حقق أربعة طلبة من كلية العمارة والفن والتصميم في الجامعة الأميركية في الشارقة إنجازًا عالميًا بفوزهم في جوائز العمارة العالمية، حيث تألقت مشاريعهم ضمن فئة “المشاريع الفائزة بجوائز الطلبة في العمارة”، حيث عرض الطلبة مشاريعهم ضمن فرق ثنائية أبرزت إبداعاتهم وحظيت باعتراف دولي.
وقدم الفريق المكون من الطلبة عبد المتين ورقية المفتي، والفريق المكون من الطالبتنين لميا أحمد وروان خضر، المشروعين الفائزين “نسج نزوى” و”إحياء القاهرة القديمة”، حيث طور الفريقان مشروعهما أثناء دراستهم مساق استوديو التصميم المعماري تحت إشراف الأستاذ إيغور بيراز، حيث تم تكليف الطلبة ضمن هذا المساق الذي يعنى بإعادة إحياء العمارة عبر ابتكار حلول تخدم السياق الثقافي والتاريخي، بتصميم مشروع لمركز أركيام، وهو مركز متخصص في دراسة العمارة والتراث الثقافي في الهند وشبه الجزيرة العربية والمغرب العربي، ليخدم الباحثين الدوليين في مجالات متعددة. كما تطلّب المشروع تحديد الموقع الجغرافي للمركز وصياغة رؤية معمارية متكاملة له تلبي الاحتياجات البحثية والثقافية. جسدت التصاميم الناتجة العلاقة المتبادلة بين الفضاء المعماري والممارسات الثقافية والاجتماعية، ومدى تأثير كل منهما على الآخر. وقد ركّز هذا المساق على تمكين طلبة السنة الرابعة من مواجهة تحديات معمارية معقدة، مما ساعدهم على دمج الابتكار التصميمي مع الحس الثقافي والبيئي.
قدّم مشروع “نسج نزوى” تصورًا مبتكرًا لمركز أركيام البحثي، حيث أعاد التفكير في أساليب الحفظ المعماري عبر دمج عناصر حديثة ضمن أطلال تاريخية في منطقة نزوى في سلطنة عمان ضمن مساحة ثلاثة آلاف متر مربع. ساهم التصميم في الربط بين المباني القديمة والجديدة من خلال جسور مشاة وحديقة متعددة المستويات مستوحاة من تقنيات الحياكة التقليدية في منطقة نزوى ونظام الأفلاج للري، مما أتاح تفاعلًا معماريًا متكاملًا بين الماضي والحاضر. واعتمد المشروع على استراتيجيات استدامة مبتكرة، مثل استخدام نظام تظليل بالأقمشة لتقليل الحرارة، ومواد محلية للحد من البصمة الكربونية، ونظام ري فعال يعزز التبريد والمساحات الخضراء.
وحوّل المشروع الفائز الثاني “إحياء القاهرة القديمة” موقعًا تاريخيًا مهملًا بمساحة ألف وستمائة وعشرين مترًا مربعًا في قلب القاهرة الفاطمية إلى مركز بحثي وساحة عامة نابضة بالحياة، حيث أعاد التصميم إحياء المنطقة عبر مسارات داخلية تربط المشروع بشارع الأزهر، مما يسهم في جذب الزوار وإضفاء طابع ديناميكي على الفضاء العمراني المحيط. استلهم المشروع عناصره من الموقع المجاور لبيت جمال الدين الذهبي، أحد التجار البارزين في القرن السابع عشر، ليصبح أكثر من مجرد محاولة للحفاظ على التراث، بل مبادرة تهدف إلى إعادة تشكيل الهوية الثقافية وإحياء أحد الأركان الهادئة من القاهرة التاريخية.
عبّر عبد المتين عن سعادته بهذا الفوز قائلًا: “تعد هذه الجائزة تقديرًا عالميًا للرؤية التصميمية التي سعينا إلى تحقيقها. وقد عززت التجربة الأكاديمية في كلية العمارة والفن والتصميم مهاراتنا وأثرت أفكارنا، مما دفعنا إلى تجاوز حدود التصميم التقليدي. يعكس هذا الإنجاز نجاحنا في تقديم تصاميم تحترم التراث وتخدم المستقبل، سواء في نزوى أو القاهرة”.
وأشاد الدكتور فاركي بالاثوتشريل، عميد كلية العمارة والفن والتصميم، بتميز الطلبة قائلًا: “تتطلب العمارة فهمًا عميقًا للسياق الاجتماعي والثقافي. إن رؤية طلبتنا يحصدون تقديرًا عالميًا لنجاحهم في الجمع بين الحس الإبداعي والوعي التاريخي يجعلنا نشعر بالفخر. تضم الكلية نخبة من الأكاديميين الذين يكرّسون جهودهم لتمكين الطلبة من تحقيق التميز. أهنئ الأستاذ بيرازا وطلبته على هذا الإنجاز الاستثنائي”.
انطلقت جوائز العمارة العالمية في عام 2006 بهدف تكريم المشاريع المعمارية الملهمة من مختلف أنحاء العالم، خاصة التي تمتلك القدرة على التأثير في المشهد المعماري المعاصر. وصلت الجائزة هذا العام إلى دورتها التاسعة والأربعين، حيث تسعى إلى تسليط الضوء على المشاريع المتميزة، خاصة تلك القادمة من مناطق لا تحظى عادةً بتغطية كافية في الإعلام المعماري.
يذكر أن الجامعة الأميركية في الشارقة جاءت في المرتبة الأولى في دولة الإمارات وضمن أفضل 200 جامعة عالميًا في مجال العمارة والبيئة العمرانية، وفقًا لتصنيفات “كيو إس” للجامعات العالمية لعام 2024.