أرسل مهندسو وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” إشارة إلى المسبار الفضائي Voyager 1 (فوياجر 1) وتلقوا استجابة مشجّعة محتملة، منحتهم أملًا بإصلاح مشكلة الاتصال مع المركبة الفضائية القديمة المستمرة منذ خمسة أشهر.
وتم إطلاق مسبار “فوياجر 1″، ومثيلها “فوياجر 2″، عام 1977، بغية استكشاف منطقة كونية مجهولة، على طول الحدود الخارجية للنظام الشمسي.
وتدلّ إشارة جديدة اتلقاها فريق مهمة “ناسا” من المركبة الفضائية في الآونة الأخيرة، إلى أنه ربما يُحرز تقدمًا في سعيه لفهم ما تمر به “فوياجر 1”.
وتُعد “فوياجر 1” حاليًا أبعد مركبة فضائية عن الأرض، إذ تبعد حوالي 24 مليار كيلومتر.
وفي الوقت ذاته، سافرت “فوياجر 2” أكثر من 20.3 مليار كيلومتر بعيدًا عن كوكبنا.
والمركبتان موجودتان في الفضاء بين النجوم، وهما الوحيدتان اللتان تعملان خارج الغلاف الشمسي، وهو عبارة عن فقاعة منتفخة من الرياح الشمسية المكوّنة من المجالات المغناطيسية والجسيمات التي تمتد إلى ما هو أبعد من مدار كوكب بلوتو.
ورغم تصميمهما بداية للبقاء مدة خمس سنوات، يعد مسبارا “فوياجر” 1و 2، المركبتان الفضائيتان الأطول تشغيلا في التاريخ.
ويعني بقاؤهما الطويل بشكل استثنائي أنهما، المركبتان الفضائيتان، قدمتا رؤى إضافية حول نظامنا الشمسي وما بعده، بعد تحقيق أهدافهما الأولية المتمثلة بالتحليق حول كل من كوكب المشتري، وزحل، وأورانوس، ونبتون منذ عقود.
لكن المسبارين واجها تحديات على طول الطريق مع مرور الزمن.
انهيار الاتصالات الكونية
ولاحظ فريق المهمة لأول مرة مشكلة الاتصال مع “فوياجر 1″ في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2023، عندما بدأت وحدة تعديل القياس عن بعد لنظام بيانات الرحلة، بإرسال نمط متكرر من التعليمات البرمجية.
ويجمع نظام بيانات الرحلة الخاص بـ”فوياجر 1” المعلومات من الأدوات العلمية للمركبة الفضائية، ويضيفها إلى البيانات الهندسية التي تعكس الحالة الصحية الحالية.
ويتلقى مركز مراقبة المهمة على الأرض تلك البيانات في شكل رمز ثنائي، أو سلسلة من الآحاد والأصفار.
لكن منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أصبح نظام بيانات الرحلة لمركبة “فوياجر 1” عالقًا في حلقة مفرغة.
ولا يزال بإمكان المركبة الفضائية تلقي وتنفيذ الأوامر المرسلة من قبل فريق المهمة، ولكن حدثت مشكلة في وحدة الاتصالات تلك أدت إلى عدم إرسال أي بيانات علمية أو هندسية من “فوياجر 1” إلى الأرض.
ومنذ اكتشاف المشكلة، حاول فريق المهمة إرسال أوامر لإعادة تشغيل نظام الحاسوب ومعرفة المزيد عن السبب الأساسي للمشكلة.
وأرسل الفريق إشارة تسمى “poke” إلى “فوياجر 1” في الأول من مارس/ آذار الجاري لجعل نظام بيانات الرحلة يقوم بتشغيل تسلسلات برمجية مختلفة في حال حدوث نوع من الخلل يسبب المشكلة.
وفي 3 مارس/ آذار، لاحظ الفريق أن النشاط من جزء واحد من نظام بيانات الرحلة برز عن بقية البيانات المشوهة.
ورغم أن الإشارة لم تكن بالتنسيق الذي اعتاد عليه فريق “فوياجر” حين يعمل نظام بيانات الرحلة كما هو متوقع، إلا أن مهندسًا في شبكة ناسا لمراقبة الفضاء العميق تمكن من فك تشفيرها.
شبكة ناسا لمراقبة الفضاء العميق هي عبارة عن نظام من هوائيات الراديو الموجودة على الأرض التي تساعد الوكالة على التواصل مع مسبارات “فوياجر” والمركبات الفضائية الأخرى التي تستكشف نظامنا الشمسي.
وتضمنت الإشارة التي تم فك تشفيرها قراءة لذاكرة نظام بيانات الرحلة بالكامل، وفقًا لتحديث شاركته وكالة ناسا.
وبحسب ما جاء بمنشور مدونة ناسا، “تتضمن ذاكرة (نظام بيانات الرحلة) الكود الخاص بها، أو التعليمات الخاصة بما يجب القيام به، بالإضافة إلى المتغيرات المستخدمة في الكود التي يمكن أن تتغير بناءً على الأوامر أو حالة المركبة الفضائية”.
ومن خلالها، سيقوم الفريق بمقارنة هذه القراءة بتلك التي ظهرت قبل حدوث المشكلة والبحث عن التناقضات في الكود والمتغيرات للعثور على مصدر المشكلة المستمرة.
وحاليًا، يقوم الفريق بتحليل قراءات ذاكرة “فوياجر 1” بعد بدء عملية فك التشفير في 7 مارس/ آذار والعثور على القراءة بعد ثلاثة أيام.
المصدر:CNN بالعربية