تبرز الحاجة خلال شهر رمضان إلى الالتزام بالإرشادات الطبية فيما يتعلق بتنظيم جرعات الأدوية، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعتمدون على علاج منتظم، ويؤكد المختصون أن الصيام يتطلب تعديلات مدروسة في مواعيد الأدوية، تجنباً لأي مضاعفات قد تؤثر على صحة المرضى.
حيث تتم التوصية بمراجعة الطبيب أو الصيدلي قبل تغيير أوقات الجرعات، لضمان فعالية العلاج واستمراريته دون التأثير على الحالة الصحية.
وبالنسبة للأدوية التي تُؤخذ مرة واحدة يومياً فعادة لا تتطلب تعديلات كبيرة، حيث يمكن تناولها خلال وجبة السحور أو بعد الإفطار، وفقاً لنوعها وطريقة امتصاصها في الجسم، أما الأدوية التي تحتاج إلى جرعتين يومياً، فيتم توزيعها بين الإفطار والسحور، مع مراعاة الحفاظ على الفاصل الزمني المناسب بينها، لضمان استمرار تأثيرها العلاجي.
وأما الأدوية التي تستوجب تناولها أكثر من مرتين يومياً، فقد يصعب توزيعها خلال الفترة بين الإفطار والسحور، مما يستدعي مناقشة إمكانية تعديلها مع الطبيب، وفي بعض الحالات، يمكن استخدام بدائل علاجية طويلة المفعول تُمكّن المريض من الصيام دون التأثير على استقرار حالته الصحية.
إضافة إلى ذلك يحذر من إهمال هذه الإرشادات، حيث يؤدي تعديل مواعيد الأدوية بشكل عشوائي إلى تذبذب مستوياتها داخل الجسم، مما ينعكس سلباً على بعض الحالات، مثل مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم. كما أن بعض العلاجات، مثل أدوية القلب ومضادات التخثر، تتطلب دقة في مواعيد تناولها، ما يجعل الالتزام بالجرعات أمراً ضرورياً لتفادي أي مضاعفات.
وفي هذا السياق يوصي الأطباء المرضى بمراقبة أي أعراض غير طبيعية أثناء الصيام، مثل الدوخة، انخفاض السكر، أو اضطرابات ضغط الدم، والتواصل الفوري مع الطبيب في حال حدوث أي طارئ صحي.
وفي بعض الحالات، ينصح بتجنب الصيام، خاصةً للمرضى الذين يعانون من أمراض تتطلب جرعات دوائية متعددة خلال اليوم، حيث يمكن للطبيب تقديم استشارة حول إمكانية الإفطار وفقاً للحالة الصحية.
ومن جانب آخر، أكد الأطباء أن بعض العلاجات الموضعية، مثل القطرات العينية والكريمات، لا تؤثر على الصيام ويمكن استخدامها بشكل طبيعي، أما الأدوية الفموية، فتحتاج إلى جدولة دقيقة، لضمان استمرار العلاج بفعالية دون التأثير على الصيام.
كما يتم التأكيد على أهمية شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور لتجنب الجفاف، الذي قد يؤثر على امتصاص بعض الأدوية.
ولأهمية اتباع الإرشادات يتوجب التحضير المسبق لشهر رمضان من خلال استشارة الأطباء أو الصيادلة، لضبط الأدوية بما يتناسب مع فترات الصيام، وضمان توازن الجسم، والوقاية من أي مضاعفات صحية قد تنتج عن سوء إدارة الجرعات خلال الشهر الفضيل. كما ينصح بمتابعة أي تغييرات في حالتهم الصحية بعد تعديل مواعيد الأدوية، وتدوين أي أعراض غير مألوفة لمناقشتها مع الطبيب.
البيان