ناقش مجلس شما محمد للفكر والمعرفة بحضور سمو الشيخة د. شما محمد خالد آل نهيان رواية ملمس الضوء للكاتبة الإماراتية نادية النجار والمرشحة ضمن القائمة القصيرة لجائزة الرواية العربية البوكر عام 2025 . عقدت الندوة بحضور الكاتبة فيما أدارت الحوار الكاتبة الإماراتية مريم ناصر.
في مداخلتها رحبت سمو الشيخة د. شما بالكاتبة وبعضوات المجلس، معربة عن سعادتها بمناقشة نص وكاتبة مختلفة ،خطت بالرواية الإماراتية خطوة للأمام؛ حين أصبحت أول رواية إماراتية تضمنتها القائمة القصيرة للرواية العربية البوكر.
وقالت : تلقيت خبر ترشيح كاتبة إماراتية للقائمة القصيرة للرواية العربية بسعادة مضاعفة كونها الرواية الإماراتية الأولى التي ترشحت للقائمة القصيرة ولأنها لكاتبة إماراتية قدمت نموذجا لما تعمل عليه دولتنا وقيادتنا الرشيدة ونتاج عطاء سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك “حفظها الله” في دعم المرأة الإماراتية بكافة المجالات؛ لنجد أنفسنا أمام نموذج لهذا النجاح والتفوق.
كما وصفت الشيخة شما الرواية بأنها رحلة إنسانية مختلفة تتلمس طريقها عبر طبقات من الذاكرة تضفر الحكايات ما بين الماضي والحاضر، تضعنا أمام إطارين متداخلين تتشابك فيهما الحواس.
واستدركت حديثها: إن الكتابة عن الكفيف مخاطرة كبرى، فإما أن تنجح في الغوص بأعماق أحاسيسه المختلفة وتنقل لنا كيفية إدراكه للعالم من حوله، أو لا تنجح وتسقط بفخ إدراك المبصر لتفاصيل المحيط المادي بصورة مربكة، ثم أوضحت بأن الكاتبة نجحت بنقلنا لعالم نورة المظلم لكنه مضيء ببصيرتها، ونجحت الكاتبة عبر الحواس الأربعة والتي أسمت بها أبواب الرواية بأن تنقلنا إلى عمق إدراك هذا العالم المختلف.
وأضافت: إن الكاتبة وضعتنا أمام مشهد تاريخي بانورامي لحقبة مهمة من تاريخ الإمارات والمجتمع الخليجي في النصف الأول من القرن العشرين وجعلت الصورة الفوتوغرافية المنفذ نحو إدراك التاريخ؛ حيث أن الصور الفوتوغرافية كانت مفاتيح الرواية نحو التاريخ والذاكرة.
وأشارت بأن ملمس الضوء هو لمس للوعي الذاتي والإدراك الواعي بالماضي والحاضر، كانت نورة كفيفة؛ لكنها لم تكن تعيش بظلام الجهل؛ بل خلقت عالمها المنير بأضواء المعرفة والإدراك والوعي؛ لتصنع لنا خلطة من الأمل؛ لنبني مستقبل الوطن، معتبرة الرواية رحلة عميقة في النفس البشرية وقدرتها على صنع ضوء خاص، تستطيع به أن ترى الحياة بوعي وإدراك ذاتي.
ثم طرحت على الكاتبة أسئلة حول إشكالية العلاقة بين النص السردي والنص الأكاديمي حين يتعلق الأمر بالتاريخ، وكيف تعاملت مع هذه الإشكالية؟ وهل نموذج علي هو نموذج حقيقي واقعي أم أنه مستوحى من عدة نماذج تاريخية عديدة مرت خلال حقبة تاريخية هامة من تاريخنا؟
أما السؤال الثاني فكان حول نهاية الرواية، حيث وضعت الكاتبة كلمة لأمل السهلاوي (أخاف أن نكون جميعا عميانا، ندور في دوائر أبدية من اللاحياة) فهل كان لهذه الجملة دورا في استلهامك النص؟ أم جاء اختياره ما بعد كتابة النص؟ ثم ماذا أضاف النص للرواية من أبعاد فلسفية؟
وقد بدأت الكاتبة الإماراتية نادية النجار حديثها بشكر الشيخة د. شما على استضافتها ومناقشة روايتها وأثنت على قراءة سمو الشيخة شما للرواية ووصفتها بقراءة عميقة ووافية عن الرواية
كما أجابت على جميع الاستفسارات التي تم طرحها خلال الندوة وأبرزها: كيف جمعت الكاتبة بين التاريخ الواقعي لمنطقة الخليج والخيال في الرواية؟ وما أهمية هذا التاريخ في تشكيل هذه الشخصيات؟ وإن كان هناك هدف من استخدام الصور كجسر بين الماضي والحاضر؟ وهل استطاعت الرواية استكشاف التجربة الإنسانية من منظور قريب، لاختيارها موضوع إنساني من ذوي الهمم.
هذا وقد أجمع الحضور على أن رواية ملمس الضوء استطاعت أن تنثر في سماء معتمة شخصيات الرواية وكأنها تنثر قطعا من النور، نلمس من خلاله واقع تحولات المجتمع الإماراتي ما بين ماض وحاضر، بدت فيه نورة وعلي في رحلة بحث عن النور المختبئ في الذات ولملمة تشظياتها وإعادة تركيبها لمواجهة الحياة.