افتتحت جامعة السوربون أبوظبي معرضها الثقافي “خيوط من التراث: الأزياء والمجوهرات التقليدية للمرأة الإماراتية”، احتفاءً بالهوية الثقافية وتطور الفنون، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية في دولة الإمارات، ومرصد التراث في جامعة السوربون باريس، وهيئة الثقافة والفنون في دبي، وذلك خلال أمسية خاصة أُقيمت في الجامعة.
ويأتي تنظيم المعرض في إطار مبادرة “عام المجتمع 2025” في دولة الإمارات، ليكرّس أهمية التراث الثقافي بوصفه ركيزةً لتعزيز الهوية الجماعية وصون الموروث المادي ودعم الحوار بين الأجيال. ويفتح المعرض أبوابه للجمهور حتى الثالث من مايو المقبل، ليأخذ الزوار في رحلة بصرية معرفية غامرة تسلط الضوء على تطور أزياء المرأة الإماراتية ومجوهراتها التقليدية بين الماضي والحاضر، من خلال استعراض مجموعة مختارة من الملابس والمجوهرات والقصائد والقطع الأثرية النادرة.
ويتولى تنظيم المعرض الدكتور كريستوف مولرات، الأستاذ المشارك في قسم علم الآثار وتاريخ الفن والمتخصص في مجال المنسوجات، بالتعاون مع نخبة من علماء الآثار والأكاديميين والباحثين في مجالي التراث والأدب. ويركز المعرض على أربعة محاور رئيسية تُبرز تطور أزياء ومجوهرات المرأة الإماراتية، بوصفها مرآة لتحولات المجتمع وتطوره الاجتماعي والاقتصادي والتاريخي، وتحولها إلى رمز من رموز الهوية الثقافية الإماراتية. ويأخذ المعرض زواره في رحلة زمنية متسلسلة ترصد ملامح تطور الأزياء والمجوهرات في دولة الإمارات منذ مطلع القرن العشرين وحتى اليوم، مع تسليط الضوء على فترة سبعينيات القرن الماضي بوصفها مرحلة فاصلة أعادت تشكيل الملامح البصرية والرمزية للزي التقليدي. ويضم المعرض كذلك مجموعة من القطع الأثرية التي تعكس الأبعاد الثقافية المرتبطة بهذه التحولات، إلى جانب مجموعة من المجوهرات الإماراتية النادرة المُكتشفة والمدعومة بوثائق بصرية تُبرز المهارات الحرفية وأهمية هذه القطع في تشكيل الهوية الثقافية. ويسلط المحور الثالث الضوء على الوثائق الأرشيفية، التي تحتوي على رحلات ومخطوطات دبلوماسية وشخصية، ليعكس السياقات الاجتماعية والثقافية التي ارتبطت بارتداء هذه الأزياء. وتضم المحطة الأخيرة من الرحلة البصرية المذهلة مجموعة من القصائد المختارة من التراث الإماراتي والعربي التقليدي، كما تكتمل التجربة مع عناصر بصرية تُضفي على المعرض عمقاً عاطفياً وتمنحه بعداً فنياً وشعرياً متكاملاً.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت البروفيسورة ناتالي مارسيال بْراز، مديرة جامعة السوربون أبوظبي: “نثق في جامعة السوربون أبوظبي بأن التراث الثقافي هو الرابط الذي يوحد الماضي بالحاضر. ويقدم معرض ’خيوط من التراث‘ منصة تتيح للجمهور التفاعل مع الحكايات والتقاليد والرموز التي شكلت الهوية الإماراتية. ويعكس المعرض التزامنا الراسخ بالاحتفاء بالتنوع الثقافي وصون التراث وتعزيز الحوار المجتمعي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية عام المجتمع 2025 في دولة الإمارات”.
يقام المعرض في جامعة السوربون أبوظبي، ويفتح أبوابه يومياً للجمهور مجاناً بدءاً من الساعة 6 مساءً. ويستقبل المعرض زواره من الطلاب والعائلات والأكاديميين والمؤسسات الثقافية وأفراد المجتمع الذين يتطلعون لاستكشاف الإرث الفني والتاريخي لدولة الإمارات. ومن المتوقع أن يحظى المعرض باهتمام كبير من المدارس والمؤسسات التعليمية والزوار الباحثين عن فهم أعمق للتراث والإبداع في الدولة.