يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات في أعمال مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» 2025، الذي يعقد خلال الفترة من 29 أبريل إلى الأول من مايو 2025، في مركز دبي التجاري العالمي، تحت عنوان «التنمية والمساعدات الإنسانية في عالم تسوده الانقسامات»، ويشهد مشاركة أكثر من 130 متحدثاً بارزاً، إلى جانب تنظيم نحو 170 جلسة وورشة عمل رئيسية، تتركز حول الدبلوماسية الإنسانية في مجالات الأمن الإنساني، والتغير المناخي، والهجرة، والتحديات الصحية العالمية.
وبدعوة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» 2025، ساهم باحثو «تريندز» في أعمال القمة العالمية من أجل التنمية، التي تنظم تزامناً مع «ديهاد» تحت عنوان «صياغة مستقبل التعليم العالمي في عالم منقسم»، حيث شاركوا في جلسة حوارية بعنوان «التكنولوجيا والابتكار في التعليم»، وأدار مناقشاتها عبدالعزيز المرزوقي، الباحث، ومدير إدارة مكاتب «تريندز» العالمية.
تحولات ومخاطر
وقال عبدالله الخاجة، الباحث في «تريندز»، خلال الجلسة الحوارية، إن أدوات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة أحدثت تحولاً كبيراً في قطاع التعليم، لكن الاعتماد الكامل على الأدوات الرقمية قد يعرض القيم الأساسية للتعلم إلى مخاطر عدة، ضارباً مثالاً بجائحة «كوفيد-19» التي أعادت خلالها التكنولوجيا تشكيل واقع التعليم، حيث أصبحت المنصات الرقمية هي الفصل الدراسي الجديد، ووفرت التكنولوجيا أدوات متنوعة سمحت باستمرارية العملية التعلمية، لكنها أيضاً مثلت نقطة تحول كبيرة، حيث جعلت التكنولوجيا عنصراً أساسياً في مختلف القطاعات ومجالات الحياة.
وحذر الخاجة من الخلط بين الراحة والاكتمال، فلا يمكن استبدال التواصل البشري، من خلال التفاعل وجهاً لوجه، والحوار داخل الفصل الدراسي، والملاحظات الفورية، بالذكاء الاصطناعي أو الوحدات الرقمية، مضيفاً أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يُنظر إليه على أنه أداة فقط، وليس عكازاً، لأن الإفراط في الاعتماد عليه، خاصة بين الطلاب الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي التوليدي لاختصار عملية التعلم، يهدد مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات، والخطر ليس مجرد ضعف الأداء، بل تآكل الملكية الفكرية.
استراتيجيات وطنية فعالة
وأشار الباحث في «تريندز» إلى أن فوائد تكنولوجيا التعليم لا يتم توزيعها بشكل عادل، فالملايين يفتقرون إلى البنية التحتية اللازمة للوصول إلى التعليم الأساسي عبر شبكة الإنترنت، ولن يحل الابتكار بمفرده هذه المشكلة؛ بل يتطلب ذلك إصلاحاً واسعاً وتعاوناً دولياً، واستراتيجيات وطنية فعالة ومصممة خصيصاً لتوفير البنى التحتية الرقمية.
وذكر أن الجهود العالمية، مثل دمج الصين لمناهج الذكاء الاصطناعي في المدارس، أو جهود المنظمات الدولية لتعزيز وصول اللاجئين إلى التعلم الرقمي، تؤكد ضرورة تكييف هذه الجهود لتحقيق تأثير حقيقي على المستويين الإقليمي والدولي.
وأوضح الخاجة أن مركز تريندز للبحوث والاستشارات يسعى جاهداً إلى ربط البحوث بصناع السياسات، من خلال تقديم رؤى قابلة للتنفيذ، والدعوة لأنظمة تعليمية تتبنى الذكاء الاصطناعي دون التضحية بالتعلم المتمحور حول الإنسان.