ضمن جهودها الرامية إلى تنفيذ أجندة دبي الاجتماعية 33 تحت شعار “الأسرة أساس الوطن”، واستكمالاً لنتائج مبادرتها النوعية، والتزاماً منها بتعزيز جودة حياة الأسر والأطفال، وتمكين ضحايا العنف الأسري والاتجار بالبشر، أطلقت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، المرحلة الثانية من برنامج العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة.
ويأتي إطلاق المرحلة الثانية من هذا البرنامج الفريد ليؤكد رغبة المؤسسة في مواصلة تحقيق غايات أجندة دبي الاجتماعية المتمثلة ببناء الأسر الأكثر سعادة وترابطاً وتسامحاً وتمسكاً بالهوية الوطنية، باعتبار أن الأسرة هي الضمانة لمستقبل مزدهر ونمو شامل ومستدام في المجتمع.
وفي هذا الإطار نظمت المؤسسة ورشة عمل في مكتبة المؤسسة قدمتها زهرا بوناوالا مستشار مهني ومعالج معتمد بمساعدة الخيول والحيوانات، مستهدفة 30 شخصاً من مقدمي الخدمات والمهنيين العاملين في دور رعاية النساء والأطفال والعاملين في القطاعات الاجتماعية والشرطية ذات الاختصاص بحماية الطفل والمرأة.
وأكدت سعادة شيخة سعيد المنصوري، مدير عام مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال بالإنابة، أن إطلاق المرحلة الثانية من برنامج العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة، يأتي ثمرة لمخرجات ونتائج المرحلة الأولى، التي قادت إلى تحقيق نتائج مذهلة، مشيرة إلى أن البرنامج الرائد الذي يأتي تجسيداً لرؤية المؤسسة في تقديم حلول مبتكرة وشاملة للتحديات الصحية والنفسية التي تواجه المستهدفين، يسعى إلى تحسين جودة الحياة، وتعزيز الصحة النفسية والجسدية لأفراد المجتمع.
وأضافت سعادتها أن المؤسسة حققت نجاحاً ملحوظاً في المرحلة الأولى، وذلك من خلال التأثير الإيجابي الواضح على المشاركين وتفاعلهم مع الحيوانات الأليفة، حيث أثبت البرنامج فعاليته في تخفيف التوتر والقلق وتحسين الحالة المزاجية والعاطفية، مؤكدة أن إطلاق المرحلة الثانية، يهدف إلى توسيع نطاق البرنامج ليشمل المهنيين الذين يعملون مع ضحايا العنف والإساءة من النساء والأطفال لدى الشركاء.
وأفادت المنصوري أن برنامج العلاج بمساعدة الحيوانات الأليفة ينسجم تماماً مع الأجندة الاجتماعية 33، التي تهدف إلى بناء مجتمع متماسك ومستدام يتمتع أفراده بالصحة والسعادة، لافتة إلى التزام المؤسسة بالعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف من خلال تطوير مبادرات وبرامج مبتكرة تسهم في رفاهية الأفراد وتعزيز التلاحم الاجتماعي.
هذا وتتضمن المرحلة الثانية تدريب المشاركين خلال ورشة عمل على استخدام هذا النوع من العلاجات، بغرض نشر المعرفة وتوسعة نطاق المستفيدين من المبادرة، لتطبيقها على الأطفال والنساء والفئات المستهدفة، علماً أن المرحلة الأولى من البرنامج اقتصرت على تدريب موظفات المؤسسة.
وشهدت الورشة التي استمرت على مدى ثلاثة أيام برنامجاً تدريبياً مكثفاً، استهدف تعريف المشاركين بمفهوم العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة، ونشأة هذا النوع من العلاجات وتاريخه، والأدلة العلمية التي تثبت كفاءته وفاعليته في معالجة الصدمات الناجمة عن العنف أو الخبرات السلبية المختلفة التي يواجهها المرء.
كما قدمت الورشة للمشاركين تدريباً على آلية هيكلة وتنفيذ جلسات العلاج والمعايير الأخلاقية التي يجب اتباعها لضمان لسلامة الحيوانات والحالات، حيث تضمن اليوم الأخير للورشة تدريب عملي على إدماج الحيوانات في العلاج من خلال تواجد بعض الحيوانات المدربة والمؤهلة من قبل الشركات المختصة بذلك.
63 زيارة و202 مستفيداً في المرحلة الأولى
وكانت المؤسسة أطلقت المرحلة الأولى من البرنامج في العام 2022، مستهدفة إدخال الحيوانات الأليفة المدربة ضمن الإطار العلاجي للخدمات النفسية التي تقدمها المؤسسة، بغرض تطوير طرق جديدة ومبتكرة لدعم الأطفال والبالغين من ضحايا العنف والاستغلال، وتحسين القدرات التكيفية والتفاعلية للضحايا.
وبرزت نتائج المرحلة الأولى من البرنامج خلال العامين الماضيين 2022 – 2023 من خلال تنظيم 63 زيارة، و202 جلسة، استفاد منها 255 طفلاً وامرأة، وذلك بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين مثل بوش بوز، مبادرة المرموم، ووحدة الكلاب البوليسية، وشرطة الخيالة في شرطة دبي.
وتمثلت الانعكاسات السلوكية والنفسية والاجتماعية للبرنامج على المتعاملين قبل الانضمام للبرنامج في التردد وعدم الرغبة في المشاركة، والانسحاب والانطوائية، والتشتت وفقدان التواصل البصري، والشعور بالملل والتعب، والرفض والمقاومة، فيما أظهرت نتائج القياس عقب الانضمام للبرنامج المشاركة والاندماج، والانضمام والتعاون، والتركيز والانتباه باستخدام الحواس البصرية والسمعية والحسية، والقبول والاستجابة.
أهداف طموحة
استهدف البرنامج تحسين قدرة الضحايا على أداء وظائفهم الاجتماعية، وتحسين قدرة الضحايا على إقامة علاقات صحية وايجابية مع الآخرين، وتخفيف حدة الألم الناتج عن الخبرات المؤلمة أو الناتجة عن تعرض الضحايا لأي إصابات، وتعزيز الحالة المزاجية للضحايا ورفع معدلات السعادة لديهم، وتخفيف الضغط النفسي المتولد عن الصدمة والعنف.
ويعتبر هذا البرنامج أحد المبادرات الرائدة والنوعية الفريدة التي تتبناها المؤسسة وتطلقها، ضمن رؤاها بعيدة المدى، والتي تنسجم مع الأجندة الاجتماعية 33الهادفة إلى تعزيز جودة الحياة الأسرية، وبناء نظام أسري متماسك، يسهم في دعم مسيرة التنمية المستدامة.
هذا ويعد العلاج النفسي بمساعدة الحيوانات الأليفة علاجاً بديلاً عن الجلسات النفسية التقليدية، أو أحياناً يكون علاجاً مكملاً لتلك الجلسات، ويعرف عادة على أنه علاج نفسي يشمل إدخال أو تضمين الحيوانات في الإطار العلاجي، حيث يتم استخدام بعض الحيوانات الأليفة المدربة مثل الخيول والكلاب والأرانب والأسماك والطيور لتحسين الأداء الاجتماعي والنفسي والتكيفي للأطفال والبالغين، خاصة بعد تعرضهم لصدمات قوية أو خبرات سلبية مثل المرض أو الفقد أو العنف والإساءة والاستغلال.