أعلنت مؤسسة الجليلة، ذراع العطاء في دبي الصحية، أنها نجحت في تدريب أكثر من 4 آلاف معلم وولي أمر، على دعم وتمكين أصحاب الهمم، من خلال برنامج ” تآلف”، الذي أطلقته بهدف دمج هذه الفئة في التعليم والمجتمع.
وأوضحت المؤسسة أنها في إطار حرصها على توفير بيئة صحية متكافئة لأصحاب الهمم، وفرت فرص تدريبية مجانية باللغتين العربية والإنجليزية موجهة للمعلمين وأولياء الأمور، ومقدمي الرعاية، بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين، لتعزيز مهارات التواصل معهم وتمكينهم من التغلب على إعاقتهم، واكتشاف قدراتهم الكامنة.
وذكرت أن أول مبادرة لبرنامج تآلف الذي أطلقته قبل 11 عاماً، كانت “برنامج تدريب الوالدين” الذي يكتسب الوالدين والأوصياء من خلاله مهارات أساسية تمكنهم من التعامل مع إعاقات أطفالهم، واستفاد من البرنامج حتى اليوم 22 دفعة ضمت 1,098 من أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، من 36 جنسية مختلفة، جميعهم يسهمون في تقديم الدعم والرعاية للأطفال الذين يواجهون تحديات مثل متلازمة داون، التوحد، والتأخر العقلي وغيرها من الصعوبات. برنامج “تآلف” عمل على تزويدهم بالمعرفة والمهارات الضرورية للتعامل مع احتياجات أصحاب الهمم.
وأشارت مؤسسة الجليلة إلى أنه في عام 2014، تم إطلاق برنامج “تدريب المعلمين” كجزء من مبادرة “تآلف”، بهدف تعزيز مهارات معلمي المرحلة الابتدائية ومديري المدارس في القطاعين الحكومي والخاص على مستوى الدولة. ركز البرنامج على تمكين المعلمين من خلال تزويدهم بالمعرفة والمهارات التي تسهم في تعزيز فهمهم لاحتياجات كل طالب من أصحاب الهمم، واستمر على مدار عام دراسي كامل، بالتعاون مع جامعة زايد، كما حظي البرنامج بتوجيه ودعم من وزارة التربية والتعليم، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية.
وشهد البرنامج تطوراً ملحوظاً على مدار السنوات الأخيرة، محققاً تأثيراً إيجابياً في حياة المعلمين، وأولياء الأمور، وخاصةً في حياة أصحاب الهمم. ومنذ انطلاقه، تخرج منه أكثر من 680 معلماً من 46 جنسية مختلفة، يعملون في 70 مدرسة حكومية و60 مدرسة خاصة في جميع أنحاء الدولة.
من جانبه قال الدكتور عامر الزرعوني، المدير التنفيذي لمؤسسة الجليلة: “نجحنا من خلال برنامج “تآلف” في توفير رعاية متكاملة لأصحاب الهمم في المنزل والمدرسة، الأمر الذي يعكس التزامنا الراسخ بدعمهم وتذليل كافة العقبات التي تواجه دمجهم في المجتمع ككل، بالتعاون مع الأسرة والمدرسة ومقدمي الرعاية الصحية”.
وأضاف “يؤكد البرنامج على قيمة العطاء في مجتمعنا من خلال التكاتف والتعاون لمساعدة من يعانون من اضطرابات مختلفة، كذلك يمكننا من توفير بيئة متكافئة أكثر شمولية وتفهماً وتنوعاً وتقبلاً لقدرات الجميع”.
من جهته قال الأب سوريش كومار، مدير مدرسة القديسة مريم الكاثوليكية الثانوية في الفجيرة: “كان لبرنامج “تآلف” دور محوري في تغيير نظرتنا لأساليب التعليم الشامل، بفضل هذا البرنامج الذي تقدمه مؤسسة الجليلة، تمكّن معلمونا من تطوير مهاراتهم للتعامل مع احتياجات أصحاب الهمم بفعالية أكبر، مما أسهم في تحسين طرق التدريس وخلق بيئة تعليمية داعمة، بات بإمكاننا اكتشاف تحديات الطلاب مبكراً وتقديم الدعم اللازم لتطورهم. شراكتنا مع مؤسسة الجليلة تمثل خطوة مهمة نحو تحقيق مجتمع أكثر تفهماً وشمولية”.
تآلف
تُجسد كلمة “تآلف” روح الانسجام والتناغم التي تسعى مؤسسة الجليلة إلى ترسيخها من خلال شراكاتها الإستراتيجية مع أولياء الأمور والمعلمين وأفراد المجتمع، بهدف تقديم الدعم الشامل لأصحاب الهمم والبحث عن مزيد من الفرص لتحسين حياتهم، والعمل على تنمية قدراتهم.
في عام 2022، أطلقت المؤسسة برنامجاً جديداً يهدف إلى اكتشاف وتنمية مهاراتهم وقدراتهم أيضاً، ليمنحهم الفرصة للتفاعل مع المجتمع والاستفادة من الفرص التعليمية المتاحة. حتى الآن تم تمكين 124 شخصاً من أصحاب الهمم من خلال تنفيذ 512 مبادرة التي يقدمها برنامج “تآلف” لتعزيز ودعم دمج الطلبة والطالبات في المدارس الخاصة والحكومية في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة.