خبراء ورواد أعمال يناقشون استراتيجيات تطوير اقتصاد صناعة المحتوى وكيفية تحويل مشاريع الإبداع الفردية إلى عمل مؤسسي

شبكة أخبار الإمارات ENN

 استعرض خبراء ورواد أعمال وصناع محتوى، خلال مشاركتهم في قمة المليار متابع 2025، استراتيجيات تطوير اقتصاد صناعة المحتوى، وكيفية تحويل مشاريع الإبداع الفردية إلى عمل مؤسسي، والدور الذي يلعبه صناع المحتوى في نمو سوق الإعلانات الرقمية، كما سلطوا الضوء على أساليب التسويق الحديثة، وآليات اكتساب عملاء جدد.

وشهدت النسخة الثالثة من  قمة المليار متابع، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي نظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، واختتمت فعالياتها اليوم، زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً. 

وفي جلسة بعنوان: “القواعد غير المكتوبة للتوسع في مشروعك لصناعة المحتوى”، قالت مارينا موجيلكو صانعة المحتوى ورائدة أعمال في وادي السيليكون: “أول خطوات التوسع في ريادة الأعمال هي بناء فريق قوي موثوق وفعال، لذا يجب الاهتمام بالدرجة الأولى عند إطلاق أي مشروع، بكيفية توظيف الأشخاص المناسبين، بما يساعد صناع المحتوى على تحسين سير العمل بطرق إبداعية”.

ونوهت بأهمية التركيز على بناء الثقة بين رائد الأعمال أو صانع المحتوى وكافة أعضاء فريق العمل.

من جانبه، استعرض عبد الرزاق اليوسفي الرئيس التنفيذي لشركة ميديا ديجيتال إنفست، كيفية تنويع مصادر الدخل، سواء من خلال الشراكات مع العلامات التجارية، أو الاشتراكات التي تدر أرباحاً.

وقال: “هناك عدة عوامل للنجاح في مجال صناعة المحتوى منها العمل مع أعضاء الفريق يداً بيد، وجمع رأس المال قبل البدء في المشروع، واختيار نوع المحتوى المناسب للوصول سريعاً إلى الجمهور المستهدف”.

وأضاف: “تواجه صناع المحتوى تحديات عدة بعد السنوات الأولى، لذا ينصح بإدارة النمو المهني، ومعرفة كيفية الاستمرار في النجاح على المدى الطويل، والتعامل مع ضغط الإنتاج المستمر للمحتوى، وتنمية العلامة التجارية، وإدارة الفريق بمرور الوقت”.

البيانات تتحدث

 وفي جلسة بعنوان: “البيانات تتحدث: ماهي توجهات إنفاق المعلنين في عام 2025″، أكدت جاسمين إنبيرج كبيرة محللي شركة “إي-ماركتر” أهمية الإعلانات الرقمية في دعم الأعمال التجارية، معتبرة أن المستقبل يتجه نحو منصات الفيديو الرقمية، حيث يتزايد تفاعل الجمهور مع محتوى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت: “الإنفاق على التسويق عبر المؤثرين في الولايات المتحدة سيبلغ نحو 10 مليارات دولار بحلول 2026، ما يعكس تحولًا في توجهات المسوقين نحو التعاون مع المؤثرين للترويج للمنتجات والخدمات عبر منصات التواصل الاجتماعي”.

البيع بالإقناع 

وكشف كريس دو، صانع المحتوى ومؤسس منصة التعليم الإلكتروني ” The Futur”، خلال جلسة بعنوان “عملاء أكثر، مبيعات أقل”، عن أسرار أسلوب “البيع بالإقناع”، الذي يعد استراتيجية جديدة في عالم المبيعات بدلت جذرياً مفهوم البيع التقليدي، وتحويل عملية البيع إلى حوار طبيعي وجذاب.   

وشارك كريس دو، تجربته في إبرام صفقات ضخمة بملايين الدولارات دون اللجوء إلى أساليب المبيعات التقليدية.

وأشار إلى أن اتباع نهج “البيع بالإقناع”، لا يساعد فقط على كسب المزيد من العملاء، بل يرسخ أيضاً علاقة قائمة على الثقة والشفافية بين البائعين وعملائهم، ما يعزز من مكانة البائع باعتباره شخصاً موثوقاً وحريصاً على مصلحة العميل.

وفي معرض حديثه عن تجربته، أوضح دو كيف استطاع بناء علاقات طويلة الأمد مع عملائه من خلال الاستماع الفعّال والتفاعل الصادق معهم، لافتاً إلى أن ذلك لا يساهم فقط في زيادة المبيعات، بل يعزز أيضاً من سمعة الشركة في السوق، ويخلق عملاءً أوفياء على المدى الطويل.

دعم المحتوى الإبداعي

وشارك كل من كايمن روجاس مدير مجتمع الأصوات البارزة في “لينكد إن”، ولارا أكوستا خبيرة استراتيجيات تطوير العلامات الشخصية ومؤسسة وكالة LA Digital،  في جلسة بعنوان: “من نقطة الصفر إلى التألق على منصة لينكد إن”.

وقال روجاس إن العلامات التجارية بدأت تدرك أن التعاون مع الخبراء المتخصصين في مجالات معينة أكثر فاعلية.

وذكر روجاس أن استثمار “لينكد إن” في الفيديوهات هو “جزء من رؤية أوسع لتوفير المعرفة بطرق جذابة، ما يجعلها فرصة ذهبية للمبدعين لاستثمار هذه الوسيلة”.

من جانبها، أشارت لارا أكوستا إلى أن “لينكد إن” يوفر فرصة هائلة لصناع المحتوى، ورواد الأعمال، والمدربين لبناء علاماتهم الشخصية بسرعة فائقة وبشكل مجاني.

وبينت أن “لينكد إن” تضم أكثر من مليار مستخدم، لكن فقط 3% منهم ينشرون محتوى أسبوعياً، وعدداً أقل منهم يقدّم محتوى عالي الجودة.

فريد ضد فريد

وأجرى فريد تشونج المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة WebTVAsia، مناظرة مع “نسخة رقمية” منه، خلال جلسة بعنوان: “فريد ضد فريد: مناظرة بين إنسان وتوأمه الرقمي”، لتسليط الضوء على التطور الحاصل في مجال الإبداع وصناعة المحتوى.

وأوضح تشونج إنه يتبنى مفهوماً أطلق عليها “العجلة الدوارة ABC”، وقال: “إذا كان لديك صناع محتوى جيدون ومحتوى قوي، سيأتي الجمهور تلقائياً، ومع الجمهور، تأتي الأموال من العلامات التجارية والمعلنين، هذا يخلق دائرة متكاملة ومزدهرة من اقتصاد الإبداع”.

واعتبر أن النجاح الحقيقي يأتي من قدرة المبدع على التعبير عن صوته الفريد مع استخدام التكنولوجيا للوصول إلى جمهور أوسع.

وبشأن المخاوف من أن أدوات الذكاء الاصطناعي قد تفقد المبدعين أصالتهم، عبَّر عن قناعته بأن الذكاء الاصطناعي، إذا تم استخدامه بحكمة، يمكن أن يكون وسيلة لتعزيز التنوع والإبداع بدلاً من تقييده.

شاهد أيضاً