عُرف بروحه الكوميدية، فكان فاكهة كل الأفلام، وكان صديق كل النجوم. عبد السلام عبد الغني النابلسي، ابن مدينة نابلس الفلسطينية، المولود في طرابلس اللبنانية في 23 أغسطس/آب عام 1899، والذي رحل باكراً عن 69 عاماً، وهو وسط مجموعة من زملائه الفناني في بيته في لبنان، من بينهم نيازي مصطفى، وفريد شوقي، وهدى سلطان، فخطفته أزمة قلبية من بينهم ورحل في يوليو/تموز 1968.
كان النابلسي مثقفاً، يتحدث العربية، والفرنسية، والإنجليزية بطلاقة. أرسله والده من لبنان إلى مصر ليتعلم في الأزهر الشريف، فحفظ القرآن، وبرزت براعته وموهبته في الكتابة. عمل في الصحافة قبل أن يخوض مع المنتجة اللبنانية آسيا داغر أولى تجاربه في التمثيل، من خلال فيلم «غادة الصحراء» عام 1929 بدور الأمير عبدالله. لكنه لم يلفت الأنظار إليه إلا في فيلمه الثاني «وخز الضمير» عام 1931، إنتاج وتمثيل آسيا داغر، ومعها النابلسي طبعاً، وماري كويني، ومنسي فهمي، قصة وإخراج إبراهيم لاما.
شارك النابلسي في أكثر من 140 فيلماً، وشكل ثنائياً مرحاً مع زينات صدقي، وفي مرحلة ما انضم إليهما إسماعيل ياسين، وكان هذا الثلاثي مطلوباً ومحبوباً من قبل الجمهور العربي. كما لازم الفنان عبدالحليم حافظ في كل أفلامه، باستثناء «معبودة الجماهير» الذي غاب عنه لظروف العمل، فحل مكانه فؤاد المهندس.
هذا الفنان الكوميدي، رافق أيضاً المطرب فريد الأطرش في كثير من أفلامه، واستمرت العلاقة الطيبة بينهما فنياً، وأسرياً حتى النهاية. علماً بأن النابلسي كان طموحاً، ولم يكتف بالتمثيل، بل عمل كمساعد مخرج مع الفنان يوسف وهبي، وبعد اشتداد معاناته مع الضرائب في مصر غادر إلى لبنان ليعمل مديراً للشركة المتحدة للأفلام، وتزوج من جورجيت سبات رغم الفارق العمري الكبير بينهما، وواصل رحلته مع الفن حتى النفس الأخير، وعانى مرض القلب بصمت من دون أن يخبر حتى الأصدقاء بألمه.