ميشيل هانكه.. مخرج الأفلام الصادمة

شبكة أخبار الإمارات ENN

/mob

X

شكرا، قد تمت عملية الاشتراك في النشرة الدورية بنجاح وسيتم إرسالها إلى البريد الإكتروني
المُدخل

*ملاحظة: يرجى إعادة إدخال البريد الإلكتروني بالشكل الصحيح في حال عدم وصول النشرة
الدورية إلى البريد الإلكتروني المدخل

جاري تحميل الألبوم

الرجاء الإنتظار

X

="SiteLayout"

الثلاثاء 17 شوال 1438 هـ ، 11 يوليو 2017 م


  • * الرجاء إدخال 3 أحرف/ رموز على الأقل

    formlabel

  • الأعداد السابقة







أرسل إلى صديق

لإرسال رابط الصفحة ،الرجاء تعبئة الحقول التالية:

شكرا، لقد تم إرسال النموذج بنجاح سيتم التواصل معك عبر البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف
المُدخل

2

الخليج
منوعات
فنون

التقييم: 0 /
5

التقييم: 0 /
5

توّج مرتين بسعفة «كان» الذهبية

ميشيل هانكه.. مخرج الأفلام الصادمة

تاريخ النشر: 05/07/2017


استمع

محمد رُضا
كان واضحاً هذا العام أن الرياح لم تكن تقف في صف المخرج النمساوي ميشيل هانكه كما فعلت في السنوات السابقة، وكلما شارك في مهرجان «كان» السينمائي بعمل جديد. فهو الذي سبق له أن فاز مرتين بالسعفة الذهبية، الأولى عن «الشريط الأبيض» (2009) والثاني عن «حب» (2012) وذلك ضمن جوائز أخرى نالها من هذا المهرجان من بينها جائزة أفضل مخرج عن فيلم «مخبوء» (2005) وجائزة لجنة التحكيم الكبرى عن «أستاذة البيانو».
في حين أن فيلمه الجديد «نهاية سعيدة» ليس النهاية بالنسبة للمخرج ابن الخامسة والسبعين، إلاّ أنه لم يكن بالعمل السعيد على أي حال. قدّمه على شاشة المهرجان العالمي وسط اهتمام يستحقه. وكان أحد أكثر أفلام المسابقة إثارة للاهتمام والتوقعات، وتحدث النقاد عن احتمال كبير بخروج المخرج بسعفة ثالثة بعد سعفتيه السابقتين.
‫تاريخ‬ في الفن

