نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات، جلسة نقاشية استشرفت مستقبل التحولات الاستراتيجية التي تشهدها القارة الأفريقية، ومن أهم هذه التحولات الانخراط الدولي البارز في قضايا القارة، وصعود العديد من القوى الإقليمية الجديدة، فضلاً عن عودة ظاهرة الانقلابات العسكرية، وإعادة تموضع القوى الدولية في أفريقيا.
وعقب الجلسة، أطلق «تريندز» الهوية الإعلامية لمكتبه الافتراضي في القاهرة، الذي يأتي ضمن سلسلة مكاتب المركز الخارجية، ويدعم المقر الرئيسي ببحوث ودراسات نوعية، كما يعمل على توسيع قاعدة شركاء «تريندز» الاستراتيجيين، ويشكل أيضاً حلقة وصل فعالة بين المركز والمؤسسات البحثية الإقليمية.
وفي سياق الجلسة النقاشية، التي أدارها محمد السالمي، رئيس قطاع البحوث في «تريندز»، تطرق الحديث إلى أن القارة الأفريقية أصبحت عنصراً مهماً في التفاعلات الدولية، في ضوء الثروات الاقتصادية المتنوعة التي تمتلكها، والمكانة التصويتية للقارة في المنظمات الدولية، وحجم الشراكات الاستراتيجية للقارة مع القوى الإقليمية والدولية، وانضمام مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى مجموعة العشرين.
هيمنة المنظور الغربي
وقال محمد السالمي، رئيس قطاع البحوث في «تريندز»، إن القارة الأفريقية تشهد مجموعة من التحولات الاستراتيجية، سواء على صعيد التفاعلات الداخلية، أو صعود القوى الداخلية، أو انخراط القوى الإقليمية والدولية، ولكن المشكلة الأساسية لأفريقيا تتجلى في هيمنة المنظور الغربي على التحليلات والأخبار المتعلقة بالقارة، ومن ثم، يجب تبني نظرة مستقلة للتطورات والتحولات في القارة الأفريقية.
وذكر أن الجلسة ناقشت جملة من هذه التحولات الاستراتيجية التي تشهدها القارة، ومن أهمها، الانخراط الدولي البارز في قضايا القارة، وصعود العديد من القوى الإقليمية الجديدة، خاصة كينيا، والسنغال، وإثيوبيا، إضافة إلى عودة ظاهرة الانقلابات العسكرية، وإعادة تموضع القوى الدولية في أفريقيا، فضلاً عن الانفتاح الخليجي على قارة أفريقيا.
تفاعلات دولية معاصرة
بدوره، أكد رمضان قرني، مدير مكتب «تريندز» في القاهرة، وخبير الشؤون الأفريقية، أن أفريقيا أصبحت في السنوات الأخيرة عنصراً مهماً في التفاعلات الدولية المعاصرة، في ضوء الثروات الاقتصادية المتنوعة التي تمتلكها، وعلى رأسها (اليورانيوم والمعادن والنفط)، فضلاً عن المكانة التصويتية للقارة في المنظمات الدولية، وحجم الشراكات الاستراتيجية للقارة مع القوى الإقليمية والدولية، ومن أبرزها، الولايات المتحدةُ، وروسيا، والصين، واليابان، والهند، وكوريا الجنوبية.
وأشار قرني إلى أن أبرز التحولات الاستراتيجية في القارة يتمثل في إعادة التموضع الروسي غربي ووسط أفريقيا، في صورة دعم عسكري وسياسي بالأساس، مبيناً أن روسيا تسعى إلى تأسيس موطأ قدم لها في القارة، وهو ما بدا في تعزيز علاقاتها مع العديد من دول القارة، مستغلة في ذلك بعض التطورات والظروف الدولية والإقليمية.
اختلالات هيكلية داخلية
ويرى مدير مكتب «تريندز» في القاهرة، أن الاتحاد الأفريقي يعاني اختلالات هيكلية داخلية، تتمثل في مشكلة التمويل؛ حيث تموّل الموازنة الأفريقية خمس دول فقط، مضيفاً أن الملف الليبي يظل من أعقد المشكلات في القارة الأفريقية، وهو نموذج لحرب الوكالة؛ إذ لكثيرٍ من القوى الكبرى والإقليمية وجود ونفوذ في ليبيا، وقد شرع الروس في تغيير استراتيجيتهم في ليبيا؛ عن طريق استبدال مجموعة فاغنر بالفيلق الروسي.