اي ان ان / العين / اليحر : أشاد المشاركون في أمسية جمعية كلنا الامارات في مجلس اليحر بالاهتمام والدعم الكبير اللامحدود الذي توليه القيادة الرشيدة في استدامة المياه ، جاء ذلك ضمن برنامج المجالس التوعوية لجمعية كلنا الإمارات بمنطقة العين أقامت الجمعية أمسيتها التوعوية المجتمعية الأولى في مجلس اليحر بمناسبة اليوم العالمي للمياه ومواكبة لجهود ترشيد استهلاك المياه بحضور سعادة المتعرض سيف بن ميا العفاري وسعادة بدر ناصر الذهلي المدير التنفيذي للعمليات في شركة العين للتوزيع التابعة لهيئة مياه وكهرباء ابوظبي وسعادة يوسف سالم منيف العامري امين السر العام للجمعية .
وادارة الامسية المحامي عبدالله الكعبي قائلا : يقام احتفال اليوم العالمي للمياه سنويا في 22 مارس، بوصفه وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة ، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة واليوم العالمي للمياه هو فعالية عالمية وفرصة لرفع الوعي بالأمور المتصلة بالمياه، ولإلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق ، وبهذه المناسبة يسر مجلس اليحر استضافة هذا الحدث العالمي وذلك من خلال هذه الفعالية التي ينظمها المجلس بالتعاون مع جمعية كلنا الامارات .
وتحدث في بداية الأمسية سعادة الدكتور سعيد بن هويمل العامري عضو مجلس ادارة الجمعية مدير عام مركز صناع القرار الدولي للتدريب والاستشارات قائلا : إن مقولة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه ( إن الأجيال سوف تمضي بعون الله على أرض الإمارات جيلا بعد جيل وستبقى بفضل الله هذه الأرض الطيبة تحرسها عناية الخالق وتحميها عزائم الرجال وسواعدهم وستبقى راية الإمارات عالية خفاقة وتبقى معها أعمال رجالها المخلصين الأوفياء شواهد حية ومعالم بارزة على درب مسيرة هذا الوطن ).
وتابع العامري : أبلغكم تحيات الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان رئيس جمعية كلنا الإمارات ،إن جمعية كلنا الإمارات ذات نفع عام تأسست بقرار ومباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبرئاسة سمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان وتسعى الجمعية الى تحقيق مجموعة من الأهداف السامية التي تؤكد على الانتماء والوفاء لدولة الإمارات و قيادتها الرشيدة وأهمها تعزيز وترسيخ مفهوم الوطنية والعمل على نشر أواصر الألفة والتلاحم بين أفراد المجتمع وتحفيز المواطنين على تحمل المسؤولية الوطنية وتوثيق وبث روح العطاء والتطور بين أفراد المجتمع الاماراتي.
ولذلك فإن الجمعية بصدد إقامة محاضرات توعوية و اجتماعية و ثقافية على مدار السنة وبالتعاون مع كافة الجهات الحكومية والخاصة ورجال الأعمال والمواطنين على كافة الأصعدة لما يعود بالنفع والخير على هذا الوطن وأرضه و شعبه ليبقى واحة أمان وخير بإذن الله لذلك نأمل تعاون الجميع لتحقيق الأهداف السامية لجمعيتكم (كلنا الإمارات).
ثم تحدث المهندس سالم سيف العفاري مدير دائرة المياه بشركة العين للتوزيع مبينا الجهود الكبيرة التي تبذلها حكومة ابوظبي في استدامة خدمات المياه والطاقة من خلال هيئة مياه وكهرباء ابوظبي ومجموعة شركاتها وبإشراف مكتب التنظيم والرقابة ودعم لامحدود من القيادة الرشيدة لمشاريع التوسعة والتطوير والتحديث للقطاع مستدلا بالجملة التاريخية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ” المياه أهم من النفط بالنسبة للإمارات ” .
وأوضح أن هيئة مياه وكهرباء أبوظبي مؤسسة وطنية مملوكة بالكامل لحكومة أبوظبي، ذات استقلالية قانونية وإدارية. و تعمل الهيئة على تنفيذ سياسات حكومة أبوظبي المتعلقة بقطاع الماء والكهرباء، وعن طريق مجموعة الشركات التابعة لها تقوم بتوفير الماء والكهرباء لإمارة أبوظبي وجزء من احتياجات الامارات الأخرى ، و دعم الأبحاث لتطوير قطاع الماء والكهرباء في الإمارة وتشجيع المحافظة على موارد الماء والكهرباء في الإمارة والاستخدام الفعَّال لتلك الموارد ، وتعمل على ضمان تدريب وتوظيف مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة في قطاع الماء والكهرباء، ونشر المعلومات والإرشادات المتعلقة بالمصلحة العامة والتي تعتقد الهيئة أنه من المستحسن أن يكون المستهلكون على علم بها.
