بحضور الشيخة الدكتورة شما محمد خالد آل نهيان وأعضاء مجلس شما محمد للفكر والمعرفة، استضاف المجلس الكاتبة الإماراتية لطيفة الحاج لمناقشة مجموعتها القصصية “صيف المانجو”. أدارت الندوة الكاتبة الإماراتية مريم ناصر، إحدى عضوات مجلس الفكر والمعرفة.
وبدأت الندوة بكلمة الشيخة شما التي قالت فيها: المجموعة القصصية التي بين أيدينا اليوم ليست مجرد مجموعة من القصص القصيرة المتناثرة بل رأيتها دفتر أحوال يومية ترصد الحياة والمواقف الإنسانية التي تبدو عابرة، تراها بعين مختلفة تتعمق في تفاصيلها، وتسكنها المشهد السردي التي أبدعت في بنائه .
وأضافت، نحن أمام نصوص لا يمكن أن تكون إلا عوالم إنسانية نابضة بالحياة، يمتزج الواقع فيها بالحلم والحب بالفراق والماضي بالحاضر من خلال أسلوب سردي مكثف وخاطف، ولا تكاد تفكك ملامح المشهد لتجد نفسك أمام نهايات مربكة تجعلك تعيد قراءة القصة مرة أخرى.
وقد وصفتها بأنه فلك سردي متعدد العوالم لا بد أن تفكك مفرداته على مهل حتى يمكنك الوصول إلى الفكرة المختبئة بين حروف القصة.
وأشارت إلى أن قصة صيف المانجو نابعة من طبيعة الحياة الإماراتية، لا تبتعد عن ملامح الحياة عند الإنسان ، استطاعت الكاتبة أن تمزج بأسلوب لغوي وإن كان بسيط التكوين إلا أنه عميق التأثير في وعي القارئ، تعطي نماذج إنسانية التي تمر بالعديد من المواقف الإنسانية؛ فالعديد من شخصيات القصص تقف أمام مفترق طرق، وتعيش لحظات مصيرية تعيش قلقها الوجودي، وخلف كل قصة ستجد نفسك تطرح سؤالا فلسفيا، وتبحث عن إجابته بين النص وبين القارئ.
وطرحت الشيخة د. شما على الكاتبة لطيفة عدة تساؤلات: وجدت بعض القصص، وقد أغرقت في الرمزية إلى حد المعاناة التأملية من أجل فك تفاصيل القصة فما الذي جذبك إلى اعتماد الرمزية أسلوبا للسرد في قصصك القصيرة؟ والتساؤل الثاني يرتبط بكتابة المرأة عن قضايا المرأة فقد لاحظت أن العديد من البطلات يعانين العزلة والصراع النفسي الداخلي مثل قصة الرجل النائم بقربي وهنا أطرح عليك سؤالي عن صورة المرأة في الأدب الإماراتي، كيف استطاعت الأديبات الإماراتيات التعبير عن المرأة الإمارتية وهل نجحن في التعبير العميق والتفكيكي لمعاناتها، وتحدياتها الإنسانية، والمجتمعية، والنفسية؟
بعد ذلك، شاركت الكاتبة لطيفة الحاج الحضور تفاصيل مجموعتها القصصية “صيف المانجو”، حيث استعرضت أجواء القصص الثلاث والعشرين التي تتضمنها المجموعة. عقب ذلك، فُتح باب النقاش، وشهدت الندوة مداخلات من الحضور، قمن خلالها بتحليل معمق لموضوعات المجموعة القصصية، مثل العلاقات الإنسانية، والحب، والعزلة، والبحث عن الهوية.”