مايكروسوفت وشركة “جي 42” تطلقان مبادرة شاملة بقيمة مليار دولار لتطوير النظام البيئي الرقمي في كينيا

شبكة أخبار الإمارات ENN

أعلنت شركة مايكروسوفت وشركة “جي 42” اليوم عن مجموعة واسعة من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا الرقمية في كينيا. وتأتي هذه الخطوة كجزء من مبادرة بالتعاون مع وزارة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي في جمهورية كينيا.

وتقود شركة “جي 42″، في إطار شراكة مع شركة مايكروسوفت وعدة شركاء رئيسيين، مبادرة طموحة لضخ استثمارات تصل إلى مليار دولار. وتهدف هذه الاستثمارات إلى تنفيذ عدة مشروعات رئيسية ضمن حزمة شاملة من الاستثمارات تشمل إنشاء مركز بيانات بيئي متطور في كينيا والذي ستشرف على بنائه شركة “جي 42” وشركاؤها من أجل تشغيل خدمات “مايكروسوفت أزور” ضمن منطقة سحابية جديدة تخدم شرق أفريقيا.

وأعلنت الشراكة الجديدة عن مبادرة متكاملة تستند إلى أربع ركائز أساسية ستُنفذ بالتعاون مع الشركاء المحليين. وتتضم هذه الركائز: (1) أعمال التطوير والأبحاث المتعلقة بنماذج الذكاء الاصطناعي المعتمدة على اللغات المحلية، و(2) إنشاء مختبر للابتكار في شرق أفريقيا يركز على تنظيم برامج تدريبية شاملة لبناء المهارات الرقمية في مجال الذكاء الاصطناعي، و(3) الاستثمار في تحسين البنية التحتية للاتصالات المحلية والدولية، و(4) التعاون المباشر مع حكومة كينيا لتعزيز الخدمات السحابية الآمنة والمستقرة في جميع أنحاء شرق أفريقيا.

ومن المقرر توقيع خطاب النوايا يوم الجمعة في إطار الزيارة التاريخية للرئيس الكيني ويليام روتو إلى الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تُعد أول زيارة رسمية يقوم بها زعيم أفريقي إلى العاصمة واشنطن منذ نحو عشرين عاماًا. وستُوقع شركة مايكروسوفت وشركة “جي 42” على خطاب النوايا، بالإضافة إلى وزارة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي في كينيا، وأُعد هذا الخطاب بمساعدة حكومتي الولايات المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة.

بنية تحتية مستدامة لمراكز البيانات ومنطقة سحابية جديدة في شرق أفريقيا

وفي إطار اتفاقية التعاون، تستعد شركة “جي 42” وشركاؤها المحليون لتصميم حرم متطور لمركز بيانات بمدينة أولكاريا في كينيا وإنشائه، ويعتمد المركز بالكامل على الطاقة الجيوحرارية المتجددة ومجهز بأحدث التقنيات التكنولوجية لترشيد استهلاك المياه. وسوف يعمل المركز على تشغيل منصة “مايكروسوفت أزور” وتوفير إمكانية الوصول إليها من خلال منطقة سحابية جديدة في شرق أفريقيا. ومن المتوقع أن تدخل هذه المنطقة مرحلة التشغيل خلال 24 شهرًا من التوقيع على الاتفاقيات النهائية.

وتعِد هذه المنطقة السحابية الجديدة بتوفير خدمات سحابية وخدمات ذكاء اصطناعي قابلة للتطوير وآمنة وذات سرعة عالية للعملاء. وهذه الخدمات من شأنها أن تساهم بشكل كبير في تسريع تبني الحوسبة السحابية والتحول الرقمي للشركات والعملاء والشركاء في جميع أنحاء كينيا ومنطقة شرق أفريقيا.

وأكد فخامة الرئيس الدكتور ويليام ساموي روتو في تصريحاته قائلاً: “تتجاوز هذه الشراكة حدود التكنولوجيا، بل تمثل تعاونًا استراتيجيًا بين ثلاث دول تشترك في رؤية موحدة نحو بناء أمة متقدمة تكنولوجيًا. إننا نسعى لضمان أن يحظى كل مواطن بفرصة للنمو والتطور في المشهد الرقمي العالمي. نحن نتحدث عن بناء مستقبل تزدهر فيه كينيا باعتبارها دولة رائدة رقميًا”.

وأضاف الرئيس الكيني قائلاً: “يمثل خطاب النوايا خطوة مهمة نحو بناء مستقبل أكثر إشراقًا وارتباطًا وشمولاً رقميًا لكل من الولايات المتحدة وكينيا ودولة الإمارات العربية المتحدة في إطار النمو المتبادل والازدهار المشترك. ويُجسّد هذا الخطاب أيضًا طموحنا المشترك تجاه سد الفجوة الرقمية وتسريع الابتكار التكنولوجي وتمهيد الطريق لبناء اقتصاد رقمي مزدهر يعود بالنفع على القارة الأفريقية بأكملها وما ورائها”.