وأضاف العفاري : يعتبر قطاع المياه والكهرباء ثاني أكبر قطاع في إمارة أبوظبي ومن أكبر قطاعات المياه والكهرباء في المنطقة وقدم للحضور تصورا عن الية عمل القطاع من خلال الهيئة وشركاتها وشركات الخصخصة التي تدير المحطات مشرا الى ارتفاع الطلب على المياه حيث ارتفع من اربعة ملايين جالون يوميا عام 1970 الى 852 مليون جالون يوميا عام 2015 ومن المتوقع ان يصل الطلب الى 972 مليون جالون يوميا عام 2023 ، وكشف ان القدرة الانتاجية للماء في الهيئة بلغ 938 مليون جالون يوميا وانه بلغ طول خطوط نقل المياه 3701 كيلو متر فيما بلغ طول شبكة توزيع المياه الى 12 الف و406 كيلومتر.
وتحدث مدير دائرة المياه في الشركة عن الدور المشترك لها في ترشيد الاستهلاك مشيرا الى انها تأسست في الاول من يناير 1999 وتتولى توزيع الماء والكهرباء لسكان منطقة العين وتغطي منطقة جغرافية تبلغ مساحتها 11 الف و500 كيلو متر مربع ولعدد سكان يفوق الـ 700 الف نسمة وان رؤية ” العين للتوزيع ” لأن تكون ضمن قائمة الربع المتصدر في مؤشر أداء قطاع الماء والكهرباء على مستوى العالم بحلول عام 2020 ورسالتها في توزيع الماء والكهرباء بطريقة فعالة، آمنة، صديقة للبيئة، وبتكلفة مناسبة ومن قيمها الالتزام تجاه الجمهور والعاملين بالسلوك الاخلاقي والنزاهة والعمل الجماعي والثقة والمسؤولية المجتمعية والمشاركة والتميز المستدام .
وكشف ازدياد عدد المتعاملين في قطاع المياه 6% سنوبا ووصل عدد المتعاملين في قطاعي الماء والكهرباء بالعين 223 الف و43 متعامل يمثل قطاع الماء 37% منهم .وحول مبادرات الشركة في مجال الترشيد اشار الى تنظيمها مع الهيئة وشركاتها في حملة ” ترشيد ” التي اطلقت منتصف يناير الماضي وعلى مستوى الشركة قامت الشركة بترشيد الاستهلاك في المساجد وتنظيم المعرض السنوي للمنزل الذكي والتدقيق المائي للمبنى الرئيسي واستبدال كافة الإضاءات والصنابير وتنفيذ دراسات لتحسين كفاءة الشبكات وإطلاق خطط إدارة جانب الطلب وإطلاق برنامج ترشيد استهلاك المباني الحكومية وإطلاق خدمة استشارات و تنظيم محاضرات توعوية حول الترشيد لطلبة المدارس والجامعات وافراد المجتمع .
وحول الفوائد المتوقعة من ترشيد الماء تطرق الى ثلاث الاولى منها على المتعاملين في خفض فاتورة الاستهلاك وارتفاع مستوى خدمة العملاء بسبب قلة الاعطال وعلى المجتمع بخفض معدلات التلوث البيئي وحفظ الموارد الطبيعية وخفض كميات الوقود المستخدم وعلى الحكومة بخفض الاستثمارات الرأسمالية اللازمة لإنشاء محطات انتاج المياه وخفض تكاليف التشغيل والصيانة .
وأوضح العفاري ان الترشيد المائي يعني به الاستخدام الأمثل للماء بحيث يؤدي إلى الاستفادة منها بأقل كمية وبأرخص التكاليف المالية الممكنة في جميع المجالات ، وترشيد الاستهلاك لا يقصد به الحرمان من استخدام الماء بقدر ما يقصد به العمل على تربية النفس والتوسط وعدم الإسراف حيث أن دورات الماء التي يوجد بها تسرب قد تهدر حوالي 200 جالون من الماء يومياً ، وان استعمال الخلاطات بطيئة الإغلاق يؤدي إلى هدر حوالي 30% من كمية الماء المستهلكة ما بين فتح الحنفية وإغلاقها عند انتهاء الحاجة للماء ، واستخدام الخرطوم في تنظيف السيارات و في تنظيف الفناء الخارجي يهدر 10 جالونات في الدقيقة ، وان وجود تسرب للماء من خلاط الماء ( الحنفية ) قد يؤدى الي اهدار نحو7 جالون في اليوم ، وتطرق للحضور لمجموعة من طرق ترشيد استهلاك الماء .
