أطلق حي دبي للتصميم ومدينة دبي للإعلام تقريراً جديداً بعنوان “الاقتصاد الإبداعي الرقمي لعام 2024″، حيث يشير التقرير إلى أنّ الاقتصاد الرقمي الإبداعي العالمي سيواصل نموّه لتصل قيمته إلى 27 تريليون درهم إماراتي. ويسلّط هذا النمو الضوء على الفرص الواعدة في هذا القطاع ودورها في تنويع مصادر النمو القائم على المهارات الشابة والناشئة، في ظلّ توسّع نطاق تبنّي أحدث الابتكارات التكنولوجية كالذكاء الاصطناعي والجيل الثالث للويب (ويب 3) والواقع الافتراضي.
ويضمّ “تقرير الاقتصاد الإبداعي الرقمي لعام 2024″، والذي بادر حي دبي للتصميم ومدينة دبي للإعلام إلى إعداده بالشراكة مع مؤسسة “مونستار لاب”، بيانات وملاحظات تمّ جمعها من خلال التواصل مع أكثر من 20 جهة من قادة القطاع واستطلاع آراء 400 متخصّص في مجال التصميم والإعلام في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، لتوفير نظرة شاملة حول الفرص المتاحة لتعزيز نمو الاقتصاد الإبداعي الرقمي على المستوى العالمي.
ويأتي إصدار هذا التقرير تزامناً مع ترسيخ مكانة دبي عاصمةً عالميةً للاقتصاد الإبداعي، حيث احتلت الإمارة المرتبة الأولى ضمن مؤشر الاستثمار الأجنبي المباشر من حيث تدفقات رؤوس أموال المشاريع وفرص العمل الجديدة ضمن قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في عام 2023، وذلك وفقاً لتقرير أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر الصادر عن مؤسسة “فايننشال تايمز”.
وتشير التوقعات في “تقرير الاقتصاد الإبداعي الرقمي لعام 2024” إلى تسجيل الاقتصاد الإبداعي الرقمي العالمي نمواً مركّباً بنسبة 11% سنوياً لتبلغ قيمته المتوقعة 27 تريليون درهم إماراتي بحلول عام 2030، وذلك وفقاً لنموذج مبتكر بادرت مؤسسة “مونستار لاب” إلى إعداده لتوقّع حجم السوق. ويعكس هذا النموذج متوسّط الحجم الإجمالي المتوقّع لأسواق قطاعي التصميم والإعلام العالميين، فضلاً عن القطاعات الأخرى التي يجري تحديدها وفقاً لمعايير دولة الإمارات والمعايير العالمية، بما في ذلك الكتب ووسائل الإعلام السمعية والبصرية والثقافة والتراث والفنون البصرية والأزياء وتصميم المنتجات.
وتأتي نتائج هذا التقرير في وقت غاية في الأهمية بالنسبة للقطاعات الإبداعية، حيث يسهم ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في بلوغ آفاق جديدة على صعيد عمليات الإنتاج، لإحداث تغيير إيجابي ملحوظ في نماذج الأعمال القائمة اليوم. ويُلقي هذا التقرير الذي بادر إلى إعداده حي دبي للتصميم ومدينة دبي للإعلام، وهما من مجمّعات الأعمال العشرة المتخصّصة والتابعة لمجموعة تيكوم في دبي، الضوء على أثر النمو المتسارع الذي تشهده التكنولوجيا الناشئة على المهارات والخدمات، بدءاً من تصميم الأزياء والهندسة المعمارية وصولاً إلى الفنون البصرية والإعلانات والفعاليات.
وفي هذه المناسبة، أشار ماجد السويدي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – مدينة دبي للإعلام، إلى ما شهده العالم خلال العقد الماضي من تحوّلات جذرية ملحوظة في أساليب إنتاج المحتوى وتوزيعه وتحقيق الإيرادات من خلاله، مؤكداً إلى أنّ هذه التحولات التي تواصل الظهور بوتيرة سريعة تستوجب حتماً تزويد مواهب الغد بما يلزمها من مهارات وبرامج تدريب من أجل تمكينها من الاستفادة القصوى من إمكاناتها الكامنة. وقال: “تسهم تقنيات الذكاء الاصطناعي والجيل الثالث للويب (ويب 3) والواقع الافتراضي في تصوّر آفاقٍ جديدة وواعدة لقطاع الإعلام المستقبلي، لكنّ مثل هذا القطاع القائم بشكل رئيسي على التكنولوجيا يستوجب بالطبع فهماً عميقاً وشاملاً للآثار المحتملة لمثل هذه التقنيات الناشئة”.