عرض ميشيل هانكه حال عائلة فرنسية ثرية تعيش في بلدة ساحلية (كاليه) ولا تتعايش مع مشاكلها التي تشبه الصرخات المكبوتة. تُركز الأحداث على فتاة اسمها إيف عمرها 13 سنة توحي صورها بتوجهها نحو نوافذ التواصل الاجتماعي لكي تخترق وحدتها القاسية داخل أسرتها خصوصاً من بعد أن تم إيداع أمها في المستشفى إثر جرعة دواء زائدة عن الحاجة يشتبه أن زوجها (والد الفتاة) مسؤول عنها. هذا الأب (يقوم به ماتيو كازوفيتز) يعيش الرابطة العائلية التي تشده إلى طاقم أسري يجتمع عند أوقات الغداء ويختلف عليها وبعدها. هناك الجد جورج (جان- لوي ترتنيا) وابنته (إيزابيل أوبير) وابنها الشاب بيير (فرانز روغوفسكي)، وهذا الأخير يؤمن بأن العالم ينضوي تحت هيمنة المؤسسات الكبيرة ما سيخلق فجوة أكثر اتساعاً بين من يملك ومن لا يملك.
وفي حين أن الفيلم نال قدراً لا بأس به من التأييد، فهو ليس بالفيلم الركيك على أي حال، إلاّ أن غالبية ردود الفعل كانت من النوع الذي يريد أن ينسى هذه التجربة وانتظار تجربة جديدة أخرى من هذا المخرج الذي يعتبره نقاد اليوم من ألمع وأهم سينمائيي أوروبا.
ولد في الثالث والعشرين من شهر مارس/‏آذار سنة 1942 بميونخ في ألمانيا، لكنه نمساوي الوالدين ومتعدد اللغات وحقق أفلامه بالألمانية والفرنسية والإنجليزية ما يناسب تلك الرغبة في نقد الحياة الغربية في أكثر من بلد أو بيئة ثقافية واجتماعية.
والده فريتز هانكه كان ممثلاً وأمه بياتريكس دون ديجنشيلد كانت ممثلة، وهما أدخلاه جامعة فيينا لكي يدرس الفلسفة وعلم النفس والدراما بعدما فشل في دراسة الموسيقى والتمثيل. هانكه عمل ناقداً سينمائياً بعد تخرّجه لبضع سنوات ثم انتقل إلى العمل مونتيراً لحساب محطة تلفزيونية ألمانية قبل أن يتحوّل إلى مخرج تلفزيوني سنة 1973
أكثر من عشر سنوات مرّت على عمله في التلفزيون قبل أن يقوم، سنة 1989، بتحقيق فيلمه السينمائي الأول وهو «القارّة السابعة» تبعه بعد ثلاث سنوات بفيلم «فيديو بَني»، وأخرج تسعة أفلام روائية طويلة (وبضعة أفلام قصيرة) منذ ذلك الحين وإلى الآن.

