علياء الزعابي مديرة إدارة المساعدات في دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة لـ الرؤية:
ENN – الرؤية – تواصل السعي للارتقاء بمستوى الأسرة الإماراتية اجتماعياً ومادياً، ويتصدر أولوياتها دعم الأسر وتوجيهها إلى القيام بأداء أكثر تفاعلاً، إنها مديرة إدارة المساعدات المادية في دائرة الخدمات الاجتماعية ـ الشارقة علياء الزعابي.
أوضحت في حوارها مع «الرؤية» أن الدائرة تعتزم إطلاق مبادرات لحل المشكلات التي تتسبب بإيجاد التحديات المادية أمام الأسر، عبر دراسة ميدانية علمية تجري حالياً لميزانية الأسرة الإماراتية، وأوجه الإنفاق وكيفيته.
وأردفت أن الهدف من الدراسة الاستقصائية هو التعرف إلى أسباب الإنفاق السيئ، والتركيز على معرفة المعضلة الأساسية تمهيداً لإصلاحها عبر المبادرات.
وتقدم الدائرة الدعم والمساعدات إلى 8262 مستحقاً من مختلف الفئات في الدائرة، بحسب آخر الأرقام الإحصائية حتى شهر أبريل الجاري.
وتطرقت الزعابي إلى التناقص الملحوظ في أعداد المتقدمين مقارنة بالأعوام الماضية، بعد تقييد آلية المنح بضوابط وشروط محددة من جهة، وقرار رفع سقف الرواتب للموظفين بنسبة 60 إلى 80 في المئة، وتحديد الحد الأدنى لراتب الموظفين في حكومة الشارقة ليصبح 11 ألف درهم من جهة أخرى.
وتتحكم ضوابط وشروط في انتفاع عديمي الدخل من المساعدة، أبرزها إثبات عدم وجود أي مصدر دخل، وأن يكون مقدم الطلب من أهالي إمارة الشارقة، ولا يقتصر تقديم الدعم على المنح المادية، بل يتعداها إلى الإرشاد والتوجيه.
وترتبط قيمة المنح المادية بعدد المُعالين في الأسرة، فإذا التحق أحد الأبناء المعالين بوظيفة، أو تزوجت فتاة من الأسر المتعففة، تنخفض قيمة الدعم.
وأشارت مدير إدارة المساعدات المادية في دائرة الخدمات الاجتماعية إلى أن بعض المساعدات تتخذ صفة «المؤقتة» ومدتها ستة أشهر، إلى حين زوال العائق، وأحياناً يُجدَّد لها إذا استدعت الحاجة ذلك، كالمرأة التي تعاني هجران العائل أو إهماله.
ويشارك فريق «عونك» التابع للدائرة بشكل فعال مع مجموعة تكاتف التطوعية الإماراتية في تأمين وإسكان الأسر وتوفير المنازل، في حالة اندلاع الحرائق أو حدوث الكوارث، ويبلغ عدد أعضاء الفريق قرابة 18 فرداً.
وتالياً نص الحوار:
÷ ما خططكم المقبلة؟
– نعتزم إطلاق مبادرات لحل المشكلات التي تتسبب في إيجاد التحديات المادية، حيث نجري حالياً دراسة ميدانية علمية لميزانية الأسرة الإماراتية من حيث المسكن والمأكل وندرس أوجه الإنفاق وكيفيته.
فالهدف من الدراسة الاستقصائية هو التعرف إلى أسباب الإنفاق السيئ، والتركيز على معرفة المعضلة الأساسية تمهيداً لإصلاحها عبر المبادرات.
÷ كم عدد متلقي المساعدات من الدائرة؟
– يبلغ عددهم 8262 مستحقاً، بحسب آخر الأرقام الإحصائية حتى شهر أبريل الجاري.
÷ ماذا عن المنحنى البياني ومؤشرات أعداد الحالات؟
– لاحظنا تناقصاً ملحوظاً في الأعداد مقارنة بالسنوات الماضية، يقيد آلية المنح بضوابط وشروط محددة، لا سيما بعد قرار رفع سقف الرواتب للموظفين بنسبة 60 إلى 80 في المئة، وتحديد الحد الأدنى لراتب الموظفين بحكومة الشارقة ليصبح 11 ألف درهم، في حين كان البعض يتقاضون أربعة آلاف درهم فقط.
÷ هل يعني ذلك انخفاض عدد المستحقين إلى النصف؟
– إلى حد ما، لكن بالمقابل هناك فئات محتاجة أخرى كالأرامل والمديونين، والأسر المتعففة والعاطلين عن العمل اختيارياً والأسر التي لا تملك مساكن مناسبة للعيش فيها.
÷ ما أبرز الفئات التي تردكم طلباتها؟
– من الشباب، وتحديداً فئة البطالة الاختيارية.
÷ هل تقدم الدائرة الدعم طوال العام؟
– لا، فبعض المساعدات مؤقتة مدتها ستة أشهر، إلى حين زوال العائق، وأحياناً نجدّد لها إذا دعت الحاجة إلى ذلك، وربما يستمر تقديم المساعدات فبعض الحالات، كالمرأة التي تعاني هجر العائل أو إهماله.
÷ ماذا عن الضوابط التي توضع؟
– تتحكم ضوابط في انتفاع عديمي الدخل من المساعدة أبرزها إثبات عدم وجود أي مصدر دخل، وأن يكون المقدم للطلب من أهالي إمارة الشارقة، كما أن تقديم الدعم لا يقتصر على المنح المادية بل يتعداها إلى الإرشاد والتوجيه.
وترتبط قيمة المنح المادية بعدد المعالين في الأسرة، فإذا التحق أحد الأبناء المعالين في وظيفة، أو تزوجت فتاة من الأسر المتعففة نخفّض قيمة الدعم من 1800 إلى 1400 تقريباً.
