علي أبو الريش يكتب «أحمد راشد ثاني وجودياً»

شبكة أخبار الإمارات ENN

أبوظبي:نجاة الفارس

أصدرت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن دار الكتب الوطنية كتاب «أحمد راشد ثاني وجودياً» للروائي الإماراتي علي أبوالريش، وقد اشتمل الكتاب على خمسة فصول تحمل العناوين التالية: المفاهيم المشكّلة لشعرية أحمد راشد، أحمد راشد ثاني وجودياً، الهيرومينوطيقا في شعر أحمد راشد، الوجودية الاجتماعية في شعر أحمد راشد، أحمد راشد في بيت الزمن، أما خاتمة الكتاب فهي بعنوان افتتاحية لقراءات أكثر اتساعاً.
يكتب أبو الريش عن الشاعر أحمد راشد ثاني مسلطاً الضوء على جانب لم يتناوله أحد من قبله، بأسلوب مشوق ولغة عذبة، مستشهداً بمقولات جميلة لعدد من كبار الفلاسفة، متوقفاً عند عدد من قصائد ثاني الجميلة.
يقول علي أبوالريش: «أن تكتب عن أحمد راشد ثاني فكأنك تريد أن تعبر المحيط كأنك تريد أن تحاكي الجبل، كأنك تريد أن تلاحق طيراً يطوق الفضاء بجناحين شفيفين، كأنك تطارد الغيمة».
ويضيف: «هو الشاعر الذي ما ملّ من الانغماس في الوجود، هو السارد الذي ما كلّ من معاقبة الكلمة بمزيد من الغموض الواضح، هو المتأمل في قماشة الكون، ببصيرة شاعر احترف الاحتراق إلى حد الوجد، هو المتأمل بخيط الرهافة عندما يبتسم لأجل أن تمر النسمة عبر حناياه المتعبة، هو المكتنز خصوبة شعرية مثل ما هي البيداء وارفة اللهيب، هو المعتق ذهناً في علاقته بالقصيدة، هو المتدفق وعياً كونياً، مثل البحر، مثل النهر، مثل الفراشة في غابة الأفكار يسكب الكلمات في تناغم انسياب حبات المسبحة فيقع رنينها في الأسماع، في القلوب، في العقول».
ويذكر أبوالريش أن راشد ثاني في ورطة الشعر وجد نفسه وسط الهيمنة الوجودية كائناً محاصراً في لذة الكينونة، فأمعن الشاعر الملتزم في بناء البيت الشعري من أنساق الحداثة، فهو من جيل التنوير في ثمانينات القرن العشرين، هذا الجيل الذي أخذ على عاتقه مسؤولية الحفاظ على القيم الشعرية ضمن مفاهيم حداثية، غادر خيمة القصيدة التقليدية ليتفتح على العالم نافذة التجديد، فانتمى أحمد ومجموعة رفاقه في تلك المرحلة إلى تيار الحداثة الشعري الذي مثله بجدارة الشاعر الكبير أدونيس، وكذلك محمد الماغوط.
ويختم أبو الريش قائلاً: «كانت حقيبة أحمد راشد ثاني ملأى بالنجوم، وقواقع الكلمات، وعناقيد الرطب، وموجات البحر، كان يحتفل بذاته كأي وجودي نجيب، يفهم أن الفردانية وليدة كائن عملاق اسمه المجتمع، ولذا لم يكن مبتسراً في هذا الجانب، بل كان فياضاً إلى درجة الإغراق إلى درجة الازدهار.. كان أحمد، في حضرة القصيدة نابضاً جداً مرهفاً لأنه يعرف أن القصيدة كالطفل، إن لم تسمعه فإنك تجرحه، وكان يعرف أن القصيدة كالمرأة إن لم تحترمها فإنك تخذل أنوثتها».


Read more

شاهد أيضاً