وأوضح براد سميث، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة مايكروسوفت، قائلاً: “تمثل هذه الشراكة بين شركتين وثلاث دول فرصة استثنائية لجلب التكنولوجيا الرقمية إلى دول الجنوب العالمي بطريقة آمنة. وأضاف: “يعتبر هذا الاستثمار الأكبر والأوسع نطاقًا في تاريخ كينيا الرقمي، ويعكس ثقتنا العميقة في الدولة وحكومتها وشعبها، فضلاً عن المستقبل الواعد لشرق أفريقيا”.

ومن جانبه، قال بينغ شياو، الرئيس التنفيذي لشركة “جي 42”: “يسعدنا التعاون مع الحكومة الكينية وشركة مايكروسوفت من أجل دفع عجلة التحول الرقمي في كينيا والمنطقة بأسرها. وتلتزم شركة “جي 42” بدعم النمو التكنولوجي المستدام من خلال إنشاء مركز بيانات أخضر يعمل بالطاقة الشمسية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تتناسب مع الثقافة المحلية. وأضاف: “ستسهم هذه المبادرة في تمكين الحكومة الكينية والمجتمعات المحلية من خلال توفير خدمات سحابية آمنة وموثوقة وتعزيز قدرات الذكاء الاصطناعي، مما يشكل أساسًا قويًا لبناء اقتصاد رقمي مزدهر في جميع أنحاء المنطقة”.

تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي باللغتين السواحيلية والانجليزية وإطلاق خدمات اجتماعية قائمة على الذكاء الاصطناعي

في خطوة هادفة لتعزيز النمو الاقتصادي المحلي وتلبية الاحتياجات الثقافية واللغوية الفريدة لدولة كينيا، شرعت شركة “جي 42″ في استخدام بنيتها التحتية للبيانات في الولايات المتحدة لتطوير نموذج ذكاء اصطناعي مفتوح المصدر يدعم اللغتين السواحيلية والانجليزية. ولتعزيز هذه الجهود والمساهمة في تسريع الأبحاث المتقدمة في كينيا، تعتزم شركتا مايكروسوفت و”جي 42” تكثيف جهودهما وتقديم الدعم للجامعات المحلية من خلال معهد مايكروسوفت للأبحاث في أفريقيا، ومختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي من أجل الخير، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، إلى جانب عدد من الجامعات المختارة في كينيا وشرق أفريقيا.

ويعتزم مختبر مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي من أجل الخير في نيروبي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتعاون مع المنظمات غير الربحية وشركاء آخرين في مواجهة القضايا الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية في شرق أفريقيا. وسوف تركز المبادرات على بذل الجهود لتحسين الأمن الغذائي من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لتقديم توصيات خاصة بالموقع بشأن الأسمدة، مما يعزز الإنتاج الزراعي ويخفض الآثار البيئية. كما يشمل ذلك تقديم الدعم لمنظمة الحفاظ على الطبيعة (تي إن سي) باستخدام بيانات الأقمار الصناعية عالية الدقة والذكاء الاصطناعي لرصد مخاطر المياه التي تواجه الحياة البرية والمجتمعات في شمال كينيا والحد منها.

وفي خطوة لتعزيز القدرة على الصمود أمام تغير المناخ، يعمل مختبر الذكاء الاصطناعي من أجل الخير على استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي وبيانات الأقمار الصناعية عالية الدقة من أجل تحسين مستوى الاستعداد للكوارث والتصدي لا، ويأتي ذلك من خلال التعاون مع جمعية الصليب الأحمر الكيني ووكالة الفضاء الكينية والهيئة الوطنية لإدارة الكوارث. كما يتعاون المختبر مع معهد سميثسونيان ومؤسسة كينيا للحياة البرية لاستخدام صور الأقمار الصناعية عالية الدقة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمراقبة أعداد الحيوانات البرية وتتبع التوسع في الثروة الحيوانية في المناطق المجاورة للمحميات الطبيعية في شرق أفريقيا.

مختبر الابتكار في شرق أفريقيا ودعم تطوير المهارات

يستعد كل من شركتي مايكروسوفت و”جي 42″ لإطلاق مختبر الابتكار في شرق أفريقيا بمدينة نيروبي بهدف دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال والشركات والمنظمات في كينيا وسائر دول شرق أفريقيا لتطوير خدمات السحابة والذكاء الاصطناعي وتطبيقها. كما سيقدم المختبر دورات تدريبية في التصميم وإعداد نماذج أولية سريعة باستخدام الأدوات والتقنيات التي توفرها شركة مايكروسوفت، إلى جانب تقديم الدعم لتطوير المهارات والإرشاد من قِبل المطورين الذين يعلمون في المركز الأفريقي للتطوير التابع لشركة مايكروسوفت والذي يضم 500 موظف في نيروبي.

