أصدر مركز تريندز للبحوث والاستشارات العدد (19) من سلسلة اتجاهات حول الإسلام السياسي بعنوان: “مسارات التطرف العنيف: مقارنة بين تنظيمات الجهاد والجماعة الإسلامية وداعش”، قدمت تحليلاً مقارناً بين مسارات التطرف العنيف، وسلطت الضوء على التغيرات التي طرأت على طبيعة التنظيمات والأفكار والعوامل المؤدية إلى التطرف وتناولت الفروق بين “العنف القديم” الذي مثله تنظيما “الجهاد” و”الجماعة الإسلامية” وبين “العنف الجديد” الذي يمثله تنظيم “داعش”.
وحددت الدراسة التي أعدها الدكتور عمرو الشوبكي، باحث متخصص في مجال النظم السياسية وحركات الإسلام السياسي، مسألتين رئيسيتين كسبب رئيسي للفرق بين “العنف القديم” و”العنف الجديد” وهما البنية التنظيمية، حيث تميزت تنظيمات “العنف القديم” بوجود بنية تنظيمية محكمة تأسست في بيئة محلية (وطنية)، بينما تفتقر تنظيمات “العنف الجديد” إلى بنية تنظيمية قوية، وتنتشر على نطاق عالمي.
أما المسألة الثانية فهي البناء العقائدي، حيث اعتمدت تنظيمات “العنف القديم” على بناء عقائدي قوي وعميق، مستندةً إلى أدبيات فقهية واسعة، بينما تعتمد تنظيمات “العنف الجديد” على وثائق حركية غير عميقة فقهياً وعقائدياً.
وأضافت الدراسة أن عوامل جديدة دخلت في تجنيد عناصره “العنف الجديد”، كالانتقام والتهميش والشبكات المالية وغيرها من العوامل غير الدينية التي كانت حاضرة في الماضي، ولكنها باتت أساسية حالياً.
وأوضحت الدراسة أن قوة البنية التنظيمية لجماعات نهايات القرن الماضي، جعلتها تدار بشكل مركزي من خلال قيادات عُرفوا بالأمراء يجندون بشكل مباشر العناصر الجديدة، بينما تعتمد تنظيمات “العنف الجديد” على التجنيد عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت الدراسة إلى أن تفسيرات فقهية متشددة لا تخلو من العمق، مستمدة من كتابات ابن تيمية وسيد قطب وعمر عبدالرحمن وسيد إمام الشريف وآخرين، لعبت دوراً رئيسياً في تكوين أفكار عناصر تنظيمات “العنف القديم”، بينما تعتمد تنظيمات “العنف الجديد” على خطاب مبسط يُركز على المشاعر والصور.