جاسم الخراز: سوء التوزيع سبب تأخر الدراما الإماراتية

شبكة أخبار الإمارات ENN

حوار: محمد حمدي شاكر

قدم الفنان الإماراتي جاسم الخراز العديد من الأعمال التلفزيونية سواء كممثل أو كاتب سيناريو، لكنه ركز على التمثيل خلال الأعوام الماضية، وقدم العام الماضي أول بطولة مطلقة من خلال شخصية «الماجدي بن ظاهر» في مسلسل يحمل الاسم نفسه، ما جعل تلفزيون أبوظبي يختاره للعام الثاني على التوالي لبطولة مسلسل «ص.ب 1003» المأخوذ من رواية بالاسم نفسه للكاتب سلطان العميمي.

التقينا الخراز في هذا الحوار لنتعرف على دوره، ورأيه في الأعمال المحولة إلى الدراما من روايات، وسبب ابتعاده عن السينما، ورأيه في عدم انتشار الدراما المحلية ووصولها للخليج والوطن العربي.

* من رشحك لدور «يوسف» في «ص.ب 1003»؟

– قدمت العام الماضي أول بطولة مطلقة من خلال المسلسل التاريخي «الماجدي بن ظاهر» وحقق نجاحاً كبيراً، وفي «ص.ب 1003»، أعتبر دور يوسف من الأدوار الرئيسية، وجاء الترشيح من خلال تلفزيون أبوظبي بعد نجاح «الماجدي بن ظاهر»، وبتزكية أيضاً من المنتج المنفذ سلطان النيادي. ويوسف شاب يعيش حياة طبيعية شبه روتينية، تتغير كل تفاصيل حياته حين يبدأ بمراسلة عليا، فيثير فيها الحنين إلى طفولتها، ويوقظ هذا الشعور المفاجئ لديها حافزاً للمراسلة، كما أن هذا التغيير يؤثر في كل من حوله سواء من الأصدقاء والأهل وحتى خطيبته ليلى.

* هل أنت مع تحويل الرواية إلى سيناريو تلفزيوني؟ وما عيوبه ومميزاته من وجهة نظرك؟

– أنا معه بشكل كبير، وأرى أنها خطوة ستغير الصورة النمطية للدراما سواء كانت الإماراتية أو الخليجية بشكل عام، لأنه في الفترة الأخيرة كان الجميع يشكون من تكرار الموضوعات المطروحة في الأعمال التلفزيونية، والقوالب المكررة.

واللجوء للروايات سيطرح قوالب وأفكاراً جديدة، وأيضاً الروايات بها جرأة وتفاصيل أكثر، ولو استمرت «أبوظبي للإعلام» على هذا النهج والتوجهات في تحويل القصة والرواية إلى دراما، سيتغير شكل الدراما إلى الأفضل محلياً وخليجياً.

* لماذا الاعتماد على التراث والماضي في معظم المسلسلات رغم الحداثة في الدولة ووجود العديد من الموضوعات المعاصرة؟

– يرجع ذلك لعدة أسباب أهمها أن الجمهور الإماراتي بشكل خاص يميل إلى الأعمال التي تدور في فترة الثمانينات وما قبل، ولتلك الأعمال شعبية جارفة أكثر من الأعمال المعاصرة، والمنتج يختار الموضوعات التي تهم الجمهور، وبالتالي نقدم تلك النوعية.

* لماذا اختيار إمارة رأس الخيمة لتصوير مشاهد «ص.ب 1003»؟

– بيئة العمل الجبلية الموجودة في الرواية، والتي عززها الكاتب محمد حسن أحمد في السيناريو والحوار التلفزيوني، إلى جانب أن الرواية تدور حول منطقة بعيدة عن المدينة والحداثة، سببان رئيسيان لأن تكون رأس الخيمة الأنسب والأفضل للتصوير.

* هناك العديد من الخيوط الدرامية في المسلسل مثل التطرف والإرهاب، هل هذا في سياق الرواية، أم دخل على السيناريو؟

– الخط الأساسي في الرواية هو قصة يوسف وعليا وما يدور بينهما، أما بقية الخطوط والشخصيات الأخرى، فهي من ابتكار السيناريست. وأعتقد أن أي عمل يحتاج لدخول خطوط مختلفة ليكون قادراً على المنافسة، فلو كان العمل فقط يدور حول يوسف وعليا لما جذب الانتباه، وبالتالي السيناريست له دور كبير في نجاح العمل التلفزيوني المحول من رواية.

* لماذا تقل الأعمال الدرامية المحلية من عام لآخر حتى أصبحت اثنين فقط؟

– أنا في النهاية ممثل، ومؤلف، ولا أعلم السبب الحقيقي وراء هذا العدد القليل، ولكن نحن في الدولة لدينا جهتان فقط للإنتاج هما «أبوظبي للإعلام»، و«دبي للإعلام»، وبالتالي هما من تسألان عن عدد الأعمال المحلية.

* هل هناك أفكار لأعمال تلفزيونية لديك ولم تقدمها خاصة أنك في الأساس كاتب سيناريو؟

– منذ عامين أركز على التمثيل أكثر من التأليف، ولم يكن هناك فرصة للتفكير أو كتابة نص تلفزيوني، ولكن خلال الفترة المقبلة سيتغير الوضع، لأنني أود الرجوع للكتابة بشكل مغاير للموجود.

* ما تقييمك لدور «يوسف» بعد مشاهدتك له على الشاشة؟

– بالطبع المشاهدة تختلف عن التمثيل، فعند المشاهدة يكون هناك بعض الانتقادات التي أوجهها لنفسي، ففي بعض الأحيان كنت أقول «لو هذا المشهد قدم بطريقة مغايرة عن التي خرج بها كان من الممكن أن يصبح أفضل»، وهناك أشياء أتحسر عليها، هذا إلى جانب تفاعل الجمهور مع العمل وردود الأفعال المختلفة، وبشكل عام هذه السنة أنا راضٍ بشكل كبير عن الأداء والشخصية التي قدمتها.

* ماذا ينقصكم كفنانين للمنافسة خليجياً وعربياً في الدراما التلفزيونية؟

– ينقصنا شيء بسيط جداً هو التوزيع، الذي يحقق الانتشار لأي عمل سواء كان درامياً أو سينمائياً، فلدينا كل الامكانيات من إنتاج ضخم، ومخرجين وممثلين إماراتيين، وكتاب سيناريو. وأعتقد أن جزئية التوزيع هي من تصنع الدراما والنجوم على مستوى العالم وليس على المستوى الإماراتي فقط، فالعمل عندما يعرض على محطة واحدة وخلال مدة معينة كشهر رمضان من السهل أن ينساه الجمهور، بعكس الحال لو عرض في أكثر من مكان ولأكثر من مرة على مدار العام، ولا نعلم سبب عدم اهتمامنا بذلك، هل الجهة المنتجة، أم المحطات الفضائية، أم هو تكاسل من الجميع أم ماذا؟

* أين السينما من حياتك خاصة أن ميولك سينمائية أكثر؟

– قدمت ثلاثة أعمال في السينما، وأحياناً أعمل فيها من باب التجربة مع الأصدقاء، ولكن بشكل فعلي أميل للدراما، خاصة ونحن في الإمارات ليس لدينا الثقافة السينمائية كما يجب أن تكون، سواء كانت صناعة، أو على مستوى الجمهور نفسه.

شاهد أيضاً