ضمن الفعاليات المصاحبة للقمة الشرطية العالمية التي استضافتها دبي في مركز دبي التجاري العالمي، نظّمت الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي في شرطة دبي، جلسة حوارية خاصة تحت عنوان AI Breakfast” “، وجمعت الجلسة نخبة من القيادات الشرطية، ومديري الإدارات المتخصصة، وضيوف القمة من الخبراء والأكاديميين والمختصين في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأمنية، في نقاش تفاعلي هدفه استشراف التحديات المستقبلية وصياغة حلول عملية تسهم في تطوير منظومة العمل الأمني في الإمارة.
وأكد اللواء خالد ناصر الرزوقي، مدير الإدارة العامة للذكاء الاصطناعي في شرطة دبي، أن التحول في العمل الأمني أصبح مساراً استراتيجياً شاملاً يعيد بناء الأدوار والمؤسسات لتكون أكثر قدرة على الاستجابة والتكيف مع المتغيرات. وأضاف “نحن لا ننتظر المستقبل ليفرض علينا تحدياته، بل نعمل على هندسته وتوجيهه بما يخدم أمن المدينة وسلامة مجتمعها. إن تطوير منظومتنا الشرطية لا يتوقف عند تبني التكنولوجيا، بل يشمل تعزيز مرونة البنية التحتية، وتحسين كفاءة البيانات، وتبسيط الإجراءات، والاستثمار الذكي في التقنيات الناشئة. وكل ذلك يتطلب تفكيراً استباقياً وسياسات مبنية على الشراكة والمعرفة.”
وأضاف “ناقشنا أربعة محاور جوهرية تمثّل قلب التحول الرقمي في العمل الأمني: أولها البنية التحتية الرقمية والأمن السيبراني، حيث لا يمكن للأنظمة الذكية أن تنجح دون بيئة مؤمنة وموثوقة. وثانيها البيانات، بوصفها العمود الفقري للقرارات الاستباقية. أما المحور الثالث فكان تصفير البيروقراطية، بما يسهم في تقديم خدمات أسرع وأكثر كفاءة. وختاماً، تناولنا التكنولوجيا الناشئة التي نراها فرصاً استراتيجية لبناء شرطة أكثر ذكاءً واستجابة. إن جلسة اليوم تجسد التزامنا ببناء سياسات قائمة على المعرفة والشراكة، وتحويل الذكاء الاصطناعي من مفهوم نظري إلى ممارسة مؤسسية واقعية ومؤثرة. فنحن نطوّعه اليوم لنبني به غداً أكثر أمناً وذكاءً واستباقية.”
واستهدفت الجلسة تحليل أبرز التحديات المستقبلية التي تواجه استخدام الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، وتحديد الأولويات وفقًا لمعياري التأثير والاحتمالية، تمهيدًا لصياغة حلول عملية قابلة للتنفيذ.
وتأتي هذه الحوارات لتؤكد على التزام شرطة دبي بدفع حدود الابتكار الأمني، وتبنّي منهجيات استشراف المستقبل في رسم السياسات والخطط، انسجاماً مع استراتيجية الإمارات الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031، ورؤية دبي لبناء مدينة آمنة وذكية قائمة على المعرفة. كما تعزز من مكانة شرطة دبي كجهة سبّاقة في ابتكار نموذج أمني مرن يتفاعل بكفاءة مع متغيرات المستقبل.