÷ هل لديكم فرق متخصصة بمراقبة أحوال الأسر؟
– لدينا باحث اجتماعي يتابع ويراقب عبر الزيارات المفاجئة الحالات بعد تقديم الدعم المادي لها.
÷ هل ضبطتم حالات تحايلت على الدائرة؟
– حتى الآن لم نضبط أي حالة تحايل، ولدينا في هذا المجال تعاون مثمر ومشترك مع عدد من الجهات الخيرية والإسكانية ووزارة الشؤون الاجتماعية، فإذا اشتبهنا بحالة محددة نتواصل مع الجهات عبر التشبيك الرقمي والبيانات، ما يسهم أيضاً في تلافي ازدواجية المهمات التي يمكن أن تحدث بين الجهات الخيرية.
÷ ما أبرز إنجازاتكم؟
– دعمنا قرابة 43 أسرة انطلاقاً من أهدافنا الرامية إلى رفع مستوى دخل الأسر المادي، وساعدناهم في المشاركة المجانية ضمن المعارض عبر الدورات التدريبية التي أطلقت لصقل مهاراتهم، ومساعدتهم للدخول إلى السوق، ورفع مستوى دخلهم الاجتماعي.
وتحرص دائرة الخدمات الاجتماعية على دعم الأسر عبر برامج عدة، منها مشاركة مستفيدي الدائرة في معارض الأسر المنتجة، لتسويق منتجاتهم، وبلغ عددها 17 معرضاً مجانياً.
÷ ألا تعتزمون افتتاح فروع جديدة؟
– لدى الدائرة حتى الآن ثمانية فروع أساسية، تتوزع بواقع ثلاثة فروع في الوسطى، وثلاثة في الشرقية، وفرعين في البطايح والحمرية، ولا نية لدينا بافتتاح فروع جديدة حالياً.
÷ ماذا عن مستفيدي التأمين الصحي من كبار السن؟
– حرصت الدائرة على مراعاة أصحاب الحاجات الملحة في تسريع استخراج البطاقات من هيئة الصحة في الشارقة، وتسليمها لهم في أسرع وقت ممكن، ويشترط تسليم البطاقة لكبار السن أن يكونوا بلغوا من العمر 65 عاماً على الأقل، وأن يكونوا من مقيمي الشارقة، إضافة إلى عدم امتلاك المسن أي بطاقة صحية أخرى.
كما أن للمسنين أسهماً بإمكانهم الحصول عليها في جمعية الشارقة التعاونية، فكلما اشتروا حصة أكبر من المشتريات زادت أرباح أسهمهم السنوية.
÷ ما أهم ملامح الخطط والمبادرات التي تعتزمون إطلاقها؟
– نحن بصدد إطلاق ثلة واسعة من البرامج التدريبية الحرفية للنساء والأسر المنتجة هذا العام، بهدف مساعدتهم على المشاركة بفاعلية أكبر في المعارض.
÷ هل لديكم مبادرات مجتمعية عامة؟
– نعم، نحرص من سنة إلى أخرى على إطلاق المبادرات الاجتماعية والصحية الممثلة في حملات الفحص المجاني لمرضى السكري والضغط وغيرها من أمراض مزمنة.
÷ ماذا عن فريق التدخل العاجل «عونك»؟
ـ يشارك فريق «عونك» التابع للدائرة بشكل فعال مع مجموعة تكاتف التطوعية الإماراتية في تأمين وإسكان الأسر وتوفير المنازل، في حالة اندلاع الحرائق أو حدوث الكوارث، ويبلغ عدد أعضاء الفريق قرابة 18 فرداً.
÷ هل يكفي هذا العدد؟
– يتكون الفريق من متطوعي وموظفي الدائرة، ويتعاون مع الجهات الأخرى، ونجح فريق العمل في الدخول إلى الدورات التدريبية مع «ساند»، وتعلم كيفية وضع الخطط وتنفيذ عمليات الإخلاء.
÷ ما أهم مهمات إدارة المساعدات المادية؟
– تختص الإدارة بتقديم المساعدات للمستحقين من المحتاجين للدعم المادي، كما تنسق بين الجهات لتقديم الدعم للأسر المتعففة في المجتمع، ولدينا شراكات تنسيقية في هذا المجال، حيث نختص في تقديم المساعدات المادية التي غالباً ما تكون شهرية مادية.
سيرة ومسار
علياء الزعابي من مواليد الشارقة، درست في مدرسة فاطمة الزهراء، والتحقت فور نيلها الشهادة الثانوية بجامعة الإمارات لتدرس تخصص «خدمة اجتماعية» في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.
حصلت على دبلوم إدارة أعمال، إضافة إلى تخصصها بمجال الخدمات الاجتماعية، ونهلت من البرامج التدريبية المتخصصة التي تركز على التعامل مع العملاء وتحسين الأداء الوظيفي، بما يرسخ نهج التميز المؤسسي.
انتسبت الزعابي إلى برنامج التدريب المهني التابع لدائرة الخدمات الاجتماعية عام 2003، وعُينت باحثاً اجتماعياً يتقصى شؤون طلبيات المساعدات التي ترد إلى الدائرة.
أهلتها خبراتها المتراكمة مع مرور الوقت في مجال العمل الاجتماعي إلى تعيينها من قبل الإدارة مديرة لإدارة المساعدات المادية.
نبذة
أسست دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة عام 1984، إلا أن تاريخ ظهورها بتنظيمها الحديث يعود إلى 22 نوفمبر عام 1995، حين صدر المرسوم الأميري رقم تسعة الذي أصبحت بموجبه أصبحت دائرة الخدمات الاجتماعية دائرة محلية في حكومة الشارقة.