نظم المنتدى الإسلامي بالشارقة ندوة علمية نوعية بعنوان “علوم الآلة وأثرها في المنهج العلمي”، يومي الثلاثاء والأربعاء 22 و23 إبريل الجاري، ضمن سلسلة أنشطته الثقافية والفكرية الهادفة إلى تعزيز الهوية اللغوية والمعرفية لطلبة العلم والباحثين في العلوم الشرعية واللغوية.
وشهدت الندوة، التي عقدت في مقر المنتدى، مشاركة نخبة من العلماء والأكاديميين المتخصصين في مجالات اللغة العربية والمنطق وأصول البحث العلمي، وطرحت محاضرات علمية تناولت محاور جوهرية في بنية المنهج العلمي العربي الإسلامي، ودور علوم اللغة والمنطق في ترسيخه وتفعيله.
استُهل اليوم الأول بمحاضرة للدكتور تركي حسن القحطاني بعنوان “تعريف علوم الآلة وأهميتها في تأصيل طالب العلم”، تناول فيها المفهوم العام لعلوم الآلة كالنحو والصرف والمنطق، مؤكداً أنها تشكل أدوات ضرورية لفهم النصوص الشرعية وتأصيل العلوم النقلية والعقلية. وأوضح الدكتور القحطاني أن ضعف الخلفية الآلية لدى الطالب يؤثر بشكل مباشر على قدرته في التحصيل العلمي المنضبط.
وقدم الأستاذ الدكتور لخضر لخضاري محاضرة بعنوان “علوم اللغة العربية وتأثيرها في تحصيل العلوم الشرعية”، تحدث فيها عن العلاقة التبادلية بين اللغة العربية والعلوم الإسلامية، مشيراً إلى أن تمكّن الطالب من أدوات اللغة يسهم في بناء ملكة الفهم والاستنباط، كما عرض نماذج من التراث الإسلامي التي تجلّت فيها قوة التأصيل اللغوي في فقه الشريعة وتفسير القرآن الكريم.
وقدم في اليوم الثاني، الدكتور أحمد عبدالقادر الرفاعي ورقة بحثية بعنوان “تطبيقات علم المنطق في الدراسات الشرعية”، استعرض من خلالها كيف أسهم علم المنطق في تنظيم الفكر والاستدلالات، مما يعين طالب العلم في بناء الحجج وإدراك العلاقات بين القضايا، مؤكداً على ضرورة إحياء علم المنطق بصورته المنضبطة في الأوساط العلمية المعاصرة.
واختتم الدكتور نورالدين شويد الندوة بمحاضرة بعنوان “مناهج البحث وعلوم الفهرسة والتحقيق والتوثيق وأثرها في طلب العلم”، ركز فيها على الأدوات المنهجية التي يجب أن يمتلكها الباحث في تحقيق المخطوطات وإعداد الدراسات الأكاديمية، مشيراً إلى أن تحقيق النصوص هو رافد أساسي في إحياء التراث وتوثيق مصادر المعرفة.
وعبر سعادة د. ماجد بوشليبي الأمين العام للمنتدى أن هذه الندوة ترجم مساعي المنتدى الإسلامي المستمرة في ترسيخ علوم اللغة العربية وأدواتها في سياقاتها الشرعية والفكرية الفريدة، إذ يُعد المنتدى من أبرز المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات التي تعنى بإحياء التراث العلمي الأصيل وربطه بالقضايا المعاصرة.
وأضاف سعادته ” يحرص المنتدى على تنويع برامجه بين الندوات العلمية والدورات التدريبية والمعارض التخصصية، من أجل بناء جيل من الباحثين والمؤصلين القادرين على خدمة لغتهم ودينهم وفق أسس علمية راسخة”.
وأختتم الدكتور إلى أن المنتدى الإسلامي بالشارقة من خلال هذه المبادرات يؤدي دوره الرائد في دعم علوم العربية منذ عقود، نحو تفعيل آلياتها في ميادين المعرفة، تأكيداً لرؤية حكومة الشارقة في جعل الثقافة واللغة من ركائز التنمية المجتمعية في الإمارة”.