«سماء قريبة من بيتنا».. سرد يتوزع على عشرات الحكايات

شبكة أخبار الإمارات ENN

الشارقة: محمد ولد محمد سالم
تتنوع آراء القراء حول رواية «سماء قريبة من بيتنا» للكاتبة السورية شهلة العجيلي، التي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2016، وذلك تبعا لاختلاف نقاط تركيز كل قارئ، وما يطلبه في الرواية.
تتناول العجيلي في روايتها حكاية بطلتها «جمان» الباحثة السورية المقيمة في الأردن، ومسيرة مكافحتها لمرض السرطان، ومعاناتها مع العلاج الكيماوي وقصة حبها مع الرجل الخمسيني «ناصر» ابن حيها الذي تربت فيه في سوريا، الذي ربطتها به علاقة حب معقدة جمعت بين مشاعر الصداقة والأخوة والأبوة والمحبة، وترد في تفاصيل الرواية حكايات عن المعاناة السورية في الداخل المتمثلة في القهر والتشريد، وكذلك معاناة المهاجرين الهاربين من الحرب.
يركز أحد القراء على ملحمية التفاصيل وقوة حضور المكان معتبرا أن ذلك أحد أسباب نجاح الرواية، يقول «تناولت الروائية (المكان) من منطلق جغرافي بحت ناقشت من خلاله تغيرات طرأت على المجتمع العربي وخصت الشام (سوريا) بنصها حتى كادت ثمانينات القرن الماضي تحوز الأكثرية من رؤية الكاتبة، وكيف أصبحت هذه البلدان تعاني المرض والسرطان كما تعانيه البطلة الراوية (جمان) التي تخبرنا بكل الحكايات عن مرض يزرعها قامة سامقة تهبنا حكايات موغلة في القدم، تتحدث عن دور الجغرافيا في تشظي الهوية، وعن المستعمر الذي سطر تقسيماته على الأرض وعن الحاكم المستبد، وعن أحزاب المعارضات التي تحتم عنها إفراز عدة شخصيات في الرواية يتقاسمون الضياع والخروج من الوطن». ويضيف آخر على الملمح نفسه قائلا: رواية سماء قريبة من بيتنا هي رواية جغرافيا، جغرافيا الحياة، والإنسان، رواية تشبه صندوق طفل يحوي الألعاب والدمى وبعض القطع الأخرى التي يرى الطفل أن مكانها الأنسب صندوقه المدهش، صندوق جمعت فيه الكاتبة القصص والبشر، والمشاعر والأحاسيس، الحب، والفقد، والمنافي، والوطن، كل ذلك كتب دون ادعاء، كتب بحس إنساني ذكي وفاتن، هذه الرواية هي نوع من الثرثرة التي تشبه في اتساعها السماء، والتي هي رغم الألم، والخيبة، لا تبتعد عنا ولا نمل نحن من رفع أعيننا على الدوام لنرى ونعرف كم هي قريبة منا».
بعض القراء رأوا أن الرواية رغم تمحورها حول حكاية رئيسية هي حكاية «جمان» إلا أنها مليئة بالحكايات الفرعية التي تطول أحيانا وتتشعب ما يعطي إحساسا بالتوهان، ويدخل عليه الملل، يقول أحد القراء: «لرواية أحياناً كانت تحمل طابع التشويق.. وأحيانا كانت بطيئة ومملة بحيث أنني توقفت مراراً عن القراءة.. هنالك العديد من الحكايات والقصص الجانبية التي جمعت داخل هذه الرواية، والتي من الممكن أن ينبثق عنها الكثير من الروايات.. لكن الصور الجانبية تشعبت أحياناً إلى حد أبعدت القارئ عن جمان نفسها.. كنت أتمنى أن أعرف أكثر عن الرقة والحال بالرقة مع عائلة جمان بدلا من قصص أخرى أطالت الكاتبة في سردها»، ونفس النقطة من التشتت يثيرها قارئ آخر، لكنه مع ذلك يثني على ثقافة الكاتبة وثراء لغتها، يقول: «كاتبة مثقفة ولا شك.. لديها ثراء لغوي وثقافة أجادت في عرضها، لكن الرواية تفتقر إلى الترابط، بين الماضي والحاضر، بين الشخصيات، في هذه الرواية لم أستطع إكمال الدائرة الروائية، فهي أشبه بقصص قصيرة متداخلة».

Read more

شاهد أيضاً