ويطلق كتاب ” الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي”
د. محمد العلي: مكتب سيول ضمن حلقة متواصلة من مكاتب “تريندز” حول العالم لتعزيز التبادل المعرفي
بحضور سعادة عبدالله سيف النعيمي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية كوريا ، وفي بداية جولة آسيوية ، دشن مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مكتبه الثامن على مستوى العالم، في العاصمة الكورية الجنوبية “سيول”، وذلك في إطار خطته للعام 2024 والتي تشمل 15 مكتباً، وترجمةً لاستراتيجيته البحثية العالمية، ودعماً للتواصل المعرفي بين مراكز الفكر إقليمياً ودولياً.
جاء ذلك في احتفالية تمت في مقر المكتب الذي يقع في سيول وضمن حرم جامعة كوريا وبالشراكة معها بحضور الدكتور محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لتريندز ، والبروفيسور يو تشاك، نائب رئيس جامعة كوريا ، وجمع من المسؤولين والباحثين والأكاديميين ومسؤولي الجامعة.
ويهدف “تريندز سيول” إلى تأكيد الأولوية التي يعطيها “تريندز” لقضايا التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، باعتبارها من المحركات الأساسية للمستقبل العالمي، وقتح مجال للحوار العلمي البنَّاء مع الجماعة العلمية الكورية ولاسيما في ظل توافر الخبرات الكورية المتخصصة في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وإلقاء الضوء على الفرص والتحديات التي يخلقها الذكاء الاصطناعي على الأمن السيبراني في المستقبل، وتأكيد أهمية المسعى الجماعي لتشكيل مستقبل يعمل فيه الذكاء الاصطناعي كقوة من أجل التنمية والازدهار من دون تهديدات سيبرانية، وأهمية حماية البنية التحتية للإنترنت من المخاطر التي تهددها.
في كلمة دشن فيها المكتب، قال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ”تريندز”، إن مكتب سيول يأتي ضمن حلقة متواصلة من مكاتب “تريندز” حول العالم لتعزيز التبادل العلمي والفكري بين الباحثين والخبراء.
وأضاف أن المركز يطمح من مكتبه الواقعي الفعلي في سيول، والذي يقام بالشراكة مع جامعة كوريا، في أن يكون حلقة وصل بين مجتمع البحث العلمي في هذه المنطقة من آسيا بما تشكله من ثقل عالمي كبير والمقر الرئيسي في أبوظبي، لإحداث انفتاح معرفي وعلمي واسع النطاق، يساهم في تعزيز المعرفة والتعاون العلمي.
وأوضح الرئيس التنفيذي لـ”تريندز” أن مكتب سيول في حرم جامعة كوريا سيضم نخبة من الباحثين والخبراء المتخصصين، خاصة من الجامعة التي تضم أكثر من 150 معهداً للأبحاث المتنوعة؛ مما يشكل إضافة نوعية لمجتمع الباحثين والخبراء في «تريندز»، ويساهم في تعزيز إنتاج بحوث ودراسات علمية وازنة، خصوصاً في مجال الدراسات الاستراتيجية ودعم استراتيجية «تريندز» باعتباره جسراً معرفياً عالمياً.
بدوره قال الباحث ناصر محمد آل علي، رئيس قطاع الشؤون الإدارية في “تريندز” إن افتتاح “تريندز سيول: يأتي ضمن خطة الـ 15 مكتباً للعام 2024 وتتويجاً لالتزام «تريندز» الراسخ بتعزيز البحث العلمي والمعرفي والابتكار، مشيراً إلى أن “تريندز” افتتح حتى الآن مكاتب في دبي، والقاهرة، والرباط، وكيب تاون، ومونتريال، وبكين، واسطنبول، وسيول، وسيفتح قريباً مكاتب في كل من طوكيو، وجاكارتا، وبرلين، وموسكو، وعَمّان، وسان باولو بالبرازيل، ومدينة العين، لتدعم أهداف المركز باعتباره جسراً معرفياً يربط بين شعوب ودول العالم.
وفي أول نشاط لمكتب “تريندز سيول”، تم إطلاق كتاب: “الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي”، ويشير الى أن التطور السريع للذكاء الاصطناعي يجعل من إدارة التغيير في المجتمعات البشرية أكثر تعقيداً.
كما يلفت الكتاب، الذي أعده سعادة الدكتور محمد حمد الكويتي رئيس مجلس الأمن السيبراني ، الى أن القوانين واللوائح والسياسات التي يتم وضعها تواجه صعوبة في مواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة، ما يفرض تحدياً على المؤسسات المختلفة لمواجهة الواقع الجديد.
وأكد الكتاب أن الاعتماد المتزايد على الإنترنت في مجالات الحياة كافة، سواء كانت اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية أو حتى عسكرية، يزيد من المخاطر الأمنية المحتملة، خاصة مع اعتماد البنى التحتية الحساسة على الإنترنت، مثل أنظمة المراقبة والأمن ومحطات الطاقة والمواصلات الذاتية.
ويحذر من أن البنية التحتية للإنترنت، التي تدير هذه التفاعلات الذكية، ليست خالية من نقاط الضعف والتهديدات الأمنية. وأن النظام القائم على السيليكون والنظام الثنائي المستخدم في أجهزة الكمبيوتر والبرامج، والذي أثبت نجاحه الكبير على مدى العقود الخمسة الماضية، قد لا يكون قادراً على مواجهة التحديات المستقبلية، ما يستدعي إعادة التفكير في آلية عمل هذا النظام لضمان حياة مستقرة وآمنة.
ويشدد الكتاب على أن نظاماً أمنياً قائماً على افتراض عدم وجود نقاط ضعف لن يكون كافياً لحماية المجتمعات البشرية التي تستفيد من إنجازات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والروبوتات والسيارات ذاتية القيادة.
ويضيف أنه في حال اختراق هذه الأنظمة، ستكون الخسائر كارثية، وقد تعود بنا إلى ما قبل العصور الحديثة، حيث تتحول الحياة الرغيدة التي توفرها التكنولوجيا الذكية إلى كومة من الأجهزة الإلكترونية وأكوام من البشر في لحظات.