وفي إطار جهودها لتسريع تبني التكنولوجيا الرقمية، تعتزم شركتا مايكروسوفت و”جي 42″ التعاون مع عدد كبير من الشركاء المحليين لبناء المهارات الرقمية ومهارات الذكاء الاصطناعي لجميع أفراد المجتمع الكيني وإعداد قوى عاملة مؤهلة لمواجهة تحديات المستقبل. وستشمل هذه المبادرات تقديم برامج لتطوير المهارات الرقمية ومهارات الذكاء الاصطناعي لجميع موظفي القطاع العام، وبرنامج لتطوير مهارات الأمن السيبراني يستهدف تدريب أكثر من 2000 شخص سنويًا، فضلاً عن برنامج لتطوير مهارات الأعمال يستهدف شباب رواد الأعمال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا. وستواصل الشركتان توسيع شبكة علاقاتهما مع عدد من الكيانات البارزة والتعاون معها، وهي تحالف القطاع الخاص في كينيا، ومؤسسة ستانبيك كينيا، ومؤسسة إم بيسا، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في كينيا، إلى جانب مبادرة القادة الشباب الأفارقة وجامعة جومو كينياتا للزراعة والتكنولوجيا والجامعة الأمريكية الدولية في أفريقيا.

الاتصال بشبكة الإنترنت

تسعى وزارة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي الكينية إلى تعزيز شراكتها مع شركتي مايكروسوفت و”جي 42″ من أجل توسيع نطاق توفر خدمات الإنترنت. وسوف تعمل شركة “جي 42” وشركاؤها في دولة الإمارات على استخدام مواردهم لدعم جهود كينيا في تطوير بنية تحتية لكابلات الألياف البحرية والأرضية المحلية والدولية.

وتعتزم شركة مايكروسوفت توسيع نطاق عملياتها لتوفير الاتصال بالإنترنت اللاسلكي في المحطات النهائية لـ 20 مليون شخص في كينيا و50 مليون شخص في جميع أنحاء شرق أفريقيا بحلول نهاية عام 2025. وتُبنى هذه الجهود على شراكات الشركة مع شركات مثل ماوينغو نتووركس وليكويد وسي سكويرد وغيرها من الشركاء المحليين في كينيا. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الجهود العمل عن كثب مع شركة إم-كوبا، وهي واحدة من أكبر مقدمي أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في العالم. ونظرًا لاعتبارها جزء من منصة تمويل التكنولوجيا المالية، طورت الشركة نموذجًا للدفع أولاً بأول لامتلاك الهواتف الذكية، حيث بِيع أكثر من مليوني جهاز في المنطقة حتى الآن.

الأمن الرقمي والخصوصية والأمن

في خطوة مهمة تعكس التعاون الاستراتيجي، تخطط شركتا مايكروسوفت و”جي 42″ للتعاون مع حكومة كينيا لإنشاء المنطقة السحابية الجديدة في شرق أفريقيا وتشغيلها. وستشكل هذه المنطقة جزءًا من “منطقة بيانات موثوقة” مصممة وفقًا للمعايير العالمية لضمان الأمن الرقمي وحماية الخصوصية والأمن. وبفضل الدعم الفني الذي توفره شركتا “جي 42” ومايكروسوفت، ستنشأ كينيا مركز البيانات الجديد ضمن هذه المنطقة، حيث ستُدار البيانات الواردة من دول أخرى وفقًا لقوانينها المحلية حتى عندما تكون مخزنة داخل الأراضي الكينية.

وتعتزم كينيا الاستفادة من مركز البيانات الجديد والخدمات السحابية لتحسين مستوى الخدمات الحكومية وخدمات المواطنين. وفي هذا السياق، تنوي الحكومة تقديم الدعم لتبني سياسة “الأولوية للسحابة” على غرار السياسات المطبقة في الدول الأخرى، وذلك بهدف تمكين الحكومة والوكالات الحكومية والمؤسسات المملوكة للدولة والكيانات المحلية الأخرى وتشجيعها على نقل بياناتها وخدمات الحوسبة إلى البنية التحتية السحابية.

علاوة على ذلك، ستتعاون الأطراف المعنية معًا لاتخاذ الخطوات اللازمة لضمان توفير الضمانات التعاقدية والتقنية الكافية لجمهورية كينيا لدعم خدمات السحابة الرقمية الموثوقة والسيادية من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لتسهيل التحول الرقمي السريع حتى قبل اكتمال توفير خدمات جي 42-مايكروسوفت في كينيا.

وسوف تعمل شركة مايكروسوفت على تعزيز الأمن السيبراني في كينيا ومنطقة شرق أفريقيا، حيث تقدم الدعم والمساعدة لعملائها من خلال مركز مايكروسوفت للاستخبارات الأمنية ومركز مايكروسوفت لتحليل التهديدات.

شاهد أيضاً