وأثنى ماجد السويدي على الإستراتيجيات الحكومية، ومن أبرزها أجندة دبي الاقتصادية D33 ورؤية دبي للإعلام، التي تلعب دوراً محورياً في الارتقاء بالقطاع الإبداعي الرائد القائم على الابتكار فضلاً عن أثرها في دعم وتعزيز القدرات المحلية في مجال صناعة المحتوى. وقال: “نحن حريصون في مدينة دبي للإعلام على مواصلة الاضطلاع بدورنا البارز في تعزيز سلسلة قيمة قطاع الإعلام المحلي بما يسهم في تحقيق أهداف المبادرات والإستراتيجيات الوطنية”.
وأضاف: “يقف صنّاع المحتوى اليوم أمام حقبة واعدة غنية بالفرص اللامحدودة، بينما تواصل الابتكارات التكنولوجية التأثير على كلّ جانب من جوانب حياتنا اليومية. لذا يُعدّ هذا التقرير الحصري بمثابة نموذج يمكن للجيل الجديد من المبدعين والمبتكرين الانطلاق منه لرسم مستقبل واعد”.
ومن جانبها، أكدت خديجة البستكي، النائب الأول لرئيس مجموعة تيكوم – حي دبي للتصميم، على الدور المحوري الذي تلعبه القطاعات الإبداعية حول العالم في دفع عجلة النمو الاقتصادي قُدُماً. وأشارت إلى أنّ الدعم الإستراتيجي الذي تقدّمه دبي يهدف إلى تمكين القطاع الإبداعي من بلوغ آفاق جديدة والاستفادة القصوى من إمكاناته الكامنة. وينعكس ذلك جلياً من خلال إستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي، التي تهدف إلى تعزيز مساهمة القطاعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة لتصبح 5% بحلول العام المقبل.
وقالت خديجة البستكي: “تسهم المبادرات الوطنية الإستراتيجية وسياسات التنمية المدروسة والداعمة للأعمال التجارية والتركيبة السكانية الغنية بالتنوّع وتعدّد الثقافات في دبي بإعداد مجتمع إبداعي استثنائي. وقد كان لكلّ هذه العوامل دور فاعل في انضمام دبي إلى شبكة اليونسكو للمدن العالمية المبدعة في التصميم وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاع الإبداعي. وكي نتمكّن من مواصلة إسهام دبي بشكل ملحوظ في نمو قطاع التصميم العالمي، يتعيّن علينا مواصلة وضع الخطط الاستباقية والاستعداد لتلبية احتياجات القطاع المستقبلية من خلال التعاون والابتكار. ويعكس هذا التقرير التزام حي دبي للتصميم الراسخ بمواصلة تحقيق أهدافنا ورؤيتنا الطموحة، لضمان مستقبل واعد يحصل من خلاله أصحاب المصلحة من المبدعين والمبتكرين على كلّ ما يلزمهم من أدوات ومهارات لدعم نموّهم وتقدّمهم”.
الدور البارز للتكنولوجيا الناشئة
يلقي هذا التقرير الضوء على دور هذا التوجّه العالمي في تمكين الاقتصاد الإبداعي من الارتقاء بصناعة المحتوى وتركيز العمليات التجارية على العملاء، في ظلّ اهتمام المواهب الإبداعية العالمية بالاستفادة من الإمكانات ذات الأثر الملحوظ لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتنفيذ أعمالها بشكل آلي أو تعزيز كفاءتها والابتكار فيها. ويتوقع أكثر من 42% من الخبراء في مجال التصميم و46% من الخبراء في مجال الإعلام، والذين شاركوا في استطلاع الرأي على هامش إعداد هذا التقرير، أن يكون للتكنولوجيا الناشئة والمتقدّمة وحلول الذكاء الاصطناعي أثر ملحوظ على مجالات عملهم خلال السنوات المقبلة.
بالإضافة إلى ما سبق، يتطرّق هذا التقرير إلى الدور الذي تضطلع به دولة الإمارات من خلال إسهامها بشكل فاعل في نمو القطاع الإبداعي العالمي، لا سيّما باعتبارها إحدى الدول الرائدة على مستوى المنطقة في نمو اقتصادها الإبداعي وتعزيز قدراته الرقمية. ويوافق معظم المتخصّصين في مجال التصميم (83%) والإعلام (77%)، والمشاركين في استطلاع الرأي، على إسهام دبي ودولة الإمارات في توفير البنية التحتية الحديثة الداعمة للتميّز في قطاع الإبداع.
