مل جيبسون: استنساخ «الزمرة الجامحة» عملي القادم

شبكة أخبار الإمارات ENN

محمد رُضا

عامان مرا على المقابلة الأخيرة مع مل جيبسون والحالية، شهدا شغلاً شاقاً بالنسبة لهذا المخرج والممثل المعروف، خرج من فيلمه السابق «هاكسو ريدج» منتصراً، النقاد أحبوا الفيلم، الأكاديمية رشحته لأوسكار أفضل مخرج، الجمهور أقبل على الفيلم. لم يتوقف عن العمل. كان له دور رئيسي في «الأب في البيت- الجزء 2» وشارك في إنتاج فيلم «ضربة جوية» الذي افتتح مؤخراً في ألمانيا واليابان بعدما كان شهد عروضه الأولى في النصف الثاني من العام الماضي. أتبع جيبسون هذين العملين بفيلمين آخرين هما «البروفسور والمجنون» الذي يجمعه مع شون بن، و«مجرور على أرض صلبة»، أو «على الخرسانة» كما عنوانه الأصلي، الذي عرضه مهرجان «كان» العام الماضي وشهد عروضه العالمية منذ ذلك الحين.

«مجرور على أرض صلبة» ليس فيلماً جيداً، أخرجه سينمائي جديد اسمه س. كريج زولر الذي نال إعجاب كثيرين عبر فيلم «وسترن» قبل ثلاث سنوات عنوانه «بون توماهوك» ونال إعجاباً أقل في فيلمه التالي «مشاحنة في قسم الزنزانات 99»، ثم إعجاباً أقل وأقل في فيلم «مجرور على أرض صلبة». لا يمكن لوم جيبسون على ذلك، هو الممثل فقط، لجانب الممثل الجيد الآخر فينس فون والحكاية لابد أنها بدت على الورق أفضل مما انتهت عليه فيلماً. رجلا شرطة خدما طويلاً ويقف أحدهما في موضع تساؤل رؤسائه عما حدا به إطلاق النار على لاتيني لم يكن يحمل سلاحاً، برت «مل جيبسون» يتمرد ضد ارتياب رؤسائه به ويقنع زميله أنطوني «فون» بالقيام بعملية سرقة، يأخذ الفيلم وقته إلى أن يقتنع أنطوني بذلك، ثم يأخذ وقتاً أطول في متابعة التطورات. الشرطيان لن يقوما بالسرقة بنفسيهما لكنهما سيتركان الفرصة أمام عصابة خطرة للقيام بذلك قبل أن يتدخلا ويسرقا العصابة نفسها.

كل ما سبق يشير إلى أن جيبسون (63 سنة) لم ينطفئ بعد بل هو ماض صعوداً في العمل بعد كل هذه السنوات . قبل أسابيع، قررت شركة وورنر إعادة صنع واحد من كلاسيكيات سينما الوسترن، وهو فيلم المخرج سام بكنباه «الزمرة الجامحة» أنتج سنة 1968 والمخرج سيكون مل جيبسون، والتصوير يبدأ قريباً. وخلال السطور القادمة نحاور جيبسون..

* هل توقفت عن العمل بعد «هاكسو ريدج»؟

– لا أعرف ما أفعل بوقتي إذا توقفت. أنا ممثل ومخرج ومنتج وعندي الوقت والرغبة في العمل والأهم أن عندي الحب للعمل. بطبيعة الحال، نال الفيلم بعد عرضه في مهرجان فنيسيا، إقبالاً وإعجاباً وتم ترشيحه للأوسكار في أكثر من قسم. بالنسبة لي الترشح وعدم الفوز ليسا عقبة في سبيل التقدم. حتى عدم الترشح أساساً لن يكون عقبة ما. الإصرار على العمل وتقديم ما يمنحني الشعور بالرضى هو عندي أهم من الترشيحات.

* لكن الفوز يمنح الفنان احتمالات عمل أفضل ؟

– نعم لكن ليس في كل الأحوال. لا أريد أن أذكر أسماء، هناك كثير من المخرجين والممثلين غابوا على نحو شبه كلي بعد فوزهم بالأوسكار أو بغيره. وهناك من لم يفز مطلقاً لكن هذا لم يؤثر في نشاطه. المسألة لا تتبع قانوناً محدداً.

