في عام يُتوقع أن يشكّل ملامح المشهد الجيوسياسي العالمي، تم الإعلان عن اختيار فندق رويال التاريخي في مدينة إيفيان الفرنسية كمقر رسمي لاستضافة قمة مجموعة السبع (G7) التي ستُعقد في الفترة من 14 إلى 16 يونيو 2026، برئاسة فرنسا ممثلةً بالرئيس إيمانويل ماكرون.

ورغم أن قمة مجموعة السبع تمثل حواراً تقوده دول الغرب، فإن تأثيرها على السياسات الاقتصادية العالمية آخذ في التوسع، ليشمل أهمية متزايدة لدول الخليج. فالإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، اللتان تُعدان من أبرز الأصوات في مسارات التحول في الطاقة والابتكار والاستثمار الدولي، تحافظان على علاقات استراتيجية متنامية مع فرنسا. وإن اختيار فندق رويال – المنتجع المعروف بالتزامه بالصحة والاستدامة والإرث التاريخي – يعكس تحولاً في طبيعة اللقاءات الدولية، نحو سياقات أكثر إنسانية ترتكز على القيم الثقافية والتنموية.

رؤية خليجية حول القيادة والعافية والضيافة العالمية

تتماشى عودة قمة مجموعة السبع إلى إيفيان مع النهج السياسي العصري الذي يركّز على أدوات أكثر تأثيراً في العلاقات العالمية، مثل التبادل الثقافي والوعي البيئي والصحة العامة. ومع الدور البارز للإمارات في السياحة الصحية وقيادتها لمؤتمر الأطراف COP28، ورؤية السعودية 2030 التي تضع الثقافة والضيافة في صميم التنمية، تأتي هذه القمة كفرصة مثالية للتقاطع بين التوجهات العالمية والطموحات الخليجية.

فصل جديد في تاريخ العلاقات الدولية

ولطالما ارتبط فندق رويال بمدينة إيفيان بمحطات مفصلية في سجل العلاقات بين الدول. ففي عام 1938، استضافت المدينة المؤتمر الإنساني الذي دعا إليه الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، بمشاركة ممثلين عن 32 دولة.

وفي عام 1962، وُقّعت اتفاقيات إيفيان التي أنهت حرب الجزائر. أما في عام 2003، فاستضاف الفندق قمة مجموعة الثماني (G8) برئاسة الرئيس الفرنسي جاك شيراك. ومنذ عام 1992، يستضيف الفندق اللقاءات السنوية الفرنسية-الألمانية التي تجمع نخبة من القيادات السياسية والاقتصادية من ضفتي نهر الراين.

كما اجتمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني السابق أولاف شولتس في الفندق في سبتمبر 2024، استمراراً لتقليد راسخ من الحوار الثنائي.

قصر مكرّس للأناقة والخصوصية

وقد جددت هيئة السياحة الفرنسية  Atout Franceفي مايو الماضي، تصنيف فندق رويال المرموق ضمن فئة “القصر” Palace، تقديراً لتاريخه العريق، وخدماته الفندقية الرفيعة، وموقعه الفريد داخل حديقة طبيعية تمتد على مساحة 19 هكتاراً بين جبال الألب وبحيرة ليمان.

ويُجسّد هذا الفندق اليوم جوهر فن الضيافة الفرنسية في أبهى صورة. فعلى الرغم من أكثر من قرن من التاريخ، حافظ فندق رويال – وهو عضو في مجموعة “الفنادق الرائدة في العالم” – على روحه المعمارية الأصيلة مع تحديثاته المتقنة التي تحترم طابعه التاريخي.

وبين تقاطع التميز والتاريخ والحضور الدولي، يستعد فندق رويال لاستقبال قادة دول مجموعة السبع بحرفية رفيعة المستوى وخصوصية راقية، مؤكداً مكانته كوجهة فريدة تحتضن أبرز المحافل العالمية.