لدى الأبناء في مرحلة المراهقة، إضافةً إلى جلستين من إستراتيجيات التعامل مع التحديات السُلوكية، والرعاية الإيجابية للموهبة والتفوّق، والتكيف الإيجابي لدى الوالدين والتعامل مع الضغوط الوالدية، وإدارة التحديات الأسرية وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي، والتعامل مع ضغط الرفاق.
ويستهدف البرنامج الذي تمَّ تصميمه بالاستناد إلى أحدث الأبحاث والدراسات في علم النفس، والتربية والعُلوم العصبية، الآباء والمهنيين والمعلمين والأفراد المهتمين باستكشاف إستراتيجيات وأدوات الوالدية الإيجابية الفعّالة، ويُقدّم دليلاً شاملاً للمتدربين حول الوالدية الإيجابية، والمفاهيم المرتبطة بها، ونقاط اختلافها مع الوالدية التقليدية، والتحديات التي تواجه الآباء عند تطبيقها.
وأكدت سعادة شيخة سعيد المنصوري، مُدير عام مُؤسسة دُبيّ لرعاية النّساء والأطفال بالإنابة، أن إطلاق المؤسسة للدليل التدريبي للوالدية الإيجابية يأتي كخطوة رائدة وضرورية نحو توفير الدعم والإرشاد للآباء والأمهات في رحلتهم التربوية، بهدف تحقيق التنمية الشاملة والتحول الإيجابي في المجتمعات، نظراً للدور المحوري للوالدين في بناء جيل واعٍ ومتوازن، مشيرة إلى أن الدليل يشكل خارطة طريق شاملة ومتكاملة، تساهم في تعزيز العلاقة الإيجابية بين الوالدين وأبنائهم، وفي تطوير مهارات التواصل الفعّال وإدارة الصراعات بطريقة بناءة، من خلال اعتماده على مجموعة من المفاهيم والأساليب التربوية الحديثة.
وأضافت سعادتها أن أهمية الدليل في إنشاء جيلٍ واعٍ ومُتحضر يتأتى من عدة جوانب مهمة يحتويها، وتشمل تعزيز التفاعل الإيجابي بين الآباء والأبناء، إضافةً إلى ما يحتويه الدليل من إستراتيجيات فعّالة لتحسين مهارات التواصل بين الوالدين والأطفال، وذلك من خلال تعليم أساليب التحدث بلُطف والاستماع بفهم وتقديم الدعم العاطفي، فضلاً عن توفيره أدوات وتقنيات لإدارة الصراعات والتحديات بين الوالدين والأطفال بطريقةٍ بنّاءة، مما يُساعد في تقليل التوترات العائلية وتعزيز الانسجام والتفاهم، إلى جانب مُساهمته في تنمية الشخصية الإيجابية لدى الأطفال من خلال تعزيز قيم الاحترام والتسامح والمسؤولية، وبناء مُجتمع يتمتع بالقيم الإنسانية والأخلاقية.
يُشار إلى أنَّ مُؤسسة دُبيّ لرعاية النّساء والأطفال استبقت إطلاق الدليل التدريبي لبرنامج الوالدية الإيجابية بتنظيم ورشة عمل، بعنوان: “الوالدية الإيجابية”، استمرت لثلاثة أيام واستهدفت تدريب العاملين، في القطاعات النفسية والاجتماعية والتربوية، على استخدام المهارات الوالدية الإيجابية الفعّالة، خلال تفاعلهم مع الأطفال لتلبية حاجاتهم النمائية.
وحرصت المؤسسة على تنظيم هذه الورشة قُبيل إطلاق الدليل، لضمان تحقيق الأهداف التي تنطوي على تعريف الفئات المستهدفة بأبرز أدوات وأساليب ومفاهيم وأُسس التربية الحديثة، بغرض تذليل العقبات والتحدّيات التي تواجه المستهدفين ولا سيما الآباء، والوصول إلى مُخرجات نوعية تنعكس على المجتمع بشكلٍ عام.