وأوصى مدير دائرة المياه في العين التوزيع الحضور على تركيب جهاز تسخين المياه الفوري وجهاز ترشيد التدفق المائي على صنابير المياه المستخدمة بكثرة ، والتأكّد من خلوّ توصيلات المياه في منزلك من التّسريب ، والعمل على نشر ثقافة الترشيد بين الأصدقاء وفي الحي وتعليم الأطفال أهمية المياه لحياتنا وترشيد استخدامها، ووسائل تحقيق ذلك ، وفي حالة وجود حوض سباحة (او حوض مائي مكشوف للزراعة) أن يغطِّ الحوض المملوء بالماء ، لتجنّب تبخّر الماء فيه أو اتساخه، وبالتّالي عدم الحاجة إلى إعادة ملئه ، وأن يقللوا من مدّة الاستحمام وجعلها لمدّة خمس دقائق.
بعدها تحدث السيد كمال الدين حسين الهاشمي مدير قسم مراقبة المياه الجوفية في هيئة البيئة بأبوظبي عن جهود الهيئة في الحفاظ على المياه الجوفية وتحدث عن المشروع الاستراتيجي لتخزين المياه في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية والذي يهدف للحفاظ على موارد المياه الجوفية وتنميتها وضمان استدامتها للأجيال القادمة ، وأكد على أهمية المشروع انطلاقا من الرؤية الحكيمة لحكومة أبوظبي وتطبيقا لخطة الامارة الاستراتيجية 2030 حيث ارتأت القيادة الرشيدة زيادة المخزون الاستراتيجي للمياه بشكل يمكن الامارة من احتلال المرتبة الاولى في المنطقة العربية من حيث توافر المخزون الاستراتيجي للمياه ، كما يسهم في زيادة ثقة المستثمرين في القطاعات المختلفة في الامارة ، وأكد أن المشروع يمثل نموذجا مثاليا لتكامل الجهود والعمل المشترك بين الجهات المختلفة متمثلة في شركة ابوظبي للنقل والتحكم ” ترانسكو ” إحدى شركات هيئة مياه وكهرباء أبوظبي وهيئة البيئة أبوظبي ، وأن المشروع الاستراتيجي لتخزين المياه في المنطقة الغربية يتكون من ثلاث مجموعات أبار رئيسية وأربع محطات لضخ المياه وخطوط أنابيب بطول 152 كيلومترا قادرة على توصيل المياه الجوفية والمخزنة من ليوا الى العاصمة ابوظبي ومختلف مدن الدولة المرتبطة بالشبكة ، ويهدف المشروع إلى تخزين احتياطي استراتيجي من المياه العذبة في الخزان الجوفي والتي يمكن ان تستغل في أوقات الطوارئ ، وهو من المشاريع الرائدة في مجال التخزين الاستراتيجي للمياه ويعتبر من المشاريع الأكبر عالميا في هذا المجال ، وقد بدأت الفكرة العام 2002 حيث تم البدء في دراسات الجدوى وتقييم الطرق المختلفة والبدائل الخاصة بالتخزين الاستراتيجي.
وكشف السيد كمال الدين حسين الهاشمي مدير قسم مراقبة المياه الجوفية في هيئة البيئة بأبوظبي عن مشروع انشاء خزان جوفي ثان للمياه في العين .
ثم تحدث الهاشمي عن جهود هيئة البيئة في توثيق الآبار في مختلف مناطق امارة ابوظبي لمعرفة كميات الاستهلاك وتطوير الآبار القديمة وتنظيم الية الحفر والاستخدام .
بعدها تحدث الدكتور أحمد مراد عميد كلية العلوم بجامعة الامارات العربية المتحدة مؤكدا اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان بالثروة المائية ومنها رعايته الكريمة واستضافة ابوظبي السنوية للقمة العالمية للمياه بحضور قادة الدول وصناع القرار واهتمام الحكومة الرشيدة بايجاد المزيد من البدائل في الحصول على المياه واستدامتها ومنها تحلية مياه البحر والحفاظ على الابار الجوفية وتوج الاهتمام ببرنامج الاستمطار العالمي والفريد من نوعه .
وتحدث عن اهمية البحث العلم في ايجاد هذه البدائل ومنها استخدام مياه الصرف الصحي بعد معالجتها كما بدأت في ذلك سنغافورة وأكد اهتمام الحكومة بالأبحاث الداعمة لاستدامة المياه مشيرا الى جهود المركز الوطني لأبحاث الطاقة والمياه في هيئة مياه وكهرباء ابوظبي والمركز الوطني للمياه في جامعة الامارات ومعهد مصدر وجهود وزارة الطاقة وهيئات الكهرباء والماء بالدولة .
وعرج الى الاهتمام التاريخي الاماراتي الكبير في ترشيد استهلاك المياه من خلال مبادرات انشاء الأفلاج التي قام بها جيل الأجداد والتي كانت تتضمن عملية منظمة ومقننة لاستخدام المياه في الزراعة وغيرها .