تحت شعار “يدًا بيدٍ، نحو تنمية وقفية مستدامة”، شارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أعمال مؤتمر “الوقف وتنمية المجتمع: ريادة وطنية ورؤية استشرافية”، الذي نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة في فندق إرث بأبوظبي على مدى يومين.
إرث حضاري وأداة مستدامة
وقدم الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز، مداخلة أمام المؤتمر بعنوان “دور المؤسسات البحثية في إثراء ثقافة الوقف في المجتمع”، أكد فيها
أن “نظام الوقف” يعد أحد النظم الاجتماعية الأصيلة في المجتمعات العربية والإسلامية، حيث كان ولا يزال ركيزة أساسية في دعم المشاريع الخيرية وتعزيز التكافل الاجتماعي. وأوضح أن مفهوم الوقف الحديث يتداخل مع مصطلحات أخرى مثل “الهبة”، و”المؤسسة الخيرية”، و”المؤسسة غير الهادفة للربح”، مما يعكس التطور الذي شهده هذا القطاع على المستويات القانونية والاقتصادية والإدارية.
وأشار إلى أن الوقف يلعب دوراً مهماً في تمويل المشاريع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال استثمار أصوله بشكل مبتكر يعود بالنفع على المجتمع.
دور ريادي
وسلط الدكتور محمد العلي في مداخلته الضوء على تجربة دولة الإمارات، وقال إنها تجلت في العديد من المبادرات والمنصات والصناديق وهي تشكل نموذجاً يحتذى.
المؤسسات البحثية والوقف
وأكد الدكتور العلي أن مراكز البحوث تلعب دوراً محورياً في إثراء ثقافة الوقف من خلال عدة محاور رئيسية من أبرزها إعداد دراسات متخصصة حول الأحكام الفقهية، والتشريعات، والتحديات التي تواجه الأوقاف، وتحليل السياسات الوقفية واقتراح تعديلات تشريعية لتعزيز دور الوقف في التنمية المستدامة، وتطوير استراتيجيات استثمار الأوقاف وفق أحدث المعايير العالمية، وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل لنشر الوعي وتعزيز ثقافة الوقف بين الأفراد والمؤسسات، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة، مثل البلوك تشين والذكاء الاصطناعي، لتعزيز الشفافية في إدارة الأوقاف.
تحديات وفرص
وناقش الرئيس التنفيذي لمركز تريندز في مداخلته أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات البحثية في دعم قطاع الوقف، واقترح إنشاء قواعد بيانات موحدة للأوقاف لضمان الشفافية وسهولة الوصول إلى المعلومات، وتعزيز الشراكات بين مراكز البحوث والجهات الوقفية لتطبيق التوصيات البحثية على أرض الواقع، وتطوير آليات جديدة للتمويل الوقفي، مثل الصكوك الوقفية والصناديق الاستثمارية الوقفية، واعتماد حلول رقمية في إدارة الأوقاف، بما يعزز كفاءتها واستدامتها.
ثقافة الوقف
واختتم الدكتور العلي مداخلته بتأكيد ضرورة تعزيز ثقافة الوقف، وتحديث التشريعات، وتوظيف التكنولوجيا والابتكار في إدارة الأوقاف، مشدداً على أهمية دور المؤسسات البحثية في تقديم رؤى تساهم في تبني استراتيجيات فعالة ومستدامة في هذا المجال، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون بين المؤسسات.
وقد التقى وفد مركز “تريندز للبحوث والاستشارات” المشارك في المؤتمر على هامش فعالياته بعدد من الحضور والمشاركين البارزين، حيث تبادلوا وجهات النظر حول القضايا المطروحة في المؤتمر، واستعرضوا أحدث التطورات في مجالات البحث والاستشارات.
وقد أهدى الوفد كلا من معالي د. عمر حبتور الدرعي رئيـــس الهيئـــة العامة للشـــؤون الإسلاميـــة والأوقاف والزكاة، وسعادة علي المطوع الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وإدارة أموال القصر دبي، والدكتور مبارك بن سالم العامري، مدير إدارة التكامل التشريعي والرقابي في الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مجموعة من أحدث إصدارات المركز.