لقطات تأملية

أفلام هانكه صادمة تشبه أفلام عدد آخر من مبدعي السينما الأوروبية من حيث إن النظرة التي تلقيها على الواقع والبيئة نظرة داكنة لا تخلو من التشاؤم. في ذلك هو رديف للمخرج اليوناني ثيو أنيجليبولوس، والروسي ألكسندر سوخوروف، والمجري بيلا تار، والبريطاني كين لوتش، إلا أنه على عكس الثلاثة الأوائل المذكورين هنا، لا يعمد إلى اللقطات التأمّلية الطويلة، بل يسرد أعماله بلغة تقنية تقليدية في حصيلتها الأخيرة. وما هو غير تقليدي هو تطويع ما يبدو لقطات عادية التركيب والتصميم والزوايا ومونتاج ذي إيقاع أسرع مما عند معظم أترابه المذكورين، لتقديم مشاهد صافعة تجعل أفلامه حافلة بوقع مفاجئ على المشاهدين يراه ضرورياً لحفر الرسالة التي يتضمّنها كل فيلم في البال موظّفاً ذلك الوقع الصادم لإحداث عامل من القلق كافٍ لإعادة سبر غور الحياة والتفكير بما شاهده المرء على شاشة فيلمه.
والمحاور لا تقل أهمية عن أسلوب عرضه ذاك. فهي تدور حول شخصيات لا تجد مهرباً إلى الأمام إلاّ بتدمير ذواتها. كمثل معلّمة البيانو التي تجنح صوب الانحدار الأخلاقي بسبب سوء علاقتها مع محيطها في البيت كما في العمل، وهوسها الجنسي الذي تستعيض به عن الحياة السوية لأنه أقرب منالاً إليها من سواه.
إنها، وهي مثال نموذجي لشخصيات مختلفة في أفلامه الأخرى، غريبة عن محيطها وبيئتها والمخرج لا يعتقد بأنها تستطيع التغلّب على مشاكلها ووحدتها والانخراط جيّداً في المجتمع الذي تعيش فيه. غالباً، إذا ما صدّقنا أن الفيلم هو جزء كامل من حياة شخصياته، ستنتهي عجوزاً حرمت نفسها من بديهيات الحياة العاطفية بسبب تفكيرها وعقدها النفسية الطاغية.
في أوّل أفلامه، «القارة السابعة» نرى معالجة لوضع مختلف من حيث التفاصيل لكنه يلتقي مع تلك التي مارسها في فيلمه اللاحق «معلّمة البيانو» من حيث إنه أيضاً فيلم يتحدّث عن شخصيات منتمية إلى الطبقة الوسطى وكيف تمارس حياتها من دون قدرة على التطوّر والارتقاء (المعنوي قبل المادي) بحيث تنتهي إلى الفشل والفراغ. أحداث ذلك الفيلم تمتد على فترة ثلاث سنوات، لكننا نزور العائلة مرّة واحدة في السنة. في ذلك العام الأخير تكون حياتها على الأرض قد دخلت مرحلة متهاوية هي المسؤولة الأولى عنها بسبب انقطاع الصلات الحقيقية والتفاعل العائلي الصحيح بين أفرادها.
في فيلمه التالي «فيديو بَني» (1992) ينتقل لأول أعماله التي عمدت إلى حبكة تتمحور حول علاقة المرء بشاشة الفيديو. بطل العمل فتى يهوى مشاهدة الأفلام على الفيديو ويختارها لكي تعكس روحاً سوداوية. في أحد الأيام يتعرّف إلى فتاة تماثله سنّاً تصطحبه إلى منزله حيث تشاهد بعض تلك الأفلام وبينها فيلم صوّره بنفسه لقيامه بقتل حيوان. الفتاة لا ترى في ذلك أي تهديد لحياتها، لكن حين توقن أن النقطة السوداء في شخصية الصبي قد طغت وتهدد حياتها، يكون الوقت قد تأخر و«الفاس ضرب الرأس». إذ يضربها بالفأس فعلاً وتسقط الأرض سنراه بعد قليل يوجّه مسدّساً إليها ويجهز عليها بطلقتين. كل ذلك وسط رسالة تتعلّق بتأثير الإعلام السلبي على حياة الشبّان خصوصاً إذا ما كان هؤلاء منقطعين أصلاً عن محيطهم بحيث تصبح الصورة التي يلتقطونها أو يشاهدونها هي كل ما يعرفونها من هذا المحيط. وهي بعنفها تنتج العنف من باب المحاكاة كما من باب إنجاز الواقع الذي كان شاهده عبر الكاميرا.
في العام 1997 عاد هانكه لموضوع التعامل مع الكاميرا والصورة التي تعرضها وسائل الإعلام فتصبح جزءاً من الحياة الواقعية يحاول البعض تقليدها. هناك عائلة ميسورة تعيش في معزل عن هذا العالم قدر الإمكان يقتحم شابّان حياتها ويبدآن بممارسة لعبة غريبة مضمونها الجمع بين الواقع والخيال، تماماً كما الحال في الواقع الذي تفبركه وسائل الإعلام التلفزيونية من خلال برامج تعايش الكاميرات فيها حياة الشخصيات كما لو كانت ترغب في التوثيق، لكنها تهدف في الواقع إلى تحويل حياة وخصوصيات الشخصيات المشتركة إلى عموميات من باب الترفيه. هذان الشابّان لا يتورّعان، تماماً كشركات التلفزيون التي تنتج مثل تلك البرامج، عن استخدام الكاميرا للغاية ذاتها وتوظيف الفعل الإجرامي لرفع جرعة التشويق المنشودة في ذاتها. الكاميرا أيضاً في هذا الفيلم هي عين المشاهد ما يخلق انزعاجاً كبيراً كون المشاهد بات – من دون اختياره – جزءاً من عملية الدهم والقتل وشاهد من دون قدرة على الهرب بعيداً عما يشهده.

