تنطلق في دبي يوم 25 يونيو الجاري أعمال قمة “فيوتشرسيك 2025” – (FutureSec Summit’25)، التي تنعقد فعالياتها هذا العام تحت شعار: “الابتكار، المرونة، واليقظة الأخلاقية”، لمناقشة مستقبل الأمن السيبراني، ووضع خارطة طريق عملية لتشكيله والتعامل مع تحدياته المستقبلية.
ويأتي تنظيم القمة في ظل تصاعد أهمية الأمن السيبراني على أجندات مجالس إدارة المؤسسات حول العالم، إذ تأتي في وقت تتصاعد فيه التهديدات والمخاطر الرقمية وتتزايد فيه الحاجة إلى التعاون بين القطاعات وتعزيز الابتكار واليقظة الأخلاقية التي باتت أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى. وتركز أعمال القمة على مناقشة أبرز التغيرات التي شهدها مجال الأمن السيبراني خلال السنوات الخمس الماضية، ووضع خارطة طريق عملية للتعامل مع التحديات المستقبلية، من خلال تحليل أساليب الهجوم والدفاعات الجديدة.
وتستعرض القمة الدور الفعلي البارز الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة لتشكيل مستقبل الأمن السيبراني، كما تعتزم صحيفة “خليج تايمز”، خلال القمة، ولأول مرة، تكريم قيادات الأمن السيبراني في دولة الإمارات لعام 2025، على الدور الحيوي الذي يقومون به لتعزيز المرونة الرقمية في الدولة، وتسليط الضوء على الأبطال الذين يسهمون في تأمين مستقبلنا الرقمي.
وفي ظل هذه الأجواء المليئة بالفعالية والتقدير، تنطلق فعاليات قمة “فيوتشرسيك 2025” بأجندة ديناميكية مكثفة، تبدأ بإبراز رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة ودورها الحيوي في مجال الأمن السيبراني، وإبراز التزامها المتواصل بتعزيز التعاون بين مختلف القطاعات، لتشكل بذلك انطلاقة قوية ليوم كامل من الاستشراف، والاستعداد، والمسؤولية المشتركة.
وتتناول الجلسات أبرز التغيرات التي شهدها مجال التعامل مع التهديدات السيبرانية خلال السنوات الخمس الماضية، لتقدّم للمشاركين ليس مجرد استعراض تاريخي، بل خارطة طريق عملية للتعامل مع تحديات المستقبل، من خلال تحليل أساليب الهجوم السيبراني والطرق الجديدة لمواجهتها والتعامل معها.
كما تتضمن القمة جلسة محورية تناقش الحدود الفاصلة بين الحقيقة والخداع الرقمي في عالم يشهد تصاعد أنشطة الـتزييف العميق والاختراقات البيومترية، حيث تُصبح إدارة الهوية الرقمية مسألة محورية. وتتناول الجلسة الأبعاد القانونية والأخلاقية والتقنية، لتحفّيز المشاركين على إعادة التفكير في مفهوم الأمن السيبراني في عالم تحركه تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ومن المقرر أن تتجاوز قمة “فيوتشرسيك 2025″، جلسات النقاش النظرية، لتُمثل حراكاً شاملاً، حيث تُخصص القمة مساحة لإبراز التنوع في إدارة الأمن السيبراني والدور الذي تقوم به القيادات النسائية في هذا المجال، من خلال جلسة مُتخصصة لاستعراض قصص النجاح النسائية لقيادات يعدن بإعادة تشكيل ملامح هذا القطاع الحيوي، وذلك في خطوة جريئة تؤكد التزام القمة بالمساواة والتميز.
كما تتناول أجندة قمة “فيوتشرسيك 2025” كذلك الجانب الإنساني والأخلاقي في مجال الأمن السيبراني، من خلال جلسة تناقش كيفية يتقاطع السلوك البشري مع الأمن الرقمي، وتتناول أيضاً تحديات الهندسة الاجتماعية، وصناعة القرار المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، وبناء ثقافة سيبرانية مسؤولة.
أما فيما يتعلق بالأمن في مجال الحوسبة السحابية، وهو أحد أكثر مجالات تكنولوجيا المعلومات تعقيداً، فسيتم التركيز عليه من خلال جلسة مُتخصصة حول إدارة التهديدات في بيئات الحوسبة السحابية المُختلطة والمتعددة، ما يجعلها جلسة محورية للمتخصصين في مجال البنى التحتية الرقمية المتقدمة.
ويتم تنظيم أعمال “فيوتشرسيك 2025” في أجواء فاخرة بأحد أبرز مواقع مدينة دبي، حيث توفّر القمة أكثر من مجرد محتوى معرفي ورؤى ثاقبة، بل بيئة ملهمة لتعزيز التأمل، والتواصل المهني العميق، وبناء شراكات مستقبلية.
ويُعد الحدث الختامي للقمة واحداً من أكثر اللحظات المرتقبة، إذ يتم إجراء محاكاة حية لأزمة سيبرانية، حيث يقدم تجربة عملية نادرة للمشاركين في قلب سيناريو حقيقي لهجوم رقمي كبير، ووضعهم في مواجهة غامرة لترسيخ رسالة جوهرية هي أن المرونة لا تُبنى بصورة نظرية، بل يجب أن تُختبر عملياً. ومن المقرر أن تختتم قمة “فيوتشرسيك 2025” أعمالها برسم ملامح واضحة لمستقبل الأمن السيبراني، وتحديد القيادات التي ستقود هذه المسيرة خلال المرحلة القادمة.