ويلجأ هذه التقرير من إعداد حي دبي للتصميم ومدينة دبي للإعلام إلى مقارنة دبي بأبرز عواصم التصميم حول العالم، مثل ميلانو ولندن، والوجهات الرائدة في مجال الإعلام، مثل مانشستر ولوس أنجلوس، حيث يشير إلى الدور ذي الأثر العالمي الملحوظ الذي تواصل دبي الاضطلاع به يوماً بعد يومٍ من خلال المزايا التي توفرها لتحفيز نمو الاقتصاد الإبداعي الرقمي، بما في ذلك الابتكار وتنمية المواهب وتوفير الدعم الحكومي اللازم والبنية التحتية الداعمة.
وقد ساهمت الفعاليات الرائدة مثل أسبوع دبي للموضة، الذي أطلقه حي دبي للتصميم في فبراير 2023 بالتعاون مع مجلس الأزياء العربي، في ترسيخ مكانة دبي الإبداعية على الساحة العالمية بشكل ملحوظ. وتلعب الإستراتيجيات الوطنية الرائدة مثل أجندة دبي الاقتصادية D33 وإستراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي وخطة دبي السنوية لتسريع تبنّي استخدامات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن سلطة دبي لتنظيم الأصول الافتراضية الأولى من نوعها في منطقة الخليج، دوراً بارزاً في تسريع وتيرة دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بكافة جوانب اقتصاد دبي المتنوّع.
وتسهم كذلك المبادرات الوطنية الرائدة، مثل رؤية “نحن الإمارات 2031” وقرار مجلس الوزراء الإماراتي بتعيين رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي على مستوى كافة الوزارات والجهات الاتحادية، في توفير بيئة أعمال داعمة لتطوير وتعزيز سلسلة القيمة المحلية بما يسهم في تنمية المواهب الإبداعية المستقبلية.
يمكن الاطلاع على تقرير الاقتصاد الإبداعي الرقمي لعام 2024 من إعداد حي دبي للتصميم ومدينة دبي للإعلام عبر الضغط هنا.
ويأتي نشر هذا التقرير في أعقاب إعلان حي دبي للتصميم عن خططه الطموحة للتوسّع، والتي تسهم في دعم نمو الاقتصاد الإبداعي عبر الارتقاء بمهارات المصمّمين المحليين والإقليميين والعالميين. ومن شأن ذلك أن يتيح الوقوف على العديد من أوجه التآزر بين منظومات الإبداع العالمية، لتحفيز المبدعين على الابتكار وتعزيز سُبُل التعاون في ما بينهم ودعم نموّهم خلال مختلف مراحل مسيرتهم المهنية. ولهذه الغاية، يوفر حي دبي للتصميم منظومة متكاملة من الحلول والخدمات المتخصّصة والمبتكرة، والتي تضمّ مساحات مكتبية مرنة ومساحات عمل مشتركة وحاضنة الأعمال in5 للتصميم التابعة لمجموعة تيكوم، فضلاً عن أجندة سنوية حافلة بالفعاليات الرائدة على مدار العام والتي تسهم في تعزيز مكانة حي دبي للتصميم وجهةً إبداعيةً عالميةً نابضة بالحياة.
وكانت مجموعة تيكوم قد بدأت في أغسطس 2024 بإنشاء مبانٍ مخصّصة للمكاتب من فئة الدرجة الأولى في إطار المرحلة الثانية من حي دبي للتصميم، الوجهة الرائدة للعملاء ضمن قطاعات التصميم والأزياء والإبداع، بما في ذلك “شوبار” و”زها حديد” للهندسة المعمارية ومجموعة شلهوب و”بربري”.
أما مدينة دبي للإعلام التابعة لمجموعة تيكوم، فهي من الوجهات الرئيسية التي تلعب دوراً محورياً في الارتقاء بالاقتصاد الإبداعي في دولة الإمارات والمنطقة بشكل عام، من خلال توفير منصّة مبتكرة للمحتوى الإعلامي عالي الجودة وقدرات إنتاج المحتوى، وتُعدّ مقراً لأبرز شركات القطاع على غرار “سي إن إن” و”تومسن رويترز” و”أو إس إن”. وتشكّل مدينة دبي للإعلام، إلى جانب مدينة دبي للإنتاج التي تضمّ حاضنة الأعمال in5 للإعلام، ومدينة دبي للاستديوهات، قطاع الإعلام التابع لمجموعة تيكوم والذي يضمّ أكثر من 3,500 عميل من نخبة الشركات العالمية والإقليمية التي يعمل فيها ما يزيد عن 38 ألف مبدع محترف.
يُعدّ حي دبي للتصميم ومدينة دبي للإعلام من مجمّعات الأعمال المتخصّصة التابعة لمجموعة تيكوم، والتي تضمّ مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإنتاج ومدينة دبي للاستديوهات ومجمّع دبي للمعرفة ومدينة دبي الأكاديمية العالمية ومدينة دبي الصناعية ومجمّع دبي للعلوم.