أعلن مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، جزء من مجموعة M42، عن إبرام شراكة حصرية مع شركة ProFaM التي تتخذ من المملكة المتحدة مقراً لها لتقديم خدمة تجميد أنسجة المبيض، بما يوفر حلاً مبتكراً للسيدات اللاتي يتطلعن للحفاظ على خصوبتهن أو تأخير انقطاع الطمث بشكل طبيعي. وجاء الإعلان عن ذلك خلال معرض ومؤتمر آراب هيلث 2025، بما يمثل إنجازاً رئيسياً يدعم الجهود المستمرة في دولة الإمارات لتعزيز صحة النساء وإثراء خيارات حفظ الخصوبة في الدولة.
وينطوي إجراء تجميد أنسجة المبيض على حفظ عينات صغيرة من أنسجته، ويعتبر العمر الأمثل للقيام بهذا الإجراء أقل من 35 عاماً. ويمكن إعادة زراعة الأنسجة لاحقاً للحفاظ على التوازن الهرموني قبل انقطاع الطمث لتأخير حدوثه وظهور آثاره، وعند الحاجة، للحفاظ على الخصوبة.
وبخلاف إجراء تجميد البويضات الذي يتطلب الخضوع للتحفيز الهرموني ودورة العلاج بالتلقيح المجهري (أطفال الأنابيب)، يعتبر تجميد أنسجة المبيض إجراءً بأدنى حدود التدخل ويمكن القيام به في نفس اليوم. وتحيي هذه المنهجية آمال السيدات اللاتي يتلقين علاج السرطان أو المصابات ببطانة الرحم المهاجرة أو الحالات الحميدة الأخرى. ويساعد الإجراء أيضاً السيدات الباحثات عن تأخير سن انقطاع الطمث بشكل طبيعي أو اللاتي يرغبن بخيار آخر غير العلاج بالهرمونات البديلة.
وتلبي هذه الشراكة الحصرية الحاجة المتنامية لمنح السيدات خيارات مبتكرة للصحة الهرمونية وحفظ الخصوبة، في حين تضع في متناولهن خيارات مثل تأخير انقطاع الطمث بشكل طبيعي والحفاظ على الخصوبة، الأمر الذي ينسجم مع الخيارات الإنجابية وأنماط الحياة المتطورة. وتحظى خبرات ProFaM بدعم رواد عالميين في هذا المضمار، بمن فيهم البروفيسور سيمون فيشيل والبروفيسور كريستياني أموريم، وهما من الشخصيات المرموقة التي تحظى بتقدير كبير في مجال حفظ الخصوبة وأبحاث أنسجة المبيض.
من المتوقع إطلاق هذا المشروع في النصف الأول من العام الجاري، وتم طرح خدمة تجميد أنسجة المبيض في البداية كخدمة اختيارية، في حين سيُصار إلى دمجها مع الإجراءات الجراحية بالمنظار، مثل العمليات الجراحية لعلاج بطانة الرحم المهاجرة. ويعتبر البنك الحيوي في أبوظبي شريكاً رئيسياً في هذه المبادرة حيث سيحصل على أنسجة المبيض ويخزنها بالتبريد عند درجة حرارة -196 درجة مئوية في مختبراته المتطورة. وسيتم إعادة عينات المبيض المحفوظة إلى أطباء مستشفى دانة الإمارات، حسب الحاجة، لدعم رحلة العلاج الهرموني للمريضة لمدة تصل إلى 15 عامًا.
وحول هذه الشراكة، قالت الدكتورة سمية زاهر الرئيس التنفيذي لمستشفى دانة الامارات للنساء والأطفال: “يعمل مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال على تقديم نموذج إقليمي يُحتذى في رعاية صحة النساء والأطفال، في حين يتمتع بمكانة فريدة تمكنه من تلبية احتياجات غير ملباة والمساهمة في تقدم قطاع الرعاية الصحية الإقليمي. وفي الوقت الذي تتجه فيه المزيد من النساء نحو خيارات حفظ الخصوبة لمرحلة لاحقة من حياتهن ويتطلعن لتعزيز قدرتهن على إدارة سن انقطاع الطمث، يأتي خيار تجميد أنسجة المبيض ليلبي هذه الحاجة المتنامية في المنطقة مقدماً حلاً ضرورياً للحفاظ على الصحة الإنجابية. ولاشك أن هذا الإجراء يضع في متناول السيدات خياراً حيوياً ويمكنهن من زيادة سنوات الإنجاب لديهن أو تأخير انقطاع الطمث. ونحن بدورنا ملتزمون بمساعدتهن على امتلاك زمام السيطرة على صحتهن وعافيتهن”.
وأضاف البروفيسور سيمون فيشيل المؤسس المشارك في ProFaM: “يشرفنا في ProFaM العمل مع مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال لتوفير هذه الخدمة المبتكرة في المنطقة، لتتمكن السيدات من اتخاذ خطوات استباقية حول صحتهن ومستقبلهن. ويتوّج هذا التعاون لحظة فارقة في مجال صحة النساء بدولة الإمارات، كون تجميد أنسجة المبيض يمنح حلاً سباقاً للحفاظ على الخصوبة ويمثل وسيلة طبيعية لإدارة الصحة الهرمونية”.
وأشار الدكتور زاهد رضا خان استشاري أمراض النساء والولادة وجراح المناظير المتقدمة في مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال، والذي يتولى قيادة هذا المشروع، بالقول: “يهدف هذا المشروع لتمكين النساء من الاطمئنان حيال توافر المزيد من الخيارات لإدارة الصحة الإنجابية. ويمثل حلاً فريداً من نوعه يعزز خدمات الرعاية الصحية للنساء ويقدم فوائد صحية طويلة الأمد بشكل طبيعي”.
وستعود هذه الخدمة بفائدة كبيرة على النساء في دولة الإمارات والمنطقة ككل، من خلال منحهن مزيداً من الاستقلالية فيما يتعلق بصحتهن الإنجابية والهرمونية. إن استعادة الهرمونات الطبيعية من خلال إعادة زراعة أنسجة المبيض أفضل من العلاج بالهرمونات البديلة، حيث يقلل هذا الإجراء من الآثار الجانبية ويحسن جودة الحياة بشكل عام. وسيعالج الفجوة الثقافية من خلال تقديم بديل أكثر قبولاً مقارنة بتجميد البويضات.
ويهدف كل من مستشفى دانة الإمارات للنساء والأطفال وProFaM إلى توسيع هذه الخدمة لتغطي أصول الرعاية الصحية الأخرى لدى M42 في الشرق الأوسط وخارجه، لتلبية الاحتياجات الصحية للنساء في المنطقة والعالم.