يفخر مستشفى كينغز كوليدج لندن – دبي بإطلاق أول مركز متخصص في زراعة الكبد للأطفال والبالغين في دبي، ما يمثل محطة محورية في إرث يمتد لأكثر من 40 عاماً في ريادة الرعاية بالكبد. ويجسد هذا المركز، وهو جزء من مركز كينغز المرموق للتميز في زراعة الكبد في المملكة المتحدة، العلاقة طويلة الأمد بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومستشفى كينغز كوليدج لندن، والمُستلهمة من رؤية مشتركة لتوفير خدمات رعاية صحية عالمية المستوى وبأسعار معقولة في متناول الجميع.
وبدأت هذه الرحلة في عام 1979 عندما قدم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، تبرعاً سخياً لمستشفى كينغز كوليدج في لندن، والذي ساعد على إنشاء مركز كينغز لأبحاث الكبد. وعلى مر السنين، أصبح هذا المرفق مركزاً رائداً عالمياً في أبحاث زراعة الكبد، حيث أجرى أكثر من 200 عملية زراعة كبد سنوياً إلى جانب تطوير علاجات لتحقيق نتائج أفضل. واليوم، بات المركز من بين أبرز ثلاثة مراكز لزراعة الكبد في العالم، ويتمتع بشهرة كبيرة بفضل إسهاماته الملحوظة في تعزيز صحة الكبد.
وبناءً على هذا الأساس الصلب، أطلق مستشفى كينغز كوليدج أول مركز لزراعة الكبد للبالغين في دبي عام 2023، لتوفير خدمات استثنائية للرعاية بالكبد في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويقوم مستشفى كينغز كوليدج لندن – دبي حالياً بتوسيع هذا الالتزام من خلال افتتاح مركز كينغز للتميز في زراعة الكبد لكلٍ من البالغين والأطفال، والذي يقدم خدمات متطورة لزراعة الكبد من شأنها أن تلبي احتياجات جميع المرضى من مختلف الفئات العمرية.
ويقود برنامج زراعة الكبد للأطفال البروفيسور “محمد ريلا”، وهو جرّاح مشهور عالمياً متخصص في زراعة الكبد، أجرى أكثر من 4000 عملية زراعة الكبد وهو معروف بتقنياته الرائدة، خاصة في زراعة الكبد للأطفال. ومع سجل حافل بالإنجازات يتضمن قيامه بإجراء آلاف العمليات الجراحية الناجحة وتسجيله رقماً قياسياً من خلال إجراء زراعة الكبد لرضيعة عمرها 5 أيام، يجلب البروفيسور “ريلا” خبرته الاستثنائية إلى مستشفى كينغز كوليدج لندن – دبي. حيث يعمل جنباً إلى جنب مع فريق من الأخصائيين الماهرين، بما في ذلك أطباء كبد وجراحين وأطباء نفسيين وأخصائيي تغذية بمستشفى كينغز دبي، ليقدموا رعاية شاملة متمحورة حول المريض من شأنها أن ترسي معياراً جديداً لزراعة الكبد في المنطقة.
وبدعم من “وزارة الصحة ووقاية المجتمع” و”هيئة الصحة بدبي”، يعكس المركز شراكة قوية مع مبادرات حكومية ومجتمعية، لضمان إمكانية وصول المرضى المحليين إلى خدمات الرعاية الشاملة بالكبد. ومع وجود نخبة من الاستشاريين والجراحين المدربين في المملكة المتحدة والمتخصصين في رعاية الكبد للأطفال والبالغين، تم تجهيز المركز بالمعدات والأجهزة اللازمة لتقديم خدمات علاجية عالمية المستوى محلياً، مما يُغني المرضى عن السفر للعلاج بالخارج.
