أقامت سفارة دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية حفل استقبال بمناسبة عيد الاتحاد الـ 53 في فندق شنغريلا ببكين، بحضور سوهرات زاكير نائب رئيس اللجنة الدائمة الرابعة عشرة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.
وكان في مقدمة مستقبلي الضيوف معالي حسين إبراهيم الحمادي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية الصين الشعبية وأعضاء السفارة والملحقية العسكرية، بحضور عدد من المسؤولين بوزارة الخارجية الصينية وكبار الشخصيات ورؤساء البعثات الدبلوماسية العربية والإسلامية والأجنبية المعتمدين لدى بكين وشخصيات من قطاع المال والأعمال والاستثمار والإعلام وممثلي المؤسسات العلمية والتجارية والثقافية، وعدد من المواطنين والطلبة الإماراتيين المبتعثين للدراسة في الجامعات والمعاهد الصينية، حيث امتلأت القاعة بالمهنئين.
واستهل الحفل بعزف السلام الوطني لدولة الإمارات والسلام الوطني الصيني، ورحب معالي الحمادي في كلمته بالضيوف لمشاركتهم الدولة هذه المناسبة الوطنية العزيزة، وقال: “في هذا اليوم نحتفل بعيد الاتحاد الـ 53 وبمرور 40 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية”.
وأكد أن عيد الاتحاد يمثل مناسبة غالية على قلوب الجميع، نجدد فيها العهد على مواصلة مسيرة البناء والإنجاز، بتوجيهات القيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وإخوانه حكام الإمارات.
وأضاف أن الاحتفال بهذه المناسبة يعيد إلى أذهاننا اللحظة التاريخية التي توّجت إعلان اتحاد إماراتنا السبع في الثاني من ديسمبر عام 1971 والتي لم تكن مجرد بداية لدولة جديدة، بل كانت انطلاقة لنهضة شاملة وضعت الإنسان في مقدمة أولوياتها.
وقال إن دولة الإمارات حققت على مدار أكثر من خمسة عقود إنجازات استثنائية وضعتها في صدارة المشهد العالمي في العديد من المجالات، من تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره إلى تحقيق مكانة ريادية في قطاعات مثل التكنولوجيا، والفضاء، والطاقة النظيفة، والثقافة، وغيرها، موضحاً أن سياسات التنويع الاقتصادي التي انتهجتها دولة الإمارات، ساهمت في تحقيق قفزات في حجم تجارتها من السلع غير النفطية التي وصلت حوالي 2.6 تريليون درهم في نهاية 2023، بنسبة نمو سنوي تقدر بـ 65%، لترسخ مسار نمو تصاعدي يعكس قوة ومتانة علاقاتها الاقتصادية، وموقعها الإستراتيجي، ودورها كمحطة ربط للتجارة العالمية.
وأشار إلى أنه في مجال الاستدامة والعمل المناخي، تبنت دولة الإمارات سياسات متقدمة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، وبعد نجاحها في استضافة مؤتمر الأطراف “COP28” تواصل جهودها في العمل المناخي من خلال شراكات رئيسية واتفاقيات تهدف إلى تحقيق الأهداف العالمية للاستدامة، ونجحت بالتعاون مع شركائها في تنفيذ مشاريع طموحة مثل مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية، ومحطة براكة للطاقة النووية، ما يؤكد التزام الدولة بتحقيق التنمية المستدامة.
وقال إن أحد أهم الأسباب التي جعلت من دولة الإمارات وجهة عالمية استثنائية هو ما يتميز به شعبها المرحاب، وقيم التعايش والتسامح التي تعد ركيزة أساسية في نسيج المجتمع الإماراتي، حيث يعيش أبناء أكثر من 200 جنسية في تناغم ووئام.
وأشار إلى أن الإمارات واصلت ترسيخ مكانتها عضوا فاعلا في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، ورابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، ومجموعة البريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ما يعكس دورها المتزايد والمؤثر في الساحة العالمية والتزامها الراسخ بدعم قضايا السلام والاستقرار العالمي.
وأكد أن هذه الإنجازات وغيرها الكثير لم تكن ممكنة لولا التعاون الوثيق والشراكات الإستراتيجية مع الدول الصديقة، وعلى رأسها جمهورية الصين الشعبية، مشدداً على أن العلاقة بين دولة الإمارات والصين هي أكثر من مجرد علاقة تعاون ثنائي، إذ تمثل شراكة إستراتيجية شاملة ترتكز على أسس من الثقة المتبادلة، والاحترام، والتطلعات المشتركة نحو مستقبل أفضل.
وقال إنه خلال الاحتفال بعيد الاتحاد الـ 53 وبمرور 40 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة نحتفي معاً بما شهدته العلاقات الثنائية من نمو ملحوظ في مختلف المجالات.
وذكر أن الإمارات تعد اليوم الشريك التجاري الأكبر للصين على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا في مجال التجارة غير النفطية، في حين تعد الصين الشعبية الشريك التجاري الأول للدولة، حيث تجاوز حجم التجارة بين البلدين في النصف الأول من العام الجاري 50 مليار دولار، فيما من المتوقع أن يتجاوز إجمالي التبادل التجاري مع نهاية العام 100 مليار دولار، في وقت يسعى البلدان إلى الوصول إلى 200 مليار دولار بحلول 2030.
وأكد أن العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات وجمهورية الصين الشعبية تشهد حقبة ذهبية وتحظى باهتمام خاص من قيادة البلدين، حيث تتواصل الزيارات رفيعة المستوى المستمرة من الجانبين وآخرها زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” التي أثمرت أكثر من 30 اتفاقية ومذكرة تفاهم في القطاع الحكومي والخاص شملت مجالات متعددة مثل السياحة، والثقافة، والتجارة، والطاقة المتجددة، وغيرها، ما يجسد شمولية العلاقات الثنائية وينبئ بمستقبل تعاون طموح ومتميز.
وتقدم معاليه بالشكر إلى حكومة وشعب جمهورية الصين الشعبية على دعمهم المستمر للعلاقات الثنائية، مؤكداً أن هذه الشراكة لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية بل تمتد إلى بناء مستقبل مشترك يسوده التعاون والازدهار ويصب في مصلحة الشعبين الصديقين.
وزار الحضور المعرض المصاحب للاحتفال الذي احتوى على صور ومطبوعات تؤرّخ لمسيرة النهضة التي شهدتها وتشهدها الدولة.
كما تضمن الحفل فيديو عن انجازات دولة الإمارات، وعروضاً فنية تعكس تراث البلدين وتقاليدهما، وقدمت الفرق الشعبية رقصة “اليولة” التراثية التي امتعت الحضور، بجانب فرق صينية قدمت عروضاً فلكلورية بالمناسبة.
وام