مركز “اقرأ واستمتع” ينظّم محاضرتين توعويتين حول السياحة الميسّرة وتمكين أسر أصحاب الهمم

شبكة أخبار الإمارات ENN

دبي _ عبدالرحمن نقي : في إطار جهوده لتعزيز ثقافة الدمج المجتمعي والتمكين الأسري، نظّم مركز “اقرأ واستمتع” مبادرة نوعية عبر تطبيق زوم، تمثلت في محاضرتين تثقيفيتين حظيتا بتفاعل واسع من المهتمين والمتخصصين داخل دولة الإمارات وخارجها، وشهدتا حضور عدد من رؤساء الجمعيات، ومنظّمي الفعاليات، وممثلي المؤسسات المعنية بشؤون أصحاب الهمم.
السياحة الميسّرة: حق لا رفاهية
جاءت المحاضرة الأولى تحت عنوان: “واقع وتحديات الترفيه والسياحة الميسّرة لأصحاب الهمم”،
وقدّمها الأستاذ محمد الغفلي، صانع المحتوى التوعوي والناشط في قضايا التمكين.
تناولت المحاضرة أبرز التحديات التي تعترض أصحاب الهمم أثناء السفر، مسلطة الضوء على واقع الترفيه والسياحة الميسّرة حول العالم، وأهمية إشراك أصحاب الهمم في الأنشطة السياحية بوصفها عنصرا أساسيا في تحسين جودة حياتهم.
كما استعرض الغفلي الأنواع المختلفة للسياحة وأدوارها في تعزيز الدمج، مشيرًا إلى الحقوق القانونية التي تضمنها الاتفاقيات الدولية، وأهمية تطبيق مبادئ الوصول الشامل لتوفير بيئات آمنة وملائمة.
وتطرقت المحاضرة إلى جاهزية أصحاب الهمم لخوض تجارب السفر بشكل مستقل، والمتطلبات الضرورية لضمان تجربة ناجحة، مع عرض حلول عملية للتعامل مع التحديات والمخاطر، وتوصيات موجّهة للجهات والمؤسسات المعنية بالسياحة والترفيه.
دور الأسرة في صناعة تجربة إنسانية راقية
أما المحاضرة الثانية، فجاءت بعنوان:” تفاصيل صغيرة تصنع رحلة عظيمة”، وقدّمتها الأستاذة نشمية عبدالوهاب الفيلي، رئيسة دعم أهالي أصحاب الهمم في مركز اقرأ واستمتع، وكاتبة وناشطة متخصصة في قضايا الإعاقة وأدوار الأسرة.
تناولت المحاضرة بُعدًا مهمًّا في موضوع السفر، وهو دور الأسرة في التهيئة النفسية والعملية للطفل من أصحاب الهمم قبل الانطلاق، بدءًا من تجهيز المستندات الطبية، وتوزيع المسؤوليات بين أفراد العائلة، إلى استخدام لغة الحب والدعم، وكتابة بطاقات تعريفية تُسلّم للمسافرين حول الطفل بهدف خلق بيئة متفهمة ومحترِمة.
كما ركزت الفيلي على أهمية احترام قوانين الدول المضيفة، واختيار الوجهات والأنشطة المتناسبة مع قدرات الطفل، مشيرة إلى أن أدق التفاصيل يمكن أن تصنع فارقًا كبيرًا في الراحة والكرامة والاندماج الفعلي أثناء السفر.
تفاعل دولي ونقاشات مثمرة
شهدت المحاضرتان نقاشات ثرية شارك فيها مختصون وأهالٍ من دول عدة، قدّموا أمثلة واقعية من تجاربهم، وتحدّثوا عن الصعوبات التي واجهتهم أثناء التنقل، إلى جانب عرض مبادرات تمكينية ناجحة، وحلول واقعية تُسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدّمة لأصحاب الهمم في المجال السياحي والترفيهي.
دعوة مجتمعية للتكاتف
وفي ختام المبادرة، وجّه مركز اقرأ واستمتع رسالة واضحة للمجتمع، تؤكد أن:
“لكي يعيش أصحاب الهمم رحلتهم بكرامة وأمان… علينا أن نتكاتف، من الأسرة، إلى الجهات الحكومية، إلى كل فرد في المجتمع.”
فالسياحة الميسّرة ليست ترفًا، بل حق إنساني أصيل، والاستعداد لها يبدأ من الوعي والمسؤولية الجماعية.

شاهد أيضاً