شهد معرض البلاستيك والبتروكيماويات وإعادة التدوير والاستدامة (عرب بلاست 2025) بدبي توقيع اتفاقيات لشركات البتروكيماويات الإماراتية والخليجية والأوربية لأنشاء مشاريع تنتج مواد خام تخدم البيئة وأهداف الاستدامة، تتجاوز قيمتها 100 مليون درهم. وأعلن متخصصون مشاركون في المعرض أن صناعة البتروكيماويات تسهم بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث تتجاوز الإيرادات الإجمالية 100 مليار دولار أمريكي. وتوقعوا أن يرتفع معدل إعادة تدوير المواد البلاستيكية في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 9.3% بحلول العام القادم. وذكروا أن دول الخليج تنتج ما يزيد على 35 مليون طن من البلاستيك سنويا، مايشكل 15% من حجم الإنتاج العالمي، ويتم تصدير 85% من إنتاج الخليج من البلاستيك للخارج، لافتين إلى أن قطاع إنتاج البلاستيك قطاع صناعي واعد في المنطقة، يحقق أرباحا بمليارات الدولارات، ويوظف أكثرمن 150 ألف شخص. وتوقع مصنعون أن ينمو انتاج البلاستيك والبتروكيميائيات والمطاط في دولة الإمارات، بنسبة تزيد عن 6% خلال العقد الحالي.
واختتم (عرب بلاست) اعمال دورته الـ17، في مركز دبي التجاري العالمي، اليوم الخميس، معلنا استقبال اكثر من 25 الف زائر ومتخصص وخبير في صناعات البلاستيك والبتروكيماويات وإعادة التدوير والاستدامة على مدار 3 أيام. وشارك في المعرض، الذي يعد أكبر معرض للبلاستيك والبتروكيماويات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، اكثر من 750 شركة عالمية متخصصة في قطاع البلاستيك والبتروكيماويات وإعادة التدوير من 35 دولة منها ألمانيا وإيطاليا والإمارات والسعودية وسلطنة عمان والهند والصين، فيما ارتفع حجم الشركات المحلية المشاركة لهذا العام الى أكثر من 50 شركة اماراتية.
وقال فلورين ميكولاش، مسؤول الجناح الألماني في المعرض، إن 70 شركة ألمانية تشارك في (عرب بلاست) لعرض أحدث التقنيات والماكينات الألمانية في مجال صناعة البتروكيماويات والبلاستيك، وإعادة التدوير، مشيرا الى أن مشاركة هذا العدد الكبير من الشركات الألمانية في المعرض يأتي لكونه منصة عالمية هامة تجمع المهتمين بهذه الصناعات من مختلف دول العالم، وتتيح عقد شراكات كبرى تسهم في توسعها ورفع انتاجها. وأضاف ميكولاش، الذي يمثل رابطة صناعة الهندسة الميكانيكية الألمانية، ومقرها في فرانكفورت، أن الشركات الألمانية تشارك سنويا في المعرض باعتبار دبي بوابة لدخول الأسواق العربية والخليجية، لافتا إلى أن ألمانيا تحتل المرتبة الثانية كأكبر مورد للماكينات المتقدمة إلى السوق الإماراتية.
وقالت بترا كولمان المدير التنفيذي لشركة “ميسي دوسلدورف” الألمانية إن المعرض يستقطب الاف الزوار يوميا للتعرف على أحدث الآلات المصنعة للبلاستيك، والتعرف على مستجدات هذه الصناعة عالميا، مشيرة إلى أن الشركات الألمانية عرضت روبوتات متخصصة في صناعة البلاستيك، كما تم عرض آلة لتصنيع البلاستيك تعد الأطول والأضخم عالميا.
وقال نضال محمد مدير عام المعرض ، إن (عرب بلاست 2025) سجل مشاركة كبيرة من دول جنوب شرق آسيا والدول الأفريقية، مايعكس الاهتمام الكبير بصناعات البتروكيماويات والبلاستيك والمطاط، مشيرا إلى أن 52 شركة شاركت في الجناح الإماراتي و13 شركة شاركت في الجناح السعودي هذا العام. وذكر أن المعرض يشهد نموا متزايدا من الشركات والمصانع العالمية المشاركة عاما تلو الاخر، مشيرا إلى أن الدورة الحالية أولت اهتماما كبيرا بالاستدامة واعادة التدوير ودعم الاقتصاد الدائري. ولفت إلى أن الجناح الإماراتي استقطب اهتمام الزوار والمصنعين والمتخصصين، لما تعرضه الشركات من منتجات عالية الجودة تخدم مختلف الصناعات.
وتعزيزا لمفاهيم المشاريع المستدامة هذا العام، شهد المعرض اطلاق المجموعة العالمية المتكاملة للطاقة في سلطنة عُمان “أوكيو”، منتجا باسم لبان LL-8446.21 وهو بوليمر متطور مُصمم خصيصًا للقولبة الدورانية، يهدف إلى معالجة التحديات المتعلقة بشح المياه. وقال عبد الرحمن التمتمي، نائب الرئيس للتسويق العالمي في “أوكيو”: تم إطلاق المنتج خلال “عرب بلاست 2025″، تلبيةً لاحتياجات تخزين المياه والغذاء في المجتمعات حول العالم، خصوصا في المناطق التي تعاني من نقص حاد في الموارد. وأضاف: يساهم المنتج في تحقيق توفيرا كبيرا في استهلاك الطاقة، ما يسهم في خفض انبعاثات الكربون، وتم تصميمه ليسهل إعادة تدويره، ما يدعم مبادئ الاقتصاد الدائري ويحدّ من الأثر البيئي.
وقال خالد خليفة الكعبي المدير التنفيذي لمجموعة مصانع الفجيرة للبلاستيك، إن الشركة عرضت مواد تدخل في صناعة البلاستيك وتعمل على تحلله خلال أقل من عام بدلا من ان يتحلل على مدار مئات السنوات، لافتا إلى أن المعرض ركز على إعادة التدوير باعتباره حلا مثاليا للاستدامة وحماية البيئة من تأثير النفايات. وذكر أن المعرض حرص على تحفيز قادة صناعة البتروكيماويات والبلاستيك لتبني ممارسات دائرية تقلل من التأثير البيئي لصناعاتهم.