مع عودة الأطفال إلى المدرسة هذا الشهر، يحث مستشفى باراكير للعيون في الإمارات الأهالي والمعلمين على الاهتمام بشكل خاص على تأثيرعلى الشاشات على أعين الأطفال. مع ازدياد الواجبات المدرسية عبر الإنترنت وارتفاع استخدام الشاشات لأغراض الترفيه إلى مستويات قياسية، يعبر خبراء صحة العين عن قلقهم من وباء صامت لكنه متزايد: مشاكل الرؤية لدى الأطفال نتيجة الاستخدام الطويل للأجهزة الرقمية.
من إتمام الواجبات على الأجهزة اللوحية إلى الدردشة مع الأصدقاء عبر الهواتف الذكية ومشاهدة الفيديوهات على الحواسيب المحمولة، يقضي الأطفال اليوم ساعات أطول أمام الشاشات أكثر من أي وقت مضى. وأظهرت دراسة حديثة أن أكثر من ثلث الأطفال في الإمارات يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا في استخدام الشاشات، وهو ما يتجاوز بكثير الحدود الآمنة التي توصي بها منظمة الصحة العالمية.
قصر النظر (الميوبيا) يعد من أبرز المخاطر المرتبطة بالاستخدام المستمر للأجهزة الرقمية عن قرب. وفقًا لتحليل شامل عالمي لعام 2023 شمل أكثر من 335,000 طفل، تزيد كل ساعة إضافية يوميًا من استخدام الشاشات من خطر الإصابة بقصر النظر بنسبة 21%. وعند أربع ساعات أو أكثر، يقترب الخطر من الضعف.
وأوضحت الدكتورة ألينّا موغناني ديزا – أخصائية العيون في مستشفى باراكير للعيون بالإمارات: “الأمر لا يقتصر على الرؤية الضبابية فقط. يمكن أن يتطور قصر النظر لدى الأطفال بسرعة، ما يزيد من احتمال إصابتهم بأمراض عينية خطيرة في المستقبل. ومع تزايد التعلم والترفيه عبر الشاشات، يجب على الأهالي التحرك بشكل استباقي لحماية أعين أطفالهم.”
وبعيدًا عن قصر النظر، قد يؤدي التعرض المطول للشاشات إلى إجهاد شبكية العين بسبب الضوء الأزرق عالي الطاقة الصادر من الأجهزة الرقمية. وبينما تشمل التأثيرات قصيرة المدى إجهاد العين واضطرابات النوم، تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض المزمن للأطفال قد يترك آثارًا طويلة الأمد على صحة العين.
متلازمة الرؤية الحاسوبية (CVS) تمثل مصدر قلق متزايد، حيث تشمل أعراضها جفاف العينين، الصداع، الرؤية الضبابية، وآلام الرقبة. ويكون الأطفال أكثر عرضة، إذ قد يمسكون الأجهزة بالقرب من أعينهم أو ينسون أخذ فترات راحة.
يحث مستشفى باراكير للعيون في الإمارات الأهالي والمعلمين على اتخاذ خطوات بسيطة لكنها فعالة لحماية رؤية الأطفال خلال العام الدراسي. يُعد تحديد وقت استخدام الشاشات غير الأكاديمي – خصوصًا للأطفال دون سن الخامسة – خطوة أولى مهمة. كما أن تشجيع الأطفال على قضاء ساعة إلى ساعتين يوميًا في اللعب في الهواء الطلق يساعد على تقليل خطر الإصابة بقصر النظر، إذ يلعب الضوء الطبيعي دورًا وقائيًا في نمو العينين بشكل صحي.
ويوصي المستشفى أيضًا باتباع قاعدة 20-20-20، والتي تنص على أنه بعد كل 20 دقيقة من استخدام الشاشة، يجب النظر إلى شيء على بعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية. ويمكن تقليل إجهاد العين بشكل إضافي من خلال ضبط إعدادات الشاشة، مثل تفعيل فلاتر الضوء الأزرق، زيادة حجم الخط تقليل السطوع. والأهم من ذلك، جدولة فحوصات عينية دورية للأطفال لضمان اكتشاف أي تغييرات في الرؤية مبكرًا، ما يسمح بالتدخل الفوري والفعال.
وتضيف الدكتورة ألينّا موغناني ديزا: “مع تبني العادات الصحيحة، يمكننا الوقاية من معظم الأضرار البصرية الناتجة عن الاستخدام المفرط للشاشات. للأهالي والمعلمين ومقدمي الرعاية الصحية جميعًا دور في ضمان أن يتمكن طلاب اليوم من الاستفادة من التكنولوجيا مع الحفاظ على رؤية صحية مدى الحياة.”
مع بدء العام الدراسي، يدعو مستشفى باراكير للعيون في الإمارات الأهالي لحجز فحوصات عينية شاملة للأطفال لضمان نجاحهم البصري – سواء داخل الصف أو خارجه