شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ممثلاً برئيسه التنفيذي الدكتور محمد العلي، في ندوة فكرية بعنوان “النخوة الفكرية: مناعة واعتدال”، والتي أقيمت في مجلس الهواشم بالباهية، في إطار فعاليات البرنامج الرمضاني 2025 لضيوف صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله.
مفهوم النخوة
وفي مستهل مداخلته، تناول الدكتور محمد العلي مفهوم “النخوة الفكرية”، موضحاً أنها تمثل امتداداً للقيم الإماراتية الأصيلة القائمة على الشهامة والمروءة، ولكن مع إضافة بُعد الأمن الفكري، مما يعزز حماية الشباب والمجتمع من الانحرافات الفكرية. وأكد أن هذه النخوة تعني ترسيخ قيم الولاء والانتماء للدولة وقيادتها الرشيدة، وتحقيق حصانة فكرية تقي المجتمع من التأثيرات السلبية للأفكار الهدامة.
تحديات
وسلط الدكتور محمد العلي في الأمسية التي شارك فيها “، شارك فيها د. حسن صالح الصغير – من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة “حفظه الله، وادارها الإعلامي هلال خليفة ، الضوء على ثلاثة تحديات رئيسية تهدد الأمن الفكري في الدولة، وهي، الفكر المتطرف والهدام، الذي يغذي العنف والإرهاب، ويستهدف المجتمعات المستقرة، والأفكار المنحرفة، التي تسعى لتغيير القيم الدينية والأخلاقية والعادات الإماراتية الأصيلة، والحملات الإعلامية المغرضة، التي تقودها بعض الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين.
الحصانة الفكرية
وشدد الدكتور العلي على أن الحصانة الفكرية هي السلاح الأقوى لمواجهة التطرف، مبيناً أن الجماعات الإرهابية تحاول فصل أتباعها عن مجتمعاتهم، وتزرع الولاء للتنظيمات بدلاً من الولاء للدولة، مما يشكل خطراً حقيقياً على الاستقرار الوطني.
وأكد أن تعزيز الأمن الفكري يتطلب تنفيذ عدد من الاستراتيجيات، ومنها، نقد الفكر المتطرف وكشف حقيقته، كما يفعل مركز “تريندز” من خلال إصداراته البحثية، وترسيخ قيم التسامح والتعايش كأساس لحماية المجتمعات، وتطوير الخطاب الديني المعتدل، وبناء آلية للتواصل مع الشباب وطلاب الجامعات، لتحصينهم من الفكر المتطرف، وإدماج مفاهيم التسامح والاعتدال في المناهج الدراسية، وتعزيز دور الإعلام في رصد ومكافحة الفكر المتطرف، مع التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعدّ الأكثر تأثيراً بين الأجيال الجديدة.
نموذج عالمي
واستعرض الدكتور العلي جهود دولة الإمارات في محاربة الفكر المتطرف، مشيراً إلى أنها من الدول الرائدة عالمياً في ترسيخ ثقافة الاعتدال من خلال القوانين والتشريعات، وإنشاء مؤسسات ومراكز متخصصة، وتبني مبادرات عالمية، وإدراج قيم التسامح والانتماء الوطني في المناهج الدراسية.
الدور المجتمعي
وشدد الرئيس التنفيذي لمركز تريند في مداخلته على أن كل فرد في المجتمع له دور في حماية الأمن الفكري، سواء عبر تعزيز القيم الدينية والاجتماعية الأصيلة، أو من خلال مؤسسات الإعلام والتعليم، التي تؤدي دوراً محورياً في تحصين الأجيال القادمة.
“تريندز” ومكافحة التطرف
وأكد الدكتور العلي أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يقوم بدور مهم في مواجهة التطرف من خلال، إصدار دراسات تحليلية معمقة تكشف مخاطر الجماعات المتطرفة، مثل “موسوعة الإخوان المسلمين”، التي تتألف من 35 كتاباً مترجماً إلى 15 لغة، وعقد شراكات بحثية دولية مع جامعات ومراكز بحثية لمواجهة التطرف، وتنظيم ندوات ومؤتمرات لتعزيز الوعي الفكري، التعاون مع البرلمانات الدولية لتوحيد الجهود في مواجهة الجماعات الإرهابية، كما حدث في لندن وباريس.
وفي ختام الندوة، شدد الدكتور محمد العلي على أن الأمن الفكري مسؤولية الجميع، وأن النخوة الفكرية هي درع حماية المجتمع، مشيراً إلى أن دولة الإمارات باتت نموذجاً عالمياً في التسامح ومكافحة التطرف، بفضل رؤية قيادتها الحكيمة وسياساتها الاستباقية في حماية المجتمع فكرياً وثقافياً.