تزامناً مع عام المجتمع، نظمت القيادة العامة لشرطة دبي مُمثلة في الإدارة العامة لحقوق الإنسان وهيئة تنمية المجتمع بدبي، مُلتقى “اليوم الدولي للأسرة” الهادف إلى تعزيز ترابط الأسرة، وترسيخ قيمة التربية الواعية في مواجهة تحدّيات العصر، وربط الأسر بالمؤسسات، وتحفيز الحوار البنّاء بين الآباء والشباب من أجل بناء مُجتمع متماسك.
وحضر فعاليات المُلتقى الذي عُقد في نادي ضباط شرطة دبي، سعادة اللواء الدكتور عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي، مساعد القائد العام لشؤون التميز والريادة في شرطة دبي، وحريز المر بن حريز المدير التنفيذي لقطاع التنظيم والخدمات الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع بدبي، وعدد من الاختصاصين العاملين في مجال الدعم والتنمية الأسرية والضباط وأولياء الأمور وموظفي الجهات الحكومية.
ورحب سعادة اللواء الدكتور عبدالقدوس عبدالرزاق العبيدلي خلال الكلمة الافتتاحية بالحضور والمشاركين في الملتقى، مؤكداً حرص شرطة دبي مُمثلة في الإدارة العامة لحقوق الإنسان على تنظيم هذا الملتقى، ايماناً منها بأهمية الأسرة كركيزة أساسية في بناء المجتمعات، وواحة للأمان والاستقرار، ومصدر للقيم والتربية السليمة.
وأضاف ” من هذا المنطلق، كان لا بد من جمع كافة الجهات الفاعلة والمعنية بشؤون الأسرة تحت سقف واحد، لتبادل الرؤى والخبرات، ووضع استراتيجيات مبتكرة تواكب تطلعات مجتمعنا وتواجه تحدياته، وكما نعمل بشكل مُستمر على تعزيز مفاهيم حقوق الإنسان، وتقديم الدعم اللازم للأسر، وتوفير بيئة آمنة تضمن لأفرادها حياة كريمة ومستقرة”.
وتابع سعادته “نسعى دائماً إلى تطوير آليات مُبتكرة للتعامل مع التحديات التي قد تواجه الأسر، مستندين إلى رؤية قيادتنا الرشيدة التي تضع سعادة المجتمع وأمنه في مقدمة أولوياتها”.
وأوضح اللواء العبيدلي أن هذا الملتقى ليس مجرد منصة لتبادل الأفكار، بل هو فرصة حقيقية لتعزيز التعاون وتوحيد الجهود، والخروج بتوصيات ومبادرات قابلة للتنفيذ تُسهم في تحقيق أهدافنا المشتركة في بناء مجتمع أسري متماسك، مُتوجهاً بالشكر والتقدير لكل الجهات المُشاركة ولكل من أسهم في تنظيم هذا الملتقى وإنجاحه، على أن تكون مخرجات الملتقى إضافة حقيقية لمسيرة دعم الأسرة في مجتمعنا.
الأسرة قلب المجتمع النابض
من جهته، قال حريز المر بن حريز في كلمته خلال الملتقى أن “الأسرة كانت وستبقى قلب المجتمع النابض، ونحن نجتمع اليوم ليس فقط للاحتفاء بمناسبة سنوية، بل لنجدد التزامنا تجاه نواة المجتمع، وركيزته الأولى: الأسرة. هذا الملتقى، الذي يأتي تزامناً مع عام المجتمع وتحت شعار “الأسرة تحمي – تتواصل – تبتكر”، هو انعكاس حي لإيماننا العميق بأن قوة المجتمعات تبدأ من الداخل، من البيت، من دفء العلاقات، ومن التربية الواعية”.
وأضاف أن “أصبحت الأسرة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، في مواجهة مباشرة مع تحديات معقدة وسريعة التغيّر: تحديات رقمية، واقتصادية، واجتماعية، ونفسية.ولهذا، فإن مسؤوليتنا كمؤسسات، وكشركاء في خدمة المجتمع، تتجاوز دور التوعية، لتصل إلى التمكين، والتأهيل، والتفاعل الحقيقي مع احتياجات الأسرة اليومية”.
وأوضح أن هيئة تنمية المجتمع بدبي حريصة على تعزيز ترابط الأسرة، ليس فقط كشعار، بل كمبدأ نترجمه في برامجنا، وشراكاتنا، ومبادراتنا، لافتاً إلى الهيئة تسعى إلى ترسيخ جسور التكامل بين الأسر ومنظومة الجهات المعنية من أمنية وصحية وخدمية، لبناء شبكة حماية مجتمعية شاملة، تنطلق من داخل الأسرة وتمتد لتشمل كافة جوانب الدعم والرعاية.
وأختتم كلمته قائلاً ” نؤمن أن التربية ليست مهمة فردية، بل مسؤولية تشاركية. ولهذا نسعى إلى ترسيخ مفاهيم التربية الواعية، وتوفير الأدوات التي يحتاجها الآباء والأمهات للتعامل مع متغيرات العصر، بحكمة ووعي ومرونة. وإيماناً منا بأن التواصل بين الأجيال هو ما يصنع الفارق، نؤكد على أهمية تحفيز الحوار بين الآباء والشباب، ليس فقط لسد الفجوات، بل لبناء مساحات من الفهم، والثقة، والدعم المتبادل”.
تكريم الشركاء وجلسات
وفي ختام الملتقى، كرم اللواء الدكتور عبد القدوس عبدالرزاق العبيدلي يرافقه حريز المر بن حريز الجهات المشاركة في الملتقى وهم القيادة العامة للدفاع المدني، ومستشفى الجليلة التخصصي، وجمعية احياء التراث.
تضمن الملتقى جلسات حوارية ركزت على دور الأسرة في تعزيز صحة الطفل، والتربية بين الماضي والحاضر، وأثر الاستقرار الأسري على الأمن، و”نحو أسرة مستقرة”، و”رسائل سلامة وسلوكية للشباب”، إلى جانب التعريف بمجلس الروح الإيجابية في شرطة دبي ومبادراته المجمعية.