أعلنت ’الاسطبلات الأميرية‘ في أبوظبي عن إنجاز رئيسي حقّقته مبادَرتها البارزة التي تحمل اسم ’برنامج تعزيز أداء أصحاب الهمم في رياضة ترويض الخيل‘ (Para Dressage Performance Programme)، والتي تم إطلاقها هذا العام بهدف تطوير مهارات فريق وطني إماراتي من أصحاب الهمم للمشارَكة في ’دورة لوس أنجلوس للألعاب البارالمبية 2028‘. فمنذ شهر أبريل الماضي، انضم العديد من الرياضيين الإماراتيين من أصحاب الهمم إلى هذا البرنامج التدريبي الرائد، ولقد أتمّ الآن اثنان منهم متطلّبات التصنيف الرسمي لدى ’الاتحاد الدولي للفروسية‘ (FEI)، مما يضعهما بقوّة على الطريق الصحيح للوصول إلى دورة الألعاب البارالمبية المقامَة في لوس أنجلوس الأمريكية سنة 2028.
ضمن هذا الإطار، تخضع كل من فاطمة البلوشي ووفاء الدهماني من رأس الخيمة، والبالغتَين من العمر 31 سنة، لتدريبات أسبوعية مكثَّفة في ’الاسطبلات الأميرية‘ وذلك منذ تسجّلهما في البرنامج خلال شهر أبريل، وذلك إلى جانب الزملاء الرياضيين الآخرين. ويتضمّن برنامجهما التدريبي دروساً في ركوب الخيل، وجلسات نظرية، وتدريبات عبر جهاز المحاكاة، وحصصاً للعلاج الفيزيائي والصحّة النفسية الرياضية. ولقد تم ابتكار البرنامج وفق مفهوم شمولي مصمَّم لتعزيز المعرفة التقنية وتطوير اللياقة البدنية للرياضيين إضافة للقدرة الذهنية.
إلى جانب الحصص التدريبية، يتم توفير الدعم للرياضيين بواسطة خبراء متخصِّصين بمجال العلاج الفيزيائي والصحّة النفسية والتغذية في المجال الرياضي، وذلك بهدف الارتقاء بالأداء والعافية إلى مستويات أعلى.
وفي شهر يونيو، سافرت كل من فاطمة ووفاء إلى ’ويلينغتون رايدينغ‘ في المملكة المتحدة حيث خضعتا للتقييم الرسمي الخاص بأصحاب الهمم في مجال ترويض الخيل كجزء من تصنيف ’الاتحاد الدولي للفروسية‘. ولقد جرى تصنيف فاطمة، التي تعاني من الصلب المشقوق المؤثِّر بأطرافها السُفلية منذ الولادة، ضمن الفئة الثالثة (Grade III)، بينما تم تصنيف وفاء، التي تعاني من شلل في الأطراف السُفلية بعد تعرّضها للإصابة بمرض شلل الأطفال في مرحلة الرضاعة، ضمن الفئة الثانية (Grade II).
كما شمل وقتهما في المملكة المتحدة تدريبات يومية، وحضور المنافَسة الدولية لترويض الخيل الخاصّة بأصحاب الهمم (CPEDI)، والتواصل مع الرياضيين من أصحاب الهمم في الفريق البريطاني الحائز على عدّة ميداليات ذهبية. ولقد وفرت هذه الرحلة فرصة قيّمة جداً لتطوير المهارات التقنية والاستفادة من الخبرات على الصعيد الدولي.
رافق الفريق في رحلته الخارجية الدكتور راسل ماكيكني-غواير، المدير التقني لدى ’برنامج تعزيز أداء أصحاب الهمم في رياضة ترويض الخيل‘، وهو خبير دولي معروف في مجال الحركة الحيوية للخيل وتحليل الأداء. وعلّق على هذا الموضوع بالقول: “كانت هذه لحظة هامّة بالنسبة للرياضيين والبرنامج على حدّ سواء. فتصنيف ’الاتحاد الدولي للفروسية‘ ضروري لأي رياضي من أصحاب الهمم في مجال ترويض الخيل يتطلّع للمنافَسة على الصعيد الدولي، ورؤية فاطمة ووفاء تحقّقان هذا بكل احترافية وعزم كان أمراً استثنائياً. فالتجربة التي شملت التدريبات اليومية، ومشاهَدة المنافَسات الراقية والتفاعل مع أعضاء الفريق البريطاني، قد وفرت لهما، ووفرت لنا أيضاً، صورة واضحة حول المعايير التي نعمل لتحقيقها. وهذه بداية لرحلة شيّقة، وكلتاهما أظهرتا أنهما تنتميان لهذا الدرب بقوّة.”
يُشار إلى أن ’برنامج تعزيز أداء أصحاب الهمم في رياضة ترويض الخيل‘ لا يزال مفتوحاً أمام الرياضيين الإماراتيين من أصحاب الهمم الطامحين للدخول إلى عالم رياضة ترويض الخيل، وهو يستمر باختيار المهارات المناسِبة وتطويرها، مع مشارَكة العديد من الرياضيين الآخرين في دورات تدريبية تجري في ’الاسطبلات الأميرية‘.
من جهتها، قالت لاورا ريتشاردسون، مديرة الأداء في ’الاسطبلات الأميرية‘: “تُظهِر فاطمة ووفاء تقدُّماً يمنح الكثير من الإلهام، ليس لمجتمَع الفروسية فحسب، بل لدولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام. فقد تم ابتكار هذا البرنامج لكسر الحواجز، وخلال فترة قصرية معاً تبلغ نحو شهرين فقط، حقّقنا أول انجاز رئيسي في رحلتنا الرائعة إلى دورة الألعاب البارالمبية التي تستضيفها لوس أنجلوس في 2028.”
تدعو ’الاسطبلات الأميرية‘ الرياضيين من أصحاب الهمم الطامحين لدخول عالم ترويض الخيل لتقديم طلبات المشارَكة، بالإضافة للرعاة والشركاء المهتمّين بأن يكونوا جزءً من هذه الرحلة التاريخية والملهِمة.