أكد الكاتب ومقدم البودكاست جاي شيتي، والكاتب والروائي السعودي أسامة المسلم، أهمية المرونة والقدرة على التكيف في مواجهة التحديات في مجال صناعة المحتوى، وسلطا الضوء على أدوات واستراتيجيات التكيف مع الظروف الصعبة، وكيف يمكن تحويل الأزمات إلى فرص للنمو والإبداع.
جاء ذلك خلال جلستين ضمن فعاليات قمة المليار متابع 2025، أكبر قمة عالمية في اقتصاد صناعة المحتوى، والتي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات، وتستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 11 إلى 13 يناير الجاري، في (أبراج الإمارات، ومركز دبي المالي العالمي، ومتحف المستقبل) بدبي، تحت شعار “المحتوى الهادف”، حيث تشهد القمة في نسختها الثالثة زخماً كبيراً بمشاركة أكثر من 15 ألف صانع محتوى ومؤثر وأكثر من 420 متحدثاً و125 رئيساً تنفيذياً وخبيراً عالمياً.
تحسين الأداء
وتناول الكاتب ومقدم البودكاست جاي شيتي خلال جلسة بعنوان: “المرونة والتكيف: كيف نمضي قدمًا في أوقات الشدّة؟” مسيرة دخوله عالم صناعة المحتوى والتحديات التي واجهته، داعياً الجمهور إلى العمل على تقديم الأفضل مع الاستمرارية حتى في حال عدم تحقيق النتائج المطلوبة في البداية.
وأوضح شيتي أن تحقيق النمو الإيجابي يتطلب مقاومة الآراء السلبية بالتركيز على الجد والمزيد من العمل، مؤكداً أن الطريق إلى النجاح يعتمد على السعي المستمر لتحسين الأداء، والابتكار في تقديم المحتوى الهادف والمفيد.
وقال إن الآراء السلبية لم تمنعه من التعلم وحضور الكثير من الدورات والمشاركة في المؤتمرات لتطوير نفسه، مشيراً إلى أن مجابهة المواقف المحبطة تستوجب منا أن نفكر في الحلول وعدم الاستسلام، فغالبية صناع البودكاست لن يحققوا النتائج المرجوة في بداية عملهم.
ولفت إلى أن صانع المحتوى بحاجة إلى الأراء الإيجابية المشجعة من أشخاص يمتلكون القدرة على تقديم ملاحظات بناءة، مؤكداً أن الدعم من أفراد يتمتعون بالمصداقية يمكن أن يكون له تأثير كبير في تعزيز الثقة بالنفس وتوجيه المحتوى نحو أهدافه الطموحة.
جوهر صناعة المحتوى
بدوره قال الكاتب والروائي السعودي أسامة المسلم، خلال جلسة بعنوان “جوهر صناعة المحتوى”، إن الخوف ليس مجرد حالة عابرة، بل تجربة تحمل في طياتها دروسًا تسهم في صقل شخصية الإنسان وتعزيز وعيه.
وأوضح أن الروايات التي تتناول موضوعات الخوف غالباً ما تقرأ بسطحية، ما يؤدي إلى سوء فهمها، مؤكداً أن أحد أسرار نجاحه هو استمراره في التجديد والتطوير، ليس فقط في أفكاره بل أيضًا في أسلوبه الأدبي.
وأضاف أن القراءة في زمن التكنولوجيا لا تزال تحتفظ بمكانتها، مشيراً إلى أن الكتاب الورقي يمتلك ميزة خاصة بفضل ارتباطه بحواس اللمس والشم والبصر، مما يضفي عمقًا وتجربة فريدة.
وعن تجربة تحويل رواياته إلى مسلسلات، قال أسامة المسلم إنها تمنحه شعورا استثنائيا برؤية الشخصيات التي صاغها تتحرك أمامه على الشاشة.
وأوضح أن كتابة السيناريو المقتبس تختلف تماما عن بناء قصة جديدة؛ لأنها تتطلب الحفاظ على جوهر النص الأصلي مع تقديمه بصيغة بصرية.
وأوضح أن بداياته كانت مليئة بالتحديات والاحتكاك بالثقافات المختلفة، مما أثرى تجربته، لافتاً إلى أن العمل الأدبي يتطلب التعمق في الشخصيات، وحتى التقمص الكامل لها، ليكون النص صادقاً ومؤثراً.