بدعوة من دائرة الآثار والمتاحف في إمارة رأس الخيمة، وبحضور نخبة من الشخصيات الثقافية والوطنية، شارك سعادة عبد الله حمدان بن دلموك، الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بجلسة حوارية بعنوان ” الهوية والقيم في مجتمع الإمارات “، وذلك في مركز شباب رأس الخيمة، وبحضور المستشاران في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، سالم الزمر وإبراهيم جمعة، وجمع من المهتمين بالشأن الثقافي والمجتمعي.
وخلال الجلسة أشار الرئيس التنفيذي لمركز حمدان على أن التمسك بالقيم الرفيعة كان دومًا عاملًا حاسمًا في بقاء الشعوب وصمودها أمام التحديات. وأشار إلى أن التجربة الإماراتية تمثل نموذجًا يُحتذى به في الموازنة بين الطموح التنموي والانفتاح العالمي، والحفاظ على منظومة القيم الأصيلة، المستمدة من التراث الأصيل للدولة.
وأضاف أن القيم الإماراتية – برغم بساطتها في مظهرها – إلا أنها عميقة في جوهرها، مستندة إلى تراث عريق، وإرث ديني وإنساني، وتعبّر عن هوية راسخة ومشروع وطني متجدد.
ونوّه بن دلموك على أن الحاضر الإماراتي بكل ما فيه من تنمية وازدهار وتقدم تقني وعمراني واقتصادي، ما هو إلا امتدادٌ أصيل لماضٍ مفعم بالقيم الراسخة والمبادئ النبيلة والأخلاق المتجذرة في هوية هذا المجتمع.
وأوضح أن القيم هي القاعدة الصلبة التي تقوم عليها الأمم، وأن التخلي عنها يعني تعريض المجتمع للهشاشة مهما بلغ من مظاهر التقدم.
درع المستقبل
وشدد سعادته على أن القيم المجتمعية ليست مجرد موروث ثقافي أو مادة تعليمية، بل منظومة حياة تحفظ التوازن الداخلي للمجتمع وتشكل درعًا واقيًا أمام المتغيرات. وأضاف أن كل تراجع عن القيم هو تراجع عن الذات، وأن الحفاظ عليها مسؤولية وطنية وأخلاقية لا تحتمل التأجيل أو التقصير.
وفي نهاية اللقاء كرّم سعادة أحمد عبيد الطنيجي مدير عام دائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة سعادة عبد الله حمدان بن دلموك تقديرًا لجهوده البارزة في حفظ التراث وتعزيز القيم الوطنية.
واختُتمت الجلسة بحوار اتسم بالعمق والثراء، حيث تبادل المشاركون وجهات النظر حول سبل ترسيخ القيم في النسيج المجتمعي الإماراتي، مؤكدين على أهمية دور المؤسسات الثقافية والتعليمية في غرس هذه المبادئ في الأجيال الجديدة.