الزمن الغابر

وظيفة الكاميرا مكررة في فيلم «مخبوء» الذي حققه المخرج سنة 2005. في هذا الفيلم نجد أن الفيديو مستخدم إنما في طرح جديد آخر. فالقصة تدور حول موظّف في إحدى المحطات التلفزيونية حيث يقدّم برنامجاً عن الكتب. ذات يوم، يستلم وزوجته شريط فيديو صوّره مجهول بات واضحاً أنه يرصد حركة العائلة ويعلم عنها كما تعرف هي عن نفسها. والأحداث المشوّقة والتي على قدر كبير من التفنن، ستكشف عن أن هذه الأشرطة تصبح وسيلة اجتياز الزوج للفاصل القائم بين اليوم والأمس كاشفاً عن سر مخبوء كان تناساه، والآن بات يعاوده متحوّلاً إلى مكمن لعقدة ذنب حيال مهاجر عربي تسبب الزوج في مأساة حدثت له وهما صغيران. في الوقت الذي يتناول فيه المخرج هذه الحكاية على منحاها الشخصي المنفرد، يضع الأحداث في وجهة سير تفضي خلال الوقت ذاته إلى الحياة الفرنسية الاجتماعية بأسرها. فكما يدخل الزوج مرحلة تأنيب ضمير تجاه فعلته التي آذت ذلك العربي المهاجر صغيراً، تدلف تلك الأحداث لتكشف عن ذنب فرنسا حيال المهاجرين العرب على نطاق واسع مستخدماً المذبحة التي وقعت في الخمسينات بباريس وراح ضحيّتها جزائريون قاموا بالتظاهر تأييداً لاستقلال الجزائر فإذا بالبوليس الفرنسي يواجهها بصرامة شديدة نتج عنها مقتل عشرات من المهاجرين على الرغم من أن جميع المتظاهرين كانوا غير مسلّحين.
حتى «معلّمة البيانو» بقيت أفلام هانكه بعيدة عن مشاهدين كثيرين. هذا على الرغم من نجاح «لعب غريبة» بين النقاد وعروضه التي انتقلت من أوروبا إلى الولايات المتحدة. ثم ما لبث «مخبوء» أن دعم انتشار هانكه بين عاشقي السينما.
من نقده للصورة ينفذ إلى نقد الحياة الإعلامية الحاضرة، ومنها ينفذ لنقد الحياة العصرية بكاملها. إنه كما لو أن المخرج إذ يتحدّث عن شخصيات تعيش أوضاعاً داكنة تزداد دكانة مع استمرار الأحداث، يجد في الحياة العصرية التي نعيش كل ما يحتاجه من أسباب ومبررات لوصمها بالسلبيات التي جعلت الحياة الاجتماعية الصحية في الغرب، وحسب قوله، فعل نادر ينتمي معظمه إلى الزمن الغابر.
سينما هانكه في نهاية مطافها، وكما يؤكده فيلمه الجديد «نهاية سعيدة»، هي سينما الملاحظات الاجتماعية الرصينة والحادة حول الحياة الأوروبية في الماضي القريب أو في الواقع الحالي. وحقيقة أنه يرصد ما يجده أهلاً للنقاد تجعله الصوت شبه الوحيد من جيله الذين لا زالوا يعملون ضمن هذا المضمار.

التقييم: 0 /
5

التقييم: 0 /
5

شكرا لمشاركتك ،سيتم نشر تعليقك في موقع الخليج بعد الاطلاع عليه من قبل مسؤول النظام

​​​

​​
تغريدات بواسطة @alkhaleej
انستغرام الخليج

كاريكاتير

المزيد

المزيد من الفعاليات

خدماتنا

  • اشترك في صفحات ال:


  • عرض جريدة "الخليج" بصيغة :



  • android


    ipad


    iphone

    لتحميل تطبيقات جريدة "الخليج":

  • للاشتراك بالنشرة الدورية

    formlabel

    *الرجاء ادخال بريد الكتروني صحيح

    formlabel

    لاستلام اشعارات وعروض من جريدة "الخليج"

© 2017، حقوق النشر محفوظة لجريدة
"الخليج"

alkhaleej.ae | صحيفة الخليجRead more

شاهد أيضاً