* كيف استقبلت ترشيحك لإخراج النسخة الجديدة من «الزمرة الجامحة»؟

– كنت على علم مسبق بأن الحديث يدور عني كمخرج للنسخة الجديدة. علاقتي بشركة وورنر ليست جديدة. وزعت أفلاماً كثيرة لي منذ الثمانينات وما يعجبني فيها أن لديها ميزة التعامل مع عدد من الفنانين على نحو دائم في الوقت الذي توالي فيه شركات كثيرة تغيير طاقم المتعاملين معها كل بضع سنين وبناء على ما إذا حقق فيلم ذلك المخرج أو الممثل رقماً عالياً في شباك التذاكر أم لا. «وورنر» لا تفعل ذلك. لديها عدد من السينمائيين الذين لا تتخلى عنهم.

* هل هو أول عرض من«وورنر» بعد «هاكسو ريدج»؟

– لا. عرض علي إخراج الجزء الثاني من «فريق الانتحار» لكن صراحة لم أجد في السيناريو ما يجذبني إليه. المشروع بأسره كما فكرت آنذاك ليس من تلك التي أهتم بإخراجها، اعتذرت، بعد حين أرسلت لي سيناريو فيلم «الزمرة الجامحة» وأحببت فكرة القيام بإعادة إخراج هذا الفيلم على الفور ووافقت عليه بعدما قرأت السيناريو.

* هل الأحداث هي ذاتها التي وردت في فيلم بكنباه؟

– في الأساس هي القصة ذاتها. لم يبتعد السيناريو الجديد عن الأحداث الرئيسية لأنه إذا ما فعل سوف لن يكون الفيلم نفسه الذي شاهدته في عام إنتاجه قبل خمسين سنة وبعد ذلك كثيراً. بالنسبة إليّ فيلم الوسترن كما يجب أن يكون. شخصياته لا تُنسى ولا القصة ذاتها يمكن أن تمحى من بال من شاهد الفيلم ولو لمرة واحدة.

* هل هناك تشابه بين بعض أفلامك وأعمال بكنباه؟

– ربما، في الوقت ذاته أتجنب استخدام العنف إن لم يكن ضرورياً. في «هاكسو ريدج» كل الحرب عنف واضح لكني تحاشيت مشاهد القتل المباشر. نشاهد قتلى ولا نشاهد القتل.

* يتردد أنك تنوي إخراج والقيام ببطولة جزء خامس من «سلاح مميت»؟

– نعم هذا محتمل لكن لا أدري إذا كنت سأخرجه بنفسي أو أكتفي بتمثيله. أعتقد أنني سأشعر بحرية أفضل لو أني اكتفيت بالتمثيل. لكن عليّ أن أشدد على أن هذا احتمال. مشروع ما زال أساساً في البال وليس في التطبيق.

* ماذا عن «مجرور على أرض صلبة»؟

– من تلك الأفلام المستقلة التي كنا نعتقد بأنها ستحظى بتوزيع أفضل. وذلك يعني احتمال نجاح أفضل. لكن الفيلم لم يذهب بعيداً في هذا الاتجاه. لم يكن من النوع الذي من السهل تقبله. يتحدث عن شرطيين فاسدين ومعظم أحداثه تقع في ليلة واحدة.

هذا ثاني فيلم لك مع فينس فون

* هل ترتاح في العمل معه ؟

– الفيلم مبني على شخصيتين متلازمتين، ثنائي يعمل معاً ويتعرض لإغراء واحد، وفي النهاية يخرج المشاهد بأن كل ذلك الحلم بالثراء لم يتحقق وأنهما أضاعا حياتهما في الوهم. أعتقد أن المفاد كان جيداً وكان الجمع بيننا ناجحاً جداً. أقدر ڤينس ڤون وهو ممثل جيد في كل ما قام به من أدوار حتى في بعض تلك الأفلام الكوميدية التي لم تكن جيدة التنفيذ.

* متى يعلم الممثل بأنه بلغ ذروة أدائه وبتجاوزها يصبح متكلفاً؟

– التمثيل لا يعرف خطوطاً يقف عندها لكن الممثل الجيد يدرك دوماً أين وكيف يبلور موهبته بحيث لا تزيد عن الحاجة عندما يقوم بتمثيل دور ما. كل شيء محسوب عنده وفي عقله الباطن. إنها حركة تلقائية ربما يحسبها في البداية لكنها تصبح تلقائية وعادة ملتصقة به بعد ذلك.

شاهد أيضاً