وتم تدشين مركز كينغز للتميز في زراعة الكبد رسمياً في حفل أُقيم في مستشفى كينغز كوليدج في دبي هيلز، يوم الاثنين 4 نوفمبر 2024. وشهد الحفل حضور ضيوف بارزين، من بينهم سعادة/ “أحمد حميد الطاير”، رئيس مجلس إدارة مجموعة الطاير ,السيد محمد سعيد الرقباني عضو مجلس إدارة – مستشفى كينغز كوليدج لندن، السيد صالح الهاشمي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للضمان الصحي دبي ,والدكتورة “حنان عبيد”، مديرة إدارة السياسات والمعايير الصحية في قطاع التنظيم الصحي بهيئة الصحة بدبي، والدكتور “عامر الزرعوني”، المدير التنفيذي لمؤسسة الجليلة، والدكتورة “ماريا غوميز”، مديرة المركز الوطني لتنظيم نقل وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع. والبروفيسور “أنيل داوان”، مدير مركز الكبد والجهاز الهضمي والتغذية لدى الأطفال والمدير السريري لصحة الطفل في مستشفى كينغز كوليدج لندن.
ووفقاً لـ”كيمبرلي بيرس”، الرئيس التنفيذي لمستشفى كينغز كوليدج لندن بدبي، سيكون للمركز آثار بعيدة المدى على المنطقة. وقالت: “ هناك العديد من الأطفال الذين يحتاجون إلى عمليات زراعة كبد لأسباب متعددة، ومن أكثر الأسباب شيوعاً هو رتق القناة الصفراوية. ومن خلال هذا المركز، لن تضطر أي من هذه العائلات إلى السفر خارج الإمارات العربية المتحدة لتلقي هذا العلاج”.
قالت: “هناك العديد من العائلات التي لا تستطيع تحمل تكاليف هذه العمليات. لذلك، عقدنا شراكات مع مؤسسات خيرية مثل مؤسسة الجليلة للمساعدة في تمويل بعض هذه الإجراءات.”
وبدوره، شرح البروفيسور “محمد ريلا”، الذي يعتبر رائداً في هذا المجال وأجرى أكثر من 4000 عملية زراعة الكبد، دور عمليات زراعة الكبد في تغيير حياة المرضى، قائلاً: “إن الطفلة التي كان عمرها خمسة أيام فقط حين أجريت لها عملية زراعة الكبد قد أصبحت الآن محامية. وإذا ألقيتهم نظرة عليها الآن، فلن تخمّنوا أبداً أنها خضعت في السابق لعملية زراعة كبد. إن عملية زراعة الكبد تغير حياة الأفراد، وتعتبر ضرورية في هذا البلد”.
وتابع: “نحن في مستشفى كينغز كوليدج لندن في دبي فخورون بتوفير خبرتنا الرائدة في زراعة الكبد الممتدة على مدار 35 عاماً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. يجلب فريقنا ثروة من الخبرة من لندن، وهذا يشمل إجراء أكثر من 1500 عملية زراعة أعضاء ناجحة للأطفال، مما يتيح لنا تقديم رعاية عالمية المستوى هنا في دبي. ويتمثل هدفنا في إجراء 30 إلى 40 عملية زراعة كبد في عام 2024، وبينما نؤسس برنامجاً لزراعة الكبد من متبرعين أحياء خاصاً بمستشفى كينغز في هذه المنطقة، فإننا نتوقع أن تتعزز قدراتنا بشكل أكبر”، مشيراً إلى أن “نسبة نجاح عمليات زراعة الكبد للأطفال تبلغ حوالي 95 %، ونتطلع قدماً إلى إحداث تأثير ملموس على حياة المرضى وعائلاتهم هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وباعتباره المركز الوحيد من نوعه في المنطقة، يعكس هذا الإنجاز الأخير تفاني مستشفى كينغز كوليدج لندن – دبي في دعم أهداف الرعاية الصحية لدولة الإمارات العربية المتحدة وتوفير رعاية متخصصة ومتعاطفة للجميع. ويهدف المركز من خلال هذه المبادرة إلى إحداث تأثير دائم على صحة الكبد للأجيال القادمة، كما أنه يأتي ترجمة لإرث المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”، في كل جانب من جوانب رسالته الإنسانية.