جزيرة السينية في أم القيوين تربط الحاضر بالماضي

جزيرة-السينية-في-أم-القيوين-تربط-الحاضر-بالماضي

شبكة أخبار الإمارات ENN

الأربعاء، ٩ نوفمبر ٢٠٢٢ – ٥:٠١ م


من محمد إسماعيل الجابر..

أم القيوين فى 9 نوفمبر/ وام / تعد جزيرة السينية في أم القيوين الحائزة على جائزة “أوائل الإمارات” من أبرز المعالم السياحية في الإمارة، لما تزخر به من مقومات سياحية طبيعية، والتي تربط الحاضر بالماضي.

يبلغ طول الجزيرة حوالي 8 كيلومترات وعرضها في أقصاها 4 كيلومترات، وتقع على بعد كيلومتر واحد من المدينة، في حين يفصل بينها وبين المدينة خور أم القيوين.

وتضم البيئة التاريخية لجزيرة السينية عددًا من أهم المواقع الأثرية والسياحية في الإمارة، والتي تعد بمثابة سجل حي لمختلف المجتمعات الدينية والمجتمعات المتعددة الثقافات التي استقرت في الجزيرة على مدى القرون الماضية.

وكانت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين أعلنت خلال الأسبوع الماضي عن اكتشاف الدير المسيحي التاريخي بجزيرة السينية والذي يعود تاريخه إلى الفترة ما بين القرنين السادس والثامن الميلاديين.

وأكدت دائرة السياحة والآثار بأم القيوين أن “جزيرة السينية لعبت دورًا مركزيًّا في تاريخ إمارة أم القيوين ودولة الإمارات ككل منذ ما يقارب 2000 عام، واكتشاف دير السينية ساعدت في فهم تاريخنا القديم، التاريخ الغني بأمثلة من التنوع البشري والثقافي، ويعد الدير دليل آخر على وجود الطوائف المسيحية التي عاشت جنبًا إلى جنب مع المجتمع الإسلامي بساحل الإمارات قديمًا”.

واستمرت عمليات البحث والتنقيب الأثري بجزيرة السينية لمدة موسمين متتالين من قبل الفريق المحلي بدائرة السياحة والآثار ومشاركة عدد من المؤسسات كجامعة الإمارات العربية المتحدة ومعهد دراسة العالم القديم بجامعة نيويورك والبعثة الإيطالية، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية “ايكروم”.

ويتكون الدير المسيحي التاريخي بجزيرة السينية من مجموعة من المباني المجتمعية وكنيسة وقاعة طعام وصهاريج محاطة بغرف معزولة للرهبان و تم بناء الدير من صخور الشاطئ المحلية وغطت الجدران والأرضيات بالجص الجيري ويشير الفخار والزجاج المستخرج من الموقع إلى أن سكّان الدير كانت لهم روابط تجارية دولية امتدت من العراق إلى الهند.

كما يشير التأريخ بالكربون المشع لعينات الفحم ودراسة الفخار المستخرج من الموقع إلى ازدهار الدير خلال الفترة من أواخر القرن السادس إلى منتصف القرن الثامن الميلادي، مما جعل المجتمع الرهباني المسيحي في جزيرة السنية شاهدًا على ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي.

ويعد دير السينية ثاني دير تم العثور عليه في دولة الإمارات من بعد اكتشاف الموقع الأثري لكنيسة ودير صير بني ياس في أبوظبي في أوائل التسعينيات، وقد تم العثور حتى الآن على ستة أديرة قديمة على طول شواطئ الخليج العربي حيث يوجد خمسة منها في دول مجلس التعاون الخليجي.

وتؤكد المصادر التاريخية أن العديد من قبائل شرق الجزيرة العربية كانت تتبع الديانة المسيحية في يوم من الأيام قبل ظهور الإسلام، ويبدو الآن واضحًا بشكل متزايد أن مجتمعًا عربيًا مزدهرًا متعدد الأديان ظهر خلال العصر الذهبي الإسلامي الأول.

وعلى صعيدٍ آخر، أفادت الدائرة بأنها ستواصل أعمال التنقيب الأثري بموقع الدير لإبراز ملامح المجتمع المسيحي الذي عاش آنذاك بالمنطقة.

عبد الناصر منعم/ محمد إسماعيل


شاهد أيضاً