دور الصحة النفسية في رحلة طالب الطب نحو النجاح

شبكة أخبار الإمارات ENN

إن إدراك أهمية الصحة النفسية بالنسبة للطلاب الراغبين بدراسة الطب يعد أمراً جوهرياً للحفاظ على العافية الشخصية، والوقاية من الإرهاق، وبناء مسيرة مهنية ناجحة في الطب. وإن إعطاء الأولوية للصحة النفسية بالنسبة للأطباء لا تقتصر فوائده على تحسين رعاية المرضى فحسب، وإنما تساعد الأطباء أيضاً على تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، الأمر الذي يتيح لهم تحقيق النجاح المهني على المدى الطويل.

في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هناك اهتمام متزايد بالتحديات النفسية التي يواجهها طلاب الطب، فقد كشفت دراسة حديثة أن أكثر من 65% من طلاب الطب في الأردن يعانون من مستويات متوسطة إلى شديدة من التوتر، بينما ظهرت أعراض القلق والاكتئاب لدى نحو 35% منهم. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد أظهرت إحدى الدراسات، التي ركزت على الاكتئاب والقلق لدى طلاب الطب والأطباء، أن 28.6% من طلاب الطب الجامعيين و7.8% من الكادر الطبي سجلوا معدلات عالية من الاكتئاب. وقد بدأت المزيد من الجامعات في المنطقة بتعزيز مبادرات الصحة النفسية وتقديم خدمات الدعم النفسي للطلبة.

وبمناسبة “شهر التوعية بالصحة النفسية”، يُشارك عدد من الأطباء من خريجي كلية الطب بجامعة سانت جورج في غرينادا، نصائحهم وأفكارهم حول كيفية التعامل مع تحديات الصحة النفسية خلال سنوات الدراسة وما بعدها.

فيما يلي بعض النصائح من خريجي جامعة سانت جورج:

  • ابني شبكة دعم قوية

وجود شبكة دعم قوية أمر أساسي للنجاح. سواء كانت العائلة (حتى وإن كانت بعيدة)، أو الأصدقاء، أو المرشدين، أو الزملاء، فإن وجود أشخاص يفهمون التحديات التي تمر بها يمكن أن يُحسّن صحتك النفسية بشكل كبير. إن وجود هذا الدعم، من الزملاء أو من المرشدين، قد يُحدث فرقاً ملموساً. فالمرشدون يمكنهم تقديم التوجيه، والدعم العاطفي، والنصائح طوال المسيرة الدراسية والمهنية.

في دول مثل الإمارات والسعودية، تلعب مجموعات الدعم الطلابي بقيادة الأقران دوراً متزايد الأهمية في مساعدة الطلبة على التعامل مع الضغوط النفسية المرتبطة بالتدريب الطبي.

  • نظم جدولك اليومي

إن وجود جدول واضح ومنظّم أمر ضروري لإدارة العبء الدراسي الكبير في كلية الطب، إذ يساعد على ترتيب الأولويات، والبقاء منظماً، وتخصيص وقت للمذاكرة والعناية بالنفس.

  • مارس هواية خارج نطاق الدراسة

يمكن أن يمنحك الانخراط في أنشطة ممتعة خارج نطاق الدراسة الطبية متنفساً ضرورياً، سواء من خلال الانضمام إلى فريق رياضي جامعي أو قراءة كتاب يمنحك السكينة والراحة، الأمر الذي يسهم في تخفيف التوتر واستعادة التوازن في حياتك.

  • استمع إلى جسدك عندما يحتاج إلى الراحة

من المهم خلال دراسة الطب أن تدرك حاجات جسدك وتمنحه الراحة عند الضرورة، إذ إن الاستمرار في العمل رغم الإرهاق قد يضعف تركيزك، وذاكرتك، ويؤثر على صحتك العامة، الأمر الذي ينعكس سلباً على أدائك الأكاديمي وصحتك النفسية.

التوازن بين العمل والحياة في مهنة الطب

تعتبر العناية بالصحة النفسية خطوة أساسية لبناء شخصية الطبيب الناجح، وتأهيله ليكون طبيباً رحيماً وقادراً على التواصل الفعال مع مرضاه. وبالنسبة للطلاب المقبلين على دراسة الطب، فإن الاهتمام بالصحة النفسية منذ بداية الرحلة الأكاديمية يُشكّل عاملاً جوهرياً في تحقيق النجاح المهني على المدى الطويل والشعور بالرضا على المستوى الشخصي.

ومن الجدير بالذكر أن بعض التخصصات الطبية، مثل تخصصات الرعاية الصحية الأولية، توفّر للطبيب جداول عمل أكثر مرونة، ما يُسهّل عليه التوفيق بين مسؤولياته المهنية وحياته الشخصية.

ومع ذلك، فإن التوازن بين العمل والحياة لا يقتصر على تخصصات معينة، بل يمكن تحقيقه في مجالات أخرى أيضاً، وإن كان ذلك يتطلّب نهجاً مختلفاً. ففي بعض التخصصات التي تستلزم تدخّلاً طبياً مباشراً أو عمليات جراحية، قد يضطر الطبيب إلى العمل لساعات طويلة والاستيقاظ في وقت مبكر، لذا يجب على الأطباء في هذه المجالات تنظيم وقتهم بعناية، سواء في العمل أو في المنزل. جميع هذه الجوانب ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند اختيار المسار المهني في الطب.

 

